الحياة الكومينالية هي أساس تشكيل الاتحادات

بهدف الوصول لمجتمع أخلاقي وديمقراطي مبني على أسس بثّ روح التشاركية والتعاضُد؛ شكّلت حركة المجتمع الديمقراطي العديد من الاتّحادات في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.

ضمن المساعي الحثيثة لتنظيم المجتمع والعمل على المضي به قدما نحو الحياة التشاركية الكومينالية المبنية على أسس الأمة الديمقراطية، تعمل حركة المجتمع الديمقراطي بحلب على تكوين اتّحادات لمختلف المهن والحِرف.

ماهي الحياة الكومينالية

وفق القائد عبد الله أوجلان وفلسفته، فيما يخص الأمّة الديمقراطية، فإنّ مبدأ الكومونة أو الكومونالية هي تلك الحياة التي تستند إلى وحدة القلوب والميدان الحرّ الذي ترى فيه الشخصية معناها وتحقّق أهدافها.

كما يصفها عبر مجلداته بأنّها الموقد الذي تنضج على ناره الهادئة كلّاً من الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان، والمكان الذي تتحقّق فيه المساواة بين الرجل والمرأة، وتخرج المرأة من كونها متاع للرجل، كما أنّها ميدان الحياة الندّيّة الحرّة.

لهذا فإنّ الكومونة هي أسلوب الحياة الديمقراطية الجماعية وهي بشكل مباشر التنظيمات الأساسية للديمقراطية وهي وحدات المجتمع الأخلاقي والسياسي، والكومونة هي مجموعة من الناس تقوم بإدارة أمورها الحياتية ومعالجة مشاكلها في جميع النواحي وهي الإدارة المصغّرة عن الإدارة الذاتية.

وباختصار فهي بقدر ما تتّخذ الخصائص الإيجابية كالاتّحاد الحرّ والمساواة والتّضامن والتقاسم أساساً لها فإنّها تحتوي تلك الخصائص، وتخلق فيها روح الإبداع، وهي أيضاً النموذج التنظيمي للمجتمع الذي يكون خارج نطاق الدولة.

بناء مجتمع أخلاقي وديمقراطي

وحول الهدف من تشكيل الاتّحادات تحدّثت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في حلب سعاد حسن، لوكالة هاوار موضّحةً دورها وأهميتها الريادية بالنسبة للمجتمع قائلةً: “الهدف من تنظيم الاتّحادات هو بناء مجتمع أخلاقي وديمقراطي وضم جميع المجتمع كجمعية من أجل تكاتفهم مع بعضهم البعض”.

وتابعت حديثها قائلةً: “أقدمنا على بناء مشروع ديمقراطي من أجل المجتمع وخاصةً الذين لا صلة لهم بالمجالس والكومينات من خلال تشكيل اتّحادات خاصة بهم لتمثّل الفئة الثالثة ضمن المجتمع”.

وخلال هذا العام المنصرم ركّزت الحركة في أساس عملها على تشكيل الاتّحادات، وتمّ تشكيل ما يقارب 25 اتّحاد، وكان لهم دور فعّال في العمل على بث روح التكاتف بين المنضمّين لمساعدة بعضهم وتنظيم عملهم.

الاتّحادات التي تمّ تشكيلها هي: (الصيادلة، المهن الطبية، المنتجين، العمال، الفنانين، المعلمين، الأطباء ، اتّحاد الأسواق والمقاهي، الأصناف التي تضمّ 18 صنف، وتمّ تشكيل سبعة أصناف منها الموبايلات والحلاقة الرجالية والنسائية ومكاتب الشحن والسيارات …)، إلى جانب المساهمة في تنظيم البيت الإيزيدي بمدينة حلب ودعمه.

بث روح الجماعة وتبادل للخبرات

تسهم الاتّحادات بحسب أسس النظام الداخلي التي وضعت أثناء تشكيلها في العمل على تعزيز تواجد روح الجماعة بين المنضمّين إليها وتحثهم على تبادل الخبرات.

وعن تأثير الاتّحادات على المجتمع أعطت سعاد مثالاً عن دورهم في الأزمات، والتي كان آخرها أزمة انتشار كورونا حيث قالت في هذا الصدد: “كان هذا العام مثقلاً بعض الشيء وخاصةً مع انتشار جائحة كورونا، والأحداث التي شهدتها وتأثيرها النفسي والمادي والمعنوي، فقام اتّحاد المنتجين بتوزيع حصص المنظفات على أسر ضمن الحي”.

وتابعت سعاد حديثها: “اتّحاد الصيادلة والمنتجين ساهموا بتأمين 120 حقيبة طبية لتوزيعها على الفقراء الذين لا يستطيعون شراء الدواء”.

كما قامت تلك الاتّحادات بتحمّل تكاليف علاج أشخاص ليس بمقدورهم تحمّل مصاريفهم كتركيب شبكات القلب، عبر تقديم دعم مادي بتبرّع جماعي أو شخصي وذلك بحسب ما أفادت به سعاد.

مخططات ضمن حيّز التنفيذ

ونوّهت سعاد إلى أنّهم بصدد التعاون مع اتّحاد الأطباء لتوفير دفاتر صحة للمنتسبين إلى اتّحادي العمّال والمعلّمين من أجل معاينتهم بنصف القيمة، ووصل عدد المشتركين إلى سبعة أطباء أخصائيين وثلاثة مخابر.

قالت سعاد: “هناك تقبّل في المجتمع لهذه الاتّحادات وعلى أرض الواقع يتمّ حلّ جميع المشكلات المرتبطة مع الجهات المعنية”.

أنهت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي سعاد حسن حديثها بالقول: “هنالك بعض الاتّحادات قيد التحضير مثل اتّحادات محلات الجملة، ونسعى للتركيز على غرفة الصناعة والتجارة المشتركة”.