الحصادُ الأدبيُّ والثّقافيُّ في 2021م

دلشاد مراد_

كان عام 2021م غنياً بالفعاليات الأدبية والثقافية، ورغم بعض التقدم في نشاط بعض المؤسسات الأدبية واتحادات الكتاب والمثقفين، إلا أنها لم ترتقِ إجمالاً إلى مستوى المرحلة، التي نعيشها راهناً والأخطار، التي تهددنا في شمال وشرق سوريا.

فالمشروع الذي كنا نراهن عليه وأقصد “مشروع المظلة الثقافية في شمال وشرق سوريا” لم يتحقق، بل لم تكن هناك أية محاولات أو نوايا في سبيل تحقيقه، حتى أن “مشروع المظلة الثقافية الكردية” الذي ناقشته اتحادات المثقفين والكتاب في عام 2020م جرى التخلي عنه لصالح المقاربة الذاتية، لكل اتحاد في طرح ذاتها كمظلة للكتاب والمثقفين، والاكتفاء بأطروحات التنسيق مع بقية الاتحادات الموجودة.

على صعيد اتحادات الكتاب والمثقفين، عقد اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) مؤتمره السابع في حزيران 2021م، والذي أسفر عن تغييرات جوهرية في بعض الأمور التنظيمية الداخلية له، لكنه لم يتمكن من تفعيل مشروعه الوحدوي للمثقفين الكرد، ولم يتمكن اتحاد الكتاب الكرد في سوريا، الذي عقد مؤتمره الخامس في كانون الأول 2021م، من حل أزمته التنظيمية بشكل كامل، ورغم ذلك تمكن من مواصلة تنظيم مهرجان القصة الكردية، كتقليد سنوي منذ 2014م. كما عقد اتحاد كتاب كردستان سوريا، مؤتمره الثاني في حزيران 2021م ، وسط ضعف في الحراك العام لهذا الاتحاد.

أما اتحادات المثقفين في الأقاليم السبعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فزاد نشاط بعضها في العام المنصرم، وتمكن اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، من تفعيل نشاطاته في مكاتبه المتعددة بالإقليم، وكانت أبرزها تنظيم أمسيات “الأربعاء الثقافي” في حديقة القراءة بقامشلو، و”الخميس الثقافي” في الحسكة بعد افتتاحه “حديقة القراءة” بالمدينة، ولم يتمكن اتحاد مثقفي كوباني من تفعيل نشاطاته، رغم محاولات عدة إثر إصابته بالجمود التنظيمي، وتمكن اتحاد مثقفي الرقة واتحاد مثقفي منبج من القيام بفعاليات عديدة.

على صعيد الأنشطة والفعاليات والمؤسسات الأدبية، نُظمت الدورة لمعرض الشهيد هركول للكتاب في أواخر تموز وأوائل آب، كما أجريت تغييرات في نظام مهرجان أوصمان صبري للأدب، وخصصت مسابقة المهرجان للعام 2021 لـ “قصة الثورة” مع تقديم جوائز عينية.

وعقدت لجنة الأدبيات في روج آفاي كردستان، مؤتمرها الأول في أواخر آب 2021م لتعيد تنظيم نفسها على مستوى شمال وشرق سوريا، وتغير نظامها واسمها إلى “ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا”.

وتستمر مكتبة أمارا المركزية في زيادة أعداد كتبها، مع محاولات لفتح فروع لها في الرقة وكوباني، وتصدر بشكل مشترك بين دار نشر شلير، ومنشورات نقش مؤلفات قيمة، وذات طباعة راقية، ويستمر مركز ميزوبوتاميا للترجمة في أعمالها.

وعلى صعيد المجلات الأدبية، فقد صدرت مجلة أدبية جديدة باللغة الكردية باسم “دستار” ذات مستوى كردستاني، فيما تواصل مجلة “شرمولا” التي تصدر باللغتين الكردية والعربية، إصداراتها بشكل دوري ووصل عدد كتابها إلى قرابة 300 كاتب، وحصل تقدم في مجلة “سيوان” التي تصدر باللغتين الكردية والعربية أيضاً، بعد إجراء تغييرات في إدارة وتحرير المجلة، كما تواصل اتحادات الكتاب، والمثقفين إصدار مجلاتها الأدبية.