الثروة الحيوانية ومخاطر الاندثار

علي عليو_

تعد الثروة الحيوانية مورداً أساسياً في شمال وشرق سوريا، فهي تساهم في اقتصاد المنطقة بشكلٍ كبير إلى جانب الاعتماد على الزراعة.

فالكثير من الأهالي يعتمدون في معيشتهم على هذه القطعان، فقد كانت تعود عليهم بما توفره من لبن، ولحم وصوف، وواردات مالية جيدة إضافة الى ارتباطهم التاريخي بهذه التربية، فهي تعدّ جزءا أساسيا من حياتهم، ولا يمكنهم الاستغناء عنها أبداً.

وبسبب انقاع الهطولات المطرية فقد ارتفع سعر العلف، كالشعير والتبن، وغيرها من المواد العلفية، وتدنٍ في أسعار الماشية، وأدى ذلك إلى غلاء الأعلاف، وإلى نفوق أعداد كبيرة منها، حيث لم يعد بإمكان الكثيرين، إطعام قطعانهم؛ ما أجبر الكثير من مربيها إلى بيعها، والتقليل من أعدادها، وبأسعار متدنية؛ للتقنين في المواد العلفية؛ هذا ما جعل أصحابها يتعرضون إلى خسائر مادية كبيرة، وقد تعرض أكثرهم للإفلاس، بعد أن كانت تدر عليهم بأنعام، وخيرات وفيرة وبالأخص منطقة جبل كزوان “عبد العزيز”، فقد أصبحت أكثر المناطق تضررا؛ بسبب اعتمادهم الكلي على الزراعة البعلية، كما إن الماشية هناك، وخاصة الأغنام والماعز تربى بأعداد كبيرة، ففي السنة الحالية، خسر أهالي الجبل أعداد كبيرة، منها مع نفوقها، ودفع بأكثرهم إلى بيع ما تبقى منها، والهجرة بحثاً عن أعمال أخرى، والذي زاد الطين بلة، هو أن  هذه القطعان كانت تسرح بحرية بعد موسم الحصاد  في الأراضي المزروعة بالقمح، والشعير.

أما اليوم، وبعد انحسار المراعي، واقتصارها على المساحات المروية القليلة؛ بسبب القحط الذي دفع أصحاب المشاريع الزراعية إلى استغلال هذا الوضع، وحاجة مربي الماشية الى المراعي، فقاموا بتضمين بقايا المحاصيل الزراعية، بمبالغ كبيرة ضاعف من معاناة أصحاب الماشية وفاقم الوضع سوءاً.

أما وإن استمر الوضع على هذا الحال؛ فسيؤدي إلى دمار هذه الثروة، واندثارها، كما حدث سابقاً لقطعان الجمال والجاموس، فقد أدى انحسار مراعيها إلى فقدان هذه القطعان، وغيابها من عموم المنطقة، لذلك فعلى الإدارة الذاتية التدخل في هذا الأمر الهام، واتخاذ تدابير أكثر فاعلية للحفاظ على هذه الثروة الحيوية من الضياع والتدمير من خلال إعانة أصحاب المواشي، وتأمين مادة العلف بشكلً دوري، وخاصة في فصل الشتاء، ومنع المزارعين من تضمين بقايا المزروعات بعد الحصاد، والسماح للماشية بالرعي فيها بشكل حر، كما كان في السابق.