الطبقة/ عمر الفارس –
شكّلَ الجفاف وقلة المراعي والمساحات الخضراء بالطبقة هذا العام عائقاً كبيراً أمام مُربيّ الثروة الحيوانية، وألقى أعباء أكبر على كاهل العاملين في تنمية واستثمار المشاريع الخاصة بالثروة الحيوانية، ذلك عدا معضلة قلة وغلاء أسعار الأعلاف بعد زيادة الطلب الكبير عليها من قِبل المربين.
قلة المساحة الخضراء الناتجة عن الجفاف أدت لانتشار التصحر في مناطق شاسعة من المراعي، مما أثّر على مشاريع الاستثمار النباتي والحيواني بالدرجة الأولى، حيث ازداد الطلب والاحتياج لكميات كبيرة من الأعلاف للتعويض، ولكن الحصول عليها بات شبه مُحال لزيادة الطلب ومحدودية الإمكانات، في مناطق شمال وشرق سوريا؛ مما ولّد أزمة محلية بفقدان مادة الأعلاف وغلاء سعرها وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي بموجب الكميات الموزعة من قبل الجهات المعنية.
جفاف وقلة في المراعي
وللاطلاع على واقع الثروة الحيوانية التقينا بالمواطن “محمد العلي العبد الله” وهو راعي أغنام من بلدة الحمام بريف الطبقة الشرقي الذي يقول: “انحسار وقلة المراعي هذا العام أثر بشكلٍ سلبي على الثروة الحيوانية وبالدرجة الأولى الأغنام التي تعتبر من أكثر مصادر الثروة الحيوانية المتداولة تجارياً في إقليم الجزيرة، حيث اجتاحت الأراضي الجافة جميع الأراضي الرعوية بسبب قلة الأمطار والمحل الموسمي الذي لم تشهد مثله منطقة الطبقة والرقة على مدى سنوات”.
غلاء سعر الأعلاف
وتابع العبد الله: “نتيجة لقلة المراعي اضطر مربو المواشي إلى الاعتماد على الأعلاف بأنواعها، بشكلٍ شبه كلي مما زاد من سعرها، ولكن نجد اليوم المعضلة الأكبر في قلة كمية الأعلاف المخصصة التي تقدمها الجهات المعنية لكل مربي، مما يجبرهم على شراء مادة الأعلاف بشكلٍ حر بالسوق التجارية السوداء بأسعار باهظة الثمن، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد وسطياً ما يقارب 1500 ليرة سورية، وكيلو الشعير 2000 ليرة، والنخالة 1500 ليرة بأسعار تعتبر ثلاثة أَضعاف سعر هذه المواد في العام الماضي، مما يشير إلى ضرورة إيجاد الحلول لاستمرار دعم الثروة الحيوانية وبقائها قيد الاستثمار في المنطقة”.
العبد الله أضاف: “نطالب أيضاً بتوفير علاج بيطري بشكل مجاني نتيجة لانتشار الحالات المرضية الفيروسية بين المواشي تزامناً مع موجات البرد المتكررة في فصل الشتاء”.
جفاف وقلة في الأعلاف
الرئيس المشترك لإتحاد الفلاحين في مدينة الطبقة “عبيد محمد النهار” من جهته يناشد قائلاً: “الثروة الحيوانية هذا العام في خطر بعد تعاقب الأعوام الجافة المتتالية، والثروة الحيوانية هي إحدى الأسس التي يعتمد عليها الاقتصاد والاستثمار المحلي بما أنهُ تعتبر مناطق إقليم الجزيرة مناطق زراعية، لكن ما يجري مؤخراً من عوامل بيئية وجفاف أدى لنشوب الأزمة الحالية وقلة الموارد والمواسم النباتية، التي نتج عنها أيضاً النقص الحاصل في كميات مواد الأعلاف”.
النهار أشار إلى الدعم المُقدم للمربين بقوله: “نحن نقوم كاتحاد فلاحين ومديرية زراعة في مدينة الطبقة بتوزيع مادة النخالة التي تبلغ عشرين طن يومياً، وهي كمية لا تكفي لقطيعين من الأغنام الموجودة في منطقة الطبقة وريفها، علماً أن الإحصائية الشاملة للأغنام في الطبقة وريفها تُقدر بـ 600 ألف رأس غنم، و3500 رأس من الأبقار و250 جمل”.
