سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التطبيعُ الأرمنيُّ – التركيُّ تجاوزٌ لخلافاتِ التاريخِ والحاضرِ.. حساباتٌ اقتصاديّةٌ وسياسيّةٌ

تعاني تركيا وأرمينيا من وضع اقتصادي سيئ، دفعهما إلى تجاوز العداء، والخلافات بينهما من خلال مباحثات جرت نهاية الأسبوع الماضي، إذ عدّ صُحفي أرمني أن التطبيع مؤكد، وأن الطرفين يحاولان الالتفاف على مجازر الأرمن، إلى جانب اختلاف الحسابات في القوقاز.
تسعى تركيا وأرمينيا إلى تطبيع علاقاتهما، عقب تاريخ طويل من العداء، الذي يعود إلى القرن الماضي، جراء ارتكاب العثمانيين مجازر بحق الأرمن، إذ قُتل وقتها قرابة مليون ونصف المليون أرمني، وترفض أنقرة الاعتراف بذلك.
وجلس طرفا النزاع إلى طاولة المباحثات يوم الجمعة بتاريخ 14 كانون الثاني في موسكو.
وترأس الوفد الأرمني نائب رئيس برلمان البلاد روبين روبينيان، بينما ترأس الوفد التركي سفيرها السابق لدى الولايات المتحدة سيردار كيليتش.
وكانت أنقرة ويريفان قد عينتا المبعوثين في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تمهيداً للتطبيع ولإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، إذ أنه لم تقم كل من تركيا وأرمينيا يوماً علاقات دبلوماسية رسمية بينهما.
وكانت تركيا قد أعلنت استئناف الرحلات المباشرة بين العاصمتين المتوقفة منذ 2020، ولكن دون تحديد موعد لذلك، بينما رفعت أرمينيا منذ الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري، حظراً على البضائع التركية، قد وضعته منذ عام.
وحصلت شركة الطيران الأرمينية “فلاي ون أرمينيا” على إذن من السلطات التركية؛ لتسيير رحلات بين البلدين، وفقاً لما ذكرته وكالة “تاس”.

مفاوضاتٌ دونَ شروطٍ وتعزيزُ دورِ روسيا
وعقب المباحثات، قالت وزارة الخارجية التركية في بيانها: إن المبعوثين الدبلوماسيين إلى موسكو، اقتصرا على تبادل الأفكار “الأولية” بشأن عملية التطبيع، كما لا تزال أنقرة ويريفان ملتزمتين “بمواصلة المفاوضات دون شروط مسبقة”، مع التركيز على “التطبيع الكامل للعلاقات”، وفقا لما جاء في البيان الرسمي لتركيا.
من جانبها، صرحت وزارة الخارجية الأرمينية، أنها تأمل أن يؤدي الاجتماع في موسكو، إلى إقامة علاقات دبلوماسية، وفتح الحدود المغلقة منذ عام 1993.
كما عزز الاجتماع دور روسيا، التي وقعت بدورها على اتفاقية وقف إطلاق النار، بين يريفان وباكو في حرب ناغورني قره باغ عام 2020، كوسيط له نفوذه جنوب القوقاز.
وفي خريف 2020، تصاعد التوتر بين البلدين؛ بسبب النزاع العسكري بين أرمينيا، وأذربيجان بشأن إقليم ناغورني قره باغ، حيث دعمت أنقرة حينها حليفتها باكو.
وتوقفت المعارك بعد إبرام اتفاق على وقف الأعمال القتالية برعاية موسكو، ليكرس ذلك هزيمة عسكرية لأرمينيا، ومكاسب ميدانية كبيرة لباكو.
وبموجب الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن مساحات من الإقليم خسرتها خلال المعارك، إضافة إلى سبع مناطق محاذية، كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب السابقة في التسعينات، واتهمت أرمينيا تركيا بالضلوع المباشر في المعارك، وهو ما نفته أنقرة.
مسارٌ طويلٌ وحديث ٌعن أجواءَ إيجابيةٍ
بعد هذا العداء الطويل، جرت مباحثات لتطبيع العلاقات بين البلدين، وهناك تفاؤل حيال نجاحها، وفي هذا الصدد يتساءل مراقبون عن المستجدات، التي آلت إلى هذه المباحثات في الوقت الحالي.
وحول ذلك، قال الكاتب والصحفي المختص بالشأن التركي سركيس قصارجيان، في حديث خاص لوكالة أنباء هاوار: “حتى الآن ما صدر كان بيان مقتضب، ومتطابق من قبل خارجية البلدين، وبالخطوط العريضة لا توجد تفاصيل، وتم الحديث عن أجواء إيجابية، وهذا يؤكد على وجود نية بمتابعة هذه المباحثات دون شروط مسبقة، هذا لطمأنة الرأي العام الداخلي لكلا البلدين”.
وأضاف قصارجيان أن “المسار طويل جداً، ومن المبكر الحديث عن نتيجة هذه المباحثات”، إلا أنه يعتقد “أن سيكون هناك تطبيع في النهاية، لأن الظروف والإرادات تشير باتجاه التطبيع”.
جولاتٌ سابقةٌ لم تنجحْ
لم يكن هذا التقارب وليد اللحظة، فقد سبق ذلك اتصالات غير معلنة، نجحت قبل أشهر، في دفع أرمينيا للإعلان عن موافقتها على فتح أجوائها أمام رحلات الطائرات التركية المتوجهة إلى أذربيجان.
وتواصلت المباحثات، والجهود لتطبيع العلاقات الأرمينية -التركية منذ أكثر من 15 عاماً، وكادت تتكلل بالنجاح في عام 2009، بعد توقيع وزيري خارجية البلدين في ذلك الحين؛ التركي أحمد داود أوغلو، ونظيره الأرميني إدوارد نالبنديان، على بروتوكولين لتسوية الخلافات العميقة بين الدولتين.
واتفق الطرفان حينها على الاعتراف المتبادل بالحدود الحالية بين البلدين، كما حددتها اتفاقيات القانون الدولي ذات الصلة، لكن جهود التطبيع، تعثرت بعدما ضغطت أذربيجان على تركيا حينها.

اختلافُ الحساباتِ في القوقازِ
غير أنه بعد سيطرة أذربيجان على إقليم ناغورني قره باغ، بدعم تركي، أصبحت فرص نجاح مسار هذا التطبيع أكبر، حسب مراقبين.
إذ يرون، أن ملف أرمينيا – أذربيجان الذي حسم لصالح الأخيرة، هو الذي دفع إلى هذه المباحثات، التي جرت بين أرمينيا وتركيا، وأن أرمينيا التي خرجت من هذه الحرب مهزومة، تحاول الخروج من عزلتها.
وعن المستجدات التي دفعت الطرفين إلى الحوار، قال قصارجيان: “هناك مستجدات كثيرة أولها حرب ناغورني قره باغ الأخيرة، والتي أدت إلى نتائج عديدة، أول وأهم نتيجة، هي خسارة أرمينيا، والنتيجة الثانية عدم استعداد روسيا لخوض مغامرات، كما كانت تفعل سابقاً، وعدم نيتها في أخذ موقف واضح وصريح بمساندة أرمينيا في هذه الحرب، وبالتالي كانت إشارة من روسيا، وأن الحسابات اختلفت في القوقاز”.
أما عن النتيجة الثالثة، فيقول: “دخول تركيا بقوة في خط حرب أرمينيا أذربيجان، فتركيا سابقاً كان ممنوعاً عليها الانخراط مباشرة في الحرب، وإنما كانت تحاول إيجاد طرق التفاف للتدخل، الآن رأينا في هذه الحرب أن تركيا رأس حربة، حتى إن الدبلوماسية التركية كانت تقرر ما إن كانت ستتوقف الحرب أم لا”.
وتابع “هذه كلها مستجدات تؤدي إلى أن نتيجة الظروف والحسابات في القوقاز اختلفت، طبعاً هذا الاختلاف سببه: أولاً تعاظم قوة تركيا، ثانياً العلاقات الروسية -التركية الوثيقة جداً، ثالثاً تغير حسابات أذربيجان بما يخص علاقاتها مع تركيا، وعلاقتها مع روسيا، رابعاً استمرار ضعف أرمينيا الاقتصادي، وعدم وجود بنية دولة يمكن لروسيا الاعتماد عليه، لإنجاز رؤيتها فيما يخص جنوب القوقاز”.
وأوضح “بالتالي باتت روسيا مقتنعة، أنه يجب إحداث تغيير في جيوستراتيجية المنطقة بشكل عام، وهذا التغيير كان واضحاً في حرب ناغورني قره باغ”.
الالتفافُ على مذبحةِ الأرمنِ
ويعود التوتر في العلاقة بين البلدين إلى عقود طويلة، لا سيما بسبب رفض أنقرة الاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن، إبان السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وترفض أنقرة الاعتراف بالإبادة، التي حصلت للأرمن على يد العثمانيين، وتقول إن أتراكاً مسلمين وأرمن مسيحيين على حد سواء، ماتوا خلال الحرب العالمية الأولى.
والرواية التركية تقول: إن حرباً أهلية في الأناضول، تزامنت مع مجاعة، تسببت بمقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني، فضلاً عن عدد مساوٍ من الأتراك.
وتقول دائرة المعارف البريطانية: إن “المذابح” التي تعرض لها الأرمن تمت من خلال عمليات تهجير قسري، وقتل جماعي، نفذتها حكومة حزب تركيا الفتاة، التي كانت تحكم الدولة العثمانية ضد الرعايا الأرمن في الإمبراطورية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
ويقول الأرمن: إن تلك الحملة كانت محاولة متعمدة لإبادتهم، وبالتالي تعد عملًا من أعمال الإبادة الجماعية، وقد قاومت الحكومات التركية المتعاقبة الدعوات؛ للاعتراف بها على هذا النحو.
وحول فرص نجاح هذه المباحثات في ظل الرفض التركي للاعتراف بالمجازر، التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن، يرى قصارجيان أنه “من المستبعد أن تقوم تركيا بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية، لأن الحديث عن وجود عدم شروط مسبقة، وتأكيد أرمينيا بشكل خاص على هذا الموضوع، وبالتالي تركيا ليست على استعداد بتقديم تنازل بهذا القبيل، خاصة أن هذا الموضوع خط أحمر، وليس بإمكان السلطة في تركيا تقديم أي تنازلات فيما يخص هذه القضية، وبالتالي يحاول الطرفان الالتفاف على هذا الموضوع”.
وأردف: أن ليست فقط الإبادة الجماعية الأرمنية موضوع الخلاف، “فهناك موضوع الاعتراف بالحدود، وترسيم الحدود، وهناك موضوع الحدود مع أذربيجان، هذه القضايا الخلافية كلها يبدو فيها أن الطرفين مقتنعان حالياً بعدم التطرق لهذه النقاط الخلافية، في سبيل إيجاد بنية واضحة مشتركة تجمع الطرفين، يعني إرجاء هذه المشاكل”.
وعن موقف الشعب الأرمني من هذا التطبيع، في ظل عدم اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية بحق الأرمن، أكد قصارجيان: “إن الشعب الأرمني في الخارج سيرفض هذا التطبيع، كما رفضه سابقاً، ولكن رأيهم لن يكون مؤثراً؛ لأن باشينيان رئيس وزراء أرمينيا، الذي يقود هذه المباحثات فاز في الانتخابات رغم خسارة الحرب، وهذه من الأمور القليلة النادرة، التي تحدث، وبالتالي هو مندفع لتأييد جماهيره في الداخل، على الرغم من التفاوض، ولكن باعتباره الفائز بالانتخابات هذا يعني أن الخيارات التي يتخذها هي خيارات متوافقة مع المزاج الشعبي في الداخل”.
تحوّلٌ تاريخيٌّ فيما يتعلّق بتركيا
بعد التوترات التي أثقلت كاهل تركيا مع محيطها الإقليمي من العراق إلى سوريا، إلى اليونان، وقبرص، كما تأثرت من قطع علاقتها بدول عربية أخرى، أبرزها مصر والسعودية، إلى جانب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي ألقت بظلالها على علاقات أنقرة بكل من واشنطن، ودول الاتحاد الأوروبي، لاقت هذه السياسات استياءً داخلياً، ما أدى إلى انهيار العملية التركية، ودخلت تركيا في أزمة اقتصادية أزّمت وضع البلاد.
هذه الأسباب كلها، دفعت تركيا إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى؛ لإخراجها من القوقعة، التي وقعت فيها نتيجة سياسات أردوغان الفاشلة.
وحول غايات تركيا من هذا التطبيع، وارتباطه بالداخل التركي، وسياسات أردوغان الخارجية، بيّن الكاتب والصحفي الأرمني المختص بالشأن التركي، سركيس قصارجيان: “طبعاً فيما يتعلق بتركيا هناك أهداف داخلية وخارجية من هذا التطبيع، داخلياً محاولة أردوغان الإيهام أن مرحلة جديدة في السياسة الخارجية، قد بدأت وإراحة الشعب التركي، الذي تعب من نتائج المغامرات السياسية للسلطة التركية الحالية الناتجة عن الاقتصاد وبالتالي على معيشتهم”.
وأضاف: “إضافة إلى إعطاء جرعة من الأمل للأتراك؛ لفتح أسواق جديدة لهم في أرمينيا، وإمكانية الوصول إلى أبعد من أرمينيا، إلى دول بدءاً من أذربيجان وصولاً إلى الدول الأخرى المتحدثة باللغة التركية، وبالتالي يعني هذا التحول تحولاً تاريخياً مفصلياً في تاريخ الجمهورية التركية، والتي طوال القرن الماضي لم تستطع الوصول براً إلى هذه الدول، بسبب وجود الحاجز الأرمني، الحاجز الجغرافي المتمثل بحدود أرمينيا أو المساحة الأرمينية الفاصلة بين تركيا وأذربيجان”.
وكالة هاوار
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle