التنمية الإدارية وأثرها في اتخاذ القرارات ـ1ـ

 د. هاجار عبد الفتاح_

إن عالم اليوم عالم متطور تطوراً مستمراً وسريعاً جداً، وهذا يتطلب منا ملاحقة هذا التطور في مؤسساتنا ودوائرنا، لكي تعمل في بيئة إدارية صحيحة قادرة على العمل والتعامل بمرونة وفهم واستيعاب التطورات التي تحدث باستمرار، وباختلاف أساليب العملية الإدارية وتنوعها وتطورها عبر التاريخ، بقي الهدف واحداً وهو الحصول على أفضل مردود ممكن من الإمكانات المتوفرة والدوافع التي تدفع العاملين لتحسين جودة الخدمات أو رفع الطاقة الإنتاجية هي دوماً الإمكانات المادية والبشرية المناسبة والتقنيات الحديثة.

وحتى تكون المؤسسة في القمة لا بد أن تواكب التطور، ولا نقصد بالتطور حداثة الآليات والتقنيات كتبديل الأعمال اليدوية بنظام الحواسب أو تحويل نظام الاتصال من الرسائل إلى الإنترنت والبريد الإلكتروني، فهذه الأمور تعد أو تدخل تحت بند نظام العمل، بل نقصد منه تطور الفكر وانفتاحه وتهذيبه وتكامل الأساليب وسموها وأيضاً سمو الأهداف والطموحات.

بعبارةٍ أخرى مختصرة نقصد به التطور الإنساني في العلاقات ونمط التعامل ومنهجية العمل داخل المؤسسة سواءً في جانب الإدارة أو جانب العاملين في الداخل والخارج، لأن العمل مهما تطور تقنياً أو امتلك من قدرات، فإنه يبقى رهين العقول التي تديره وتدبّر شؤونه وهذا فرق جوهري حتى بين الدول وأنظمة الحكم.

لقد بات التطور والارتقاء الإنساني اليوم ضرورة تُلِح على الأنظمة، سواءً في الأبعاد السياسية أو الاجتماعية أو الإدارية، وأصبح المعيار الذي يحكم على بعض المؤسسات بالبقاء والثبات.

وتتلخص الثقافة الإنسانية في المؤسسة في التركيز على دمج الأدوار بالمشاعر، بحيث يشعر الفرد العامل داخل الجماعة بأنه جزء لا يتجزأ من الكل وأن الكل جزء لا يتجزأ منه، ومن الواضح أن إيجاد هذا النوع من التثقيف في غاية الصعوبة، لكنه في غاية الأهمية، لأنه يقوم على النظرة الإنسانية للأفراد وليس الآلية الوظيفية، لذلك فإن المنهج الأساس لهذه النظرة يقوم على التركيز على احتياجات العاملين والنظر إليهم على أنهم أعضاء أسرة واحدة، يتوجب الاهتمام بهم وتدريبهم والعمل على ترسيخ المبادئ في نفوسهم، وضمان أداء متميّز لأعمالهم وأدوارهم وتوفير أكبر قدر ممكن من الاحترام للعاملين، وإتاحة الفرص الكافية لهم للمشاركة في القرار والعمل.

إن مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات أصبح أسلوباً يُمارس في كثير من المؤسسات الإدارية الحديثة، حيث يقوم هذا الأسلوب على مبدأ منح فرص للعاملين للتعبير عن آرائهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، بحيث نصل من خلال هذه البيانات إلى ما يساعد الإدارة في تحقيق أهدافها.

ومن نتائج المشاركة بين الموظفين والإدارة على العملية الإدارية ما يلي:

-اتخاذ القرارات.

-القوة الإنتاجية والخدمية للإدارة.

-الآثار الإيجابية على الروح المعنوية للعاملين.

-خلق جو من التعاون والثقة بين الإدارة والعاملين.