دجوار أحمد آغا_
“قراءة الناس للحدث مختلفة عن بعضهم البعض، وهذا الموقف الطبيعي والمنطقي في السلوك والتفكير؛ لأنه لكل منّا خلفية ثقافية، وبنك معلومات كحصيلة لجهده المبذول خلال سنين حياته” أكتفي بهذا القدر من كلام الدكتور محمد علي عبدي، المدير العام لمشفى القلب والعين في قامشلو، الأول من نوعه في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، كمقدمة للحديث عن المنجزات والمكاسب الطبية الكبيرة، التي حققتها هذه الإدارة وتم إغفالها، وإخفاء العين عنها.
هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا مشكورة، سعت دوماً، وبكافة إمكانياتها، لتلبية معظم الاحتياجات الصحية لأهالي المنطقة، فإلى الآن اُفتُتحت العديد من المراكز الصحية، منها مشفى القلب والعين في قامشلو، وعيادات الشعب، ومركز جيان للمصابين بفيروس كورونا ومركز غسيل الكلى.
خلال عام 2018 تم تأسيس المشفى من جانب الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وبعد استكمال وصول الأجهزة الطبية والتجهيزات الأخرى اللازمة للمشفى، وتأمين الكادر الطبي، والإداري للمشفى، تمّ في الواحد والعشرين من كانون الثاني 2019 فتح أبواب هذا الصرح الطبي الكبير والهام، وكم كانت البدايات صعبة، فرغم الحصار المفروض من جانب النظام من جهة، والجماعات المرتزقة “مرتزقة تركيا” من جهة أخرى، والصعوبات التي كانت تواجه الإدارة غير أنها قررت افتتاح هذا المشفى؛ لخدمة المواطنين وهو ما يُعدّ في مثل هذه الظروف القاسية والصعبة إنجازاً كبيراً يُضاف الى سجل هذه الإدارة التي بُنيت بدماء أبناء
وبنات شعوب هذه المنطقة.
ا
لحدث يمكن أن يكون سلبياً أو إيجابياً، وتختلف قراءة الناس من شخص إلى آخر، كما ذكرنا في سياق حديث د. عبدي، لكن أن يتم إهمال أو تهميش الحدث سواء عن قصد أو غير قصد، يُعدّ أمراً غير مقبول، وغير أخلاقي ومنافياً للقيم والمبادئ الإنسانية.
دعونا نتعرف على هذا المشفى وما يقدمه للمواطنين.
يتكوّن المشفى من ثلاثة طوابق، كل طابق يحتوي عدة أقسام، حسب الاختصاصات، التي أُسِّس المشفى على أساسها، بالإضافة الى قسم مخصص لطب العين.
ويداوم في المشفى تسعة أطباء مختصون بالأمراض القلبية والقسطرة، ويعمل فيه /150/ كادر طبّي وخدمي، حيث يستقبل المشفى حالات الإسعاف على مدى الـ/24/ ساعة.
هذا المشفى مجهز بأحدث الأجهزة القلبية والعينية (قسطرة قلبية، أجهزة جراحة عينية، جهاز طبقي محوري، وأشعة سينية)، وإلى الآن قام بزيارة المشفى عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف المناطق السورية، وحتى من بعض الدول المجاورة.
كما أجرى أطباء المشفى العديد من العمليات النوعية في مجال الجراحة القلبية، وهي على سبيل الذكر وليس الحصر:
-
عملية تبديل الصمام التاجي لمريض كان يعاني من داء صمام تاجي شديد، تكللت العملية بالنجاح.
-
عملية إغلاق فتحة بين الأذينين لمريض، فنجحت العملية.
-
عملية إغلاق قناة شريانية سالكة لطفلة، وقد نجحت العملية، وغادرت الطفلة المشفى.
-
إجراء عملية توسيع للجذع الرئيسي الاكليلي الأيسر، بزرع شبكة في المنشأ لمريض في الستين من عمره، وقد نجحت العملية.