الأم عويش.. مُرسِّخة مبادئ ثورة المرأة الفكرية في فلسفة القائد أوجلان

كركي لكي/ ليكرين خاني –

اُستُوحيت من شخصيتها، ومن نضالها على مر أعوام، فلسفة عميقة، جسدت جوهر المرأة الحقيقية، نابعة من عطاء، أم زرعت مبادئ، وقيم وأفكار حرة مناهضة للاستبداد وللظلم، ورسّخت معنى النضال الحقيقي للخلاص من الأفكار الاستبدادية، ومناهضة الاستغلال بحق الشعوب الحرة.. إنها الأم عويش..

الحادي عشر من نيسان يصادف الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الأم عويش، والدة القائد والفيلسوف الأممي عبد الله أوجلان، والتي توفت عام ١٩٩٣، جراء أزمة قلبية، تاركة أثرها في شخصية كل امرأة حرة، فهي كانت نموذجاً للمرأة والأم الحقيقة، ساهمت في بناء شخصية عظيمة كشخصية القائد عبد الله أوجلان مصممة على تخطي العقبات، ناضلت لتكون شخصية فريدة من نوعها استوحيت من عطائها فلسفة ساعدت المرأة على اكتشاف الجوهر الحقيقي للمرأة الحرة.

الأم عويش… مثال المرأة الحرة

على الرغم من العادات، والتقاليد السائدة آنذاك، استطاعت الأم عويش مجابهتها لبناء شخصية قوية قيادية، سطّرت طريقاً لحرية المرأة أولاً، والقائد عبد الله أوجلان الذي من خلال تخليد جهود والدته، وصفاتها عبر كتاباته، وفلسفته أراد أن تكون والدته مثالاً لكل امرأة، تبحث عن الحرية وسط قيود المجتمع، والعادات والتقاليد الآسرة، حيث كانت الأم عويش نموذجاً للعطاء، علّمت القائد عبد الله أوجلان عدم الرضوخ للظلم، والوقوف في وجه الأنظمة الدكتاتورية، والسلطوية الهادفة إلى محو تاريخ الشعوب وكرامتها، كما تمكنت الأم عويش من تعريف طرق وأساليب المقاومة، وكيفية بناء شخصية الأبناء بشكلٍ صحيح، وتعريف المرأة بجوهرها الحقيقي، والسليم للسعي وراء الحقوق، والحرية دون خوف، وبكل شجاعة ناضلت، وأصبحت نموذجاً للأم الحقيقية، والمرأة الحرة.

القائد أوجلان خَلّد صفات والدته

وفي الذكرى التاسعة والعشرين لوفاتها، كان لصحيفتنا “روناهي” لقاءٌ مع عضوة مؤتمر ستار في ناحية كركي لكي  “شهربان علي” لتؤكد لنا مدى تأثر النساء في شمال وشرق سوريا بشخصية الأم عويش، وسعيهن للنضال لإبراز شخصية المرأة الحقيقية الكامنة في كل امرأة، موضحةً: “الأم عويش ناضلت على مر سنوات، كان لها تأثيرٌ إيجابيٌّ في إحداث تغيير في شخصية المرأة الحرة، وفي الذكرى التاسعة والعشرين لوفاتها، نُعزّي أنفسنا، ونُعزّي القائد عبد الله أوجلان بفقدان والدته، والرحمة والخلود لروحها، رحلت، وتركت لنا نحن النسوة إرثاً من النضال والمقاومة، ضد قوى الاستبداد والظلم، ومنهجاً في تحدي الذهنية الذكورية السلطوية، وكان لها الدور الكبير في كتابة القائد عبد الله أوجلان لمجلدات خَلّد فيها صفاتها، ليكون بهذا وفياً لجهود والدته، سعياً لخروج المرأة من مستنقع العادات، والتقاليد، وقيود المجتمع نحو الحرية الفكرية”.

وتابعت شهربان: “لتحقيق أهداف الثورة الفكرية في شمال وشرق سوريا، يجب على النساء التحلي بصفات الأم عويش، أم أثبتت معنى أن تكون جيشاً لحماية أبنائها، وزرع قيم ومبادئ ثابتة لمواجهة الاستبداد بأشكاله كلها، ولحماية أفكار الثورة والحفاظ عليها من خلال فلسفة القائد عبد الله أوجلان، يجب أن يكون ذلك من خلال فهم وإدراك حقيقة المرأة الحرة، التي جسَّدها القائد في مجلداته، فالصفات، التي أراد للمرأة الحرة أن تكتشفها في ذاتها، كانت مستمدة من قوة شخصية والدته، ومن حقيقتها ومن نضالها”.

وفي الختام أشارت عضوة مؤتمر ستار في ناحية كركي لكي، شهربان علي إلى ضرورة النضال للسير على خُطا الأم عويش، وتبني مسيرتها المليئة بالإنجازات قائلة: “أتمنى أن تتعرف النساء على شخصية الأم عويش، والاقتداء بها، فهي التي أنارت طريق الحرية لنا، وعملت على ترسيخ جوهر المرأة الحرة في شخصيتها”.