الأحمد: لن يستطيع المحتل التركي فرض مخططاته على شعوبنا

الشدادي/ حسام دخيل ـ

قال عضو حزب الاتحاد الديمقراطي فاضل الأحمد أن المحتل التركي وبعدما استخدم جميع الوسائل وارتكب الجرائم والانتهاكات واحتل المدن، قطع المياه بهدف إرضاخ شعوب شمال وشرق سوريا وتحقيق مشاريعه التوسعية، وإن قطع المياه تهديد للبيئة والزراعة والأمن الغذائي وخطر على حياة الانسان وجميع الكائنات.

تحاول دولة الاحتلال التركي بشتى الوسائل الضغط على المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فعادت مجدداً للضرب باستخدام سلاح المياه كوسيلة حرب جديدة وورقة ضغط تستعملها على أكثر من خمسة ملايين نسمة يعيشون داخل مناطق الإدارة الذاتية، وباتت المنطقة مهددة بشكل كبير بحدوث أزمة نقص مياه حقيقة تطال المنطقة فضلاً عن تدمير المشاريع الزراعية التي يعتمد عليها الأهالي بشكل مباشر في قوت يومهم، إضافة إلى قطع الكهرباء عن المنطقة برمتها حيث تعتبر السدود مصدر الطاقة الرئيسي.

حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً مع السياسي وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي فاضل الأحمد جاء فيه:

– ما هدف تركيا من استخدام سلاح المياه مجدداً ضد مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا؟

اعتمدت تركيا منذ البداية على سياسة بشعة جداً تحاول من خلالها الضغط على الأهالي بشتى الطرق، سواء كانت عبر الخطف والسجن والابتزاز والتغيير الديموغرافي في المناطق التي احتلتها، وبعد أن فشلت مخططاتها تلك قامت بقطع مياه نهر الفرات عن سوريا والعراق، والهدف الرئيسي من وراء ذلك هو إجبار شعوب المنطقة على الرضوخ لها من خلال تعطيشهم بالدرجة الأولى، وهذا ما تبين من خلال قطعهم لمياه الشرب في محطة علوك بسري كانيه عن مليون إنسان في الحسكة والمناطق التابعة لها، حيث يعتبر نهر الفرات الشريان الرئيسي لكل مفاصل الحياة في منطقة شمال وشرق سوريا، وهو ما يؤمن مياه الشرب لمدن وأرياف الرقة والحسكة ودير الزور فضلاً عن أنه يعتبر مصدر الري الأول في المنطقة ومصدر الطاقة الكهربائية.

– لماذا تصر تركيا على استخدام مثل هذه الأساليب الملتوية؟

تستغل تركيا المياه والسدود كسلاح ضد دول الجوار كسوريا والعراق مستفيدة بالدرجة الأولى من تحكمها بعدد من السدود على نهري دجلة والفرات، وهاتان الدولتان تعتمدان بشكل رئيسي على هذين النهرين كمصدر رئيسي في مياه الشرب والزراعة وغيرها، فهي تعتقد بأن المياه هو السلاح الذي من خلاله تستطيع إخضاع المنطقة وشعوبها والقَبول بمشاريعها الاستعمارية.

– ما الأضرار التي قد تلحق بالمنطقة عموماً وبمناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص جراء قطع مياه الفرات؟

إن في قطع مياه الفرات آثاراً مدمرة وتهديداً للبيئة بالدرجة الأولى وللزراعة وتهديداً للأمن الغذائي، لأن هذه المناطق تعتمد على الزراعة، ومن الأضرار الأخرى أيضاً أن الأمراض ستتزايد في المناطق التي تحاذي النهر، بالإضافة إلى الأضرار التي ستلحق بالطاقة الكهربائية وتوليدها، لأن المنطقة تعتمد بشكل كبير على السدود المقامة على النهر.

– برأيكم هل تكفي الإدانة والشجب ضد هذه الجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي، وماذا يتوجب على المجتمع الدولي فعله؟

يعتبر المجتمع الدولي المسؤول المباشر عن هذه الجريمة، فهو يتابع بصمت كل الجرائم التي تقوم بها تركيا ضد شعوب شمال وشرق سوريا، وصمته هذا يدل على شراكته لتركيا في الجرائم التي ترتكبها، ومنها قطع المياه، وخاصة مع دخول فصل الصيف المعروف بدرجات حرارته المرتفعة في المنطقة الشرقية لسوريا، فضلاً عن مشاركته بمجاعة محتملة قد تصيب المنطقة بسبب جفاف النهر.

على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن اتخاذ إجراءات صارمة وتطبيق القوانين الدولية ضد أنقرة والضغط عليها بشكل جِدِّي، حتى تعيد منسوب النهر إلى ما كان عليه وتطبيق الاتفاق الذي وقع بين الحكومة السورية والدولة التركية عام 1987 في تحديد حصة سوريا وهي 500م3 / في الثانية، لتعود المياه إلى مجاريها من جديد.

– عمليات قطع مياه محطة علوك عن مدينة الحسكة وقطع مياه نهر الفرات مؤخراً تكررت، هل من تفسير لذلك؟

تبين لنا بعد كل عمليات القطع المتكرر للمياه وقطع مياه نهر الفرات مؤخراً بأن الدولة التركية المحتلة تحارب شعوب المنطقة وبخاصة الكرد ولا علاقة لها بمحاربة الإرهاب، وهي تحاول الضغط على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لترضخ لمخططاتها، وتحقق مشروعها العثماني الجديد تحت اسم المنطقة الآمنة على طول حدودها لإيهام المجتمع الدولي بأنها تحاول إعادة السوريين إلى تلك المناطق وتمرير مشروعها الاستعماري الهادف إلى إعادة أمجاد العثمانيين في المنطقة، وهذا ما بات واضحاً للعلن من خلال فرض عملتهم ولغتهم على المناطق التي احتلوها من سوريا انطلاقاً من إدلب وجرابلس والباب وعفرين وصولاً إلى سري كانيه وكري سبي، إضافة إلى رفع العلم التركي على جميع المؤسسات في تلك المدن والتي ظهرت مؤخراً من خلال الصور التي نشرب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شاشات التلفزة العالمية والمحلية.