قامشلو/ دعاء يوسف ـ
فنان أبدعت ريشته في رسم منحنيات ومعالم مدينته، فرسم الطبيعة ليزينها بالفرات، ولم تقتصر ألوانه على الجمال، ليصور الأم العاجزة أمام صرخات الأطفال، ولتنطق لوحته، التي حملت اسم صرخة بالآلام التي حملتها منطقته، وما عانته في الحرب كاسرةً سلاسل القيود، والذل.
دير الزور تلك المدينة القابعة في أطراف الجزيرة السورية، هي مدينة الفرات، النهر الذي يخترقها، حاملا معه الخضرة والنماء في إرواء المزروعات، هذا النهر تجري مياهه منذ عصور التاريخ الأولى، فقامت على ضفافه حضارات، وكتب في طياته تاريخ حافل بالأمجاد، ذلك التاريخ، الذي خلّف آثارا غنية، جمعت في طياتها تاريخ الإنسان الفراتي، ومدينة دير الزور هي بحق (لؤلؤة الفرات).
ولم تبخل مدينة دير الزور على الواقع العربي الفني بأجيال، أثبتوا بتميز معالم مواهبهم، وقدراتهم في التعبير عن الذات الحساسة، التي يمتلكها أهالي هذه المنطقة، وعن رسم صور المعاناة، التي عاشها أبناء منطقتهم في لوحات تربعت فيها موهبة الفنانين، كي يجسدوا واقع المدينة الغني بالحياة الاجتماعية المترابطة، كسلسلة غير منقطعة مع ماضي المدينة، وإرثها البشري.