سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

​​​​​​​أوكرانيا من حربِ الجيوشِ النظاميّةِ إلى حربٍ مفتوحةٍ

رامان آزاد_

في الحربِ الأوكرانيّةِ تخشى الدولُ المواجهةَ المباشرة، لذلك كان اللجوء إلى حربِ الوكالةِ والاستعانةِ بالمرتزقةِ، ما يسهمُ بتوسيعِ مجالِ الصراع وأمده، والانتقالِ من حربٍ نظاميّةٍ إلى الانزلاق لحربٍ مفتوحةٍ من شأنها تهديدُ الأمن الإقليميّ والدوليّ، علاوةً على تداعياتها الوخيمةِ والدخول إلى مرحلةِ حربِ العصابات، والمجموعاتِ غير المنظمة باسمِ المقاومةِ، ما سيزيدُ معدلاتِ الفوضى ويسهمُ بانزلاقِ الوضع الأمنيّ الإقليميّ والدوليّ إلى الفوضى.
البنادقُ المأجورة في أوكرانيا
انتقلتِ الحرب في أوكرانيا إلى بُعدٍ جديدٍ مع الحديثِ عن انضمامِ أفرادٍ من جنسياتٍ متعددةٍ إليها، وإعلانِ كييف عن تشكيلِ فيلقِ دوليّ وانضمامِ شركات أمنيّة خاصة وتسليحِ المدنيين، لتعادُ تجربةُ حرب أفغانستان، ضدَّ الجيشِ السوفييتيّ والبعدِ الأيديولوجيّ الذي اكتسبته، فأضحت حينها حرباً ذات بعدٍ ثأريّ بدوافعَ دينيّةٍ.
تختلفُ دوافعُ الحربِ بين الأفرادِ والدولِ، وإذا كانتِ الدولُ والحكوماتُ تستندُ إلى معاييرِ المصالحِ والنفوذِ والتحالفِ، فالأمرُ بالنسبةِ للأفراد يتعلق بالدرجة الأولى بالدوافع العقائديّةِ والأيديولوجيّةِ والتعبئةِ المعنويّةِ ومحرّضات الانتقامِ، وغالباً لا يحققون بنتيجةِ الحربِ أيّ مكاسبَ شخصيّة إلا أن يكونوا أداتها وضحاياها.
ظاهرةُ “الجهاديّة” وما سُمّي “الأفغان العرب”، لم تكن ظاهرةً عابرةً، انتهت مفاعيلها بانسحابِ الجيش السوفييتيّ من أفغانستان، فقد أضحى المقاتلون عبئاً على دولهم بما اكتسبوه من خبراتٍ قتاليّةٍ، فأُعيد تدويرُ بعضهم في حربِ يوغسلافيا، ومن بعدها في مناطق الشرق الأوسط ضمن تنظيماتٍ إسلاميّةٍ راديكاليّةٍ.
المشهدُ الأفغانيّ كان معقّداً، ولم يكن هناك سبيلٌ لمواجهةِ الجيشِ السوفييتيّ مباشرةً، فكان البديلُ تقديمُ الدعمِ العسكريّ والتمويلِ وغضِّ النظرِ عن انتقال الجهاديين إلى أفغانستان، واستمرَّ الأمر على مدى عشرِ سنواتٍ، وما يحدثُ في سوريا هو تكرارٌ للتجربةِ ذاتها، ما أسهم بإطالةِ أمدِ الأزمةِ وتعقيدِ مسارِ الحلِّ السياسيّ.
المؤشراتُ الحاليةُ تدلُّ على انزلاقٍ مبكرٍ للحربِ في أوكرانيا إلى حربٍ مفتوحةٍ، تستقطبُ المقاتلين الأجانبَ والأفرادَ الذين يحملون مشاعرَ الكراهيةِ تجاه موسكو، والاعتمادِ على شركاتِ الأمنِ الخاصّةِ لاستقدامِ المرتزقةِ، ومعلومٌ أنّ طبيعةَ المقاتلِ التابعِ للشركاتِ الأمنيّة عدمُ التزامِه بقوانين الحربِ، فهو يقاتلُ لأجلِ المالِ فقط، وبذلك ستنفتحُ الحربُ على فصولٍ أكثرَ دمويّةٍ وعملياتِ اغتيالٍ خارجَ إطارِ العملياتِ العسكريّةِ وارتفاعِ الخسائرِ والانتهاكاتِ ضدَّ حقوقِ الإنسانِ، ويبقى الخطرُ متعلقاً بمرحلةِ ما بعد الحربِ عن مصيرِ هؤلاء الأفراد الذين امتهنوا استخدامَ السلاحِ وبحثهم عن مموّلين جددٍ يحاربون لصالحهم في ميادين جديدةٍ، إذ يصعبُ تفكيكُ هذه الفرقِ وتسليمُها سلاحَها وإعادةُ تأهيلها وإدماجُها بالمجتمعاتِ، وستشكّلُ قنابلَ موقوتةً يحتملُ انفجارها بأيّ زمانٍ ومكانٍ.
الارتزاقُ أو البنادقُ المأجورة هو شكلٌ من الإرهابِ العابر للحدود ومصدرُ تخوّفِ الدولِ بعد انتهاءِ المهمةِ، وفيما جسّدت “داعش” نموذجَ ذلك، فإنّ إدلب تضمُ الآلاف من الجهاديين متعددي الجنسياتِ وبخاصةٍ ممن ينحدرون من دولِ الاتحادِ الروسيّ (الشيشان والأوبك والداغستان والأنغوش)، إضافة للإيغور الصينيين وجنسياتٍ أوروبيّةٍ وعربيّةٍ.

 

 

 

 

 

 

 

دعوات أوكرانيّة للانضمامِ للقتالِ
يوم الأربعاء 2/3/2022 قال وزير الخارجية الأوكرانيّ ديمتري كوليبا، إنَّ أكثرَ من ألفِ متطوعٍ أجنبيّ تقدّموا للقتالِ في البلاد، وأوضح “كوليبا”، وكتب كوليبا على تويتر: “الأجانبُ الذين يريدون الدفاعَ عن أوكرانيا والنظامِ العالميّ ضمن “الفيلق الأمميّ” للدفاعِ الإقليميّ لأوكرانيا، أحثّكم على الاتصالِ بالبعثاتِ الدبلوماسيّةِ الأجنبيةِ لأوكرانيا في بلدانكم”.
حديث كوليبا جاء بعدما أعلن الرئيس الأوكرانيّ فلاديمير زيلينسكي يوم الأحد، تشكيلَ فيلقَ دفاعٍ إقليميّ أجنبيّ في البلادِ، واعتبر زيلينسكي أنَّ ذلك يهدفُ لحمايةِ الأمنِ العالميّ.
وفي خطابٍ وجّهه للأوكرانيين يوم الخميس 3/3/2022 أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنَّ 16ألف مقاتل أجنبي متطوع سيأتون لمساعدة أوكرانيا ضدَّ التدخلِ العسكريّ الروسيّ. مشيراً إلى أنَ القافلةَ الأولى على وشكِ الوصولِ إلى البلاد، وأضاف: “إنَّ الشركاء والأصدقاء الحقيقيين يرسلون يوميّاً مساعداتٍ دفاعيّةٍ لبلاده”. وكشف زيلينسكي أنَّ بلاده تستلمُ يوميّاً شحناتٍ من السلاحِ التي تقدمها دولٌ مختلفة لمساعدتها في صدِّ العدوانِ.
وفي مطلعِ آذار الحالي، وقّع الرئيس الأوكرانيّ زيلينسكي مرسوماً رئاسيّاً يسمحُ للمتطوعين الأجانبِ الراغبين في دعم أوكرانيا أمام التدخل العسكريّ الروسيّ بدخولِ البلاد دون تأشيرة، وجاء في المرسوم الرئاسيّ: “اعتباراً من 1 آذار، تمَّ إدخال نظام دخول بدون تأشيرةٍ للأجانب الذين يرغبون بالانضمام إلى الفيلقِ الدوليّ لأوكرانيا مؤقتاً خلال فترةِ سريانِ الأحكامِ العرفيّة”. وذكر المرسومُ أنَّ القرارَ الرئاسيّ لا ينطبقُ على المواطنين الروس.
في 27/2/2022 ناشد زيلينسكي جميعَ مواطني العالم وأصدقاء أوكرانيا للمشاركة في الدفاعِ عن أوكرانيا وأوروبا ضد “العدوان الروسيّ”. وقالت وزارةُ الدفاع الأوكرانية إنّها تعملُ على إنشاءِ وحدةٍ جديدةٍ لاستيعابِ مقاتلين أجانب يرغبون في التطوعِ للقتالِ إلى جانبِ القواتِ الأوكرانيّةِ.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانيّة، ليز تراس، إنّها تدعمُ الأفرادَ من بريطانيا الذين قد يرغبون في الذهابِ إلى أوكرانيا للانضمامِ إلى قوةٍ دوليّة للقتالِ. وأضافت: “الأمرُ متروكٌ للناسِ، لاتخاذِ قرارهم بأنفسهم، واصفةً الحربَ بأنّها “معركةٌ من أجلِ الديمقراطيّةِ”.
ولم يقتصرِ الأمرُ على أوكرانيا، بل روسيا أيضاً، وقالت صحيفة “التايمز” البريطانيّة مؤخراً إنّه جرى التأكّدُ من أنَّ روسيا نقلت جواً أكثر من 400 مرتزقٍ من دولةِ مالي الأفريقيّة، وأدخلتهم إلى أوكرانيا لاغتيالِ رئيسها. وأشارتِ الصحيفة إلى أنّ مجموعةِ “فاغنر” المكونة من عملاء مدرّبين تدريباً عالياً وكانوا ينتظرون الضوءَ الأخضر من الكرملين لقتل “زيلينسكي” و23 شخصيةً حكوميّةً أخرى، “لتسيطرَ موسكو بسهولةٍ على جارتها في أوروبا الشرقيّةِ”.
وصول مقاتلين أجانب إلى أوكرانيا
منذ الإعلانِ الأوكرانيّ، سمحت لاتفيا لمواطنيها بالقتالِ في أوكرانيا، لكن الدانمارك وكندا حذّرتا من مخاطرِ الانضمامِ، في حين اعتبرتِ المملكةُ المتحدةُ أنّه “من غير المناسب انتساب المدنيين للقتال”.
من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الأمريكيّة من “انتهاك قانون يحظر التجنيد في الجيوش الأجنبية أثناء الوجود على الأراضي الأمريكيّة”.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيّة إلى أن الرئيس الأوكراني “لم يوضح من أين سيأتي هؤلاء المتطوعون”، مضيفة أن “معظم المقاتلين الأجانب الموجودين حالياً في أوكرانيا منذ استيلاء الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014، على أجزاء من إقليم دونباس، هم من دول الاتحاد السوفييتي السابق، مثل جورجيا وبيلاروسيا”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانٍ: “علمنا بوصول نحو 200 مرتزقٍ كرواتيٍّ إلى أوكرانيا”، ويوم الجمعة 4/3/2022 سافر 70 بلجيكيّاً، إلى أوكرانيا للتطوع في القتال ضد الروس. وذكرتِ “العربية” أنَّ بعضَ المقاتلين حاربوا في صفوفِ القواتِ الكرواتيّة في حرب يوغسلافيا، مشيراً إلى أنّهم الآن في الخمسينيات من العمر.
في حين نقلت تقارير صحفية تركيّة أنَّ عمليات تجنيد المقاتلين من السوريين الموجودين في إدلب والمناطق التي تحتلها الدولة التركيّة تسير بوتيرةٍ عاليةٍ جداً، مع العملِ على سحبِ مجموعات تقاتلُ في أذربيجان وليبيا لانضمامها إلى العملياتِ الجارية في أوكرانيا، وأوضحتِ التقاريرُ الصحفية أنَّ قادةَ مجموعاتٍ إرهابيّةٍ بدأوا برفعِ أجورِ المرتزقة الذين ينوون إرسالهم إلى أوكرانيا من 3500 ــ4500 دولار، بعقدٍ لمدةِ ستةِ أشهر مبدئيّاً، وأوضحتِ التقاريرُ التركيّة أنَّ مسؤولين بالاستخباراتِ التركيّة والأمريكيّة يشرفون مباشرةً على عملياتِ التجنيدِ.
وتناقلت معلوماتٌ صحفيّةٌ أنّه يتمُّ تحضير نحو 25 ألف مرتزق من “هيئة تحرير الشام” و”جيش الرحمن” و”السلطان مراد” لنقلهم إلى أوكرانيا.
سرّ الحماسة للانضمام للقتال في أوكرانيا
تعرضت الفصائل المسلحة للانتقادِ لدى مشاركة مسلحيها بالقتالِ في ميادين ليبيا وأذربيجان، وتمَّ توصيفهم بالمرتزقة. إلا أنّ الحالةَ في أوكرانيا مختلفةٌ جوهريّاً. فالمعركة فيها حاميةُ الوطيسِ، لا تُبقي ولا تذر، وهي ضد روسيا، ويقف حلف الناتو وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكيّة وضمنها تركيا والاتحاد الأوروبيّ بالجهةِ المعارضةِ لروسيا، ويعتقدُ البعضُ بأنّه لا يجبُ تضييعُ الفرصةِ لإعادةِ الاعتبار للفصائلِ والحصولِ على دعمٍ غربيّ بعد سنواتٍ طويلةٍ من الخذلانِ الدوليّ، وحتى التركيّ. واقتصرت مواقف دول الناتو على الدعمِ السياسيّ والسلاح دون التدخل المباشر، وبذلك فإنَّ سفرَ المسلحين السوريين الجماعيّ إلى أوكرانيا سيكونُ استثنائيّاً وهم يعتقدون أنّهم بذلك سيحظون بالرضا الغربيّ، ويتطلعون لتغييرِ المعادلاتِ.
في عفرين المحتلة تفيدُ معلوماتٌ غير مؤكدةٍ بأنّ مرتزقة (سليمان شاه/ العمشات، الحمزة، السلطان مراد) وجماعات مرتزقة أخرى، فتحت بابَ التسجيلِ أمام عناصرها والمستوطنين للسفر إلى أوكرانيا والانضمامِ للقتالِ فيها، مقابل راتبٍ شهريّ مقداره 1000 -1500 دولار أمريكيّ شهريّاً، وأنّ الاستخبارات التركيّة طلبت مبدئيّاً من متزعمي المرتزقة تحضيرَ ألفي عنصر كدفعةٍ أولى لإرسالهم إلى أوكرانيا عند الحاجةِ.
شبكة أوغاريت ذكرت أنّ الاستخباراتِ التركيّة عقدت اجتماعاً سريّاً مطلع الشهر الحالي في منطقةِ كيليس مع قادةِ الفصائل لإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا.
بكلّ الأحوال تُظهِرُ الفصائل المسلحة وكذلك الائتلاف اهتماماً بالغاً بمجرياتِ الأحداثِ في أوكرانيا، ويقولون ما دامتِ الحربُ ضد روسيا فلا خلافَ على الميدانِ الذي تجري فيه المواجهة، وخسارة روسيا في أوكرانيا ستنعكس مباشرةً على سوريا.
ونقل موقع “بارس تودي” عن موقع “المعلوم”، أن الخبير بقضايا الأمن الاستراتيجي السوري سعيد فارس السعيد كشف أن “2500 من المرتزقة يتواجدون في محافظة إدلب السورية يستعدون لدخول أوكرانيا للمشاركة في الحرب ضد روسيا”. وبحسب التقرير فإن المخابرات التركية سوف تشرف على عملية نقل المرتزقة إلى بولونيا ومن ثم أوكرانيا، وأن معظم هؤلاء المرتزقة هم من الجنسية السورية وجنسيات عربية وشيشانية.
وقالت وكالة ريا نوفوستي الروسية السبت 5/3/2022، بأنّ مصدراً عسكريّاً كشف زيارة جرت في 4/2/2022 من قبل ثلاثة عناصر من الأمن الأوكرانيّ مع ضباط الاستخبارات التركيّة، إلى المناطق المحتلة شمال سوريا بما في ذلك عفرين وإعزاز، وأنّهم عقدوا اجتماعات ناقشوا فيها مع التشكيلاتِ المسلّحةِ المواليةِ لتركيا، إمكانيّةَ تجنيدِ مسلّحين في صفوفِ الدفاع الإقليميّ لأوكرانيا، وتمَّ الاتفاقُ على تنظيمِ سلسلةِ اجتماعاتٍ سرّيّةٍ مع المعنيين وأضاف أنّهم زاروا مقراً لإحدى الجماعات والتقوا بمتزعمي المرتزقة المواليةِ لتركيا (السلطان مراد والمعتصم)، وكذلك معسكرات المسلحين.
بالمجملِ لا تتوفر معلوماتٌ حول نقلِ مرتزقة سوريين، كما حصل في ليبيا أو في أرمينيا في منطقة ناغورنو قره باغ، وإن حصل فسيُحاطُ بالسريّة إلى حينٍ، إلا أنّ البيئةَ الدوليّةَ والمعطياتِ الأوليّةَ وطبيعةَ الدورِ التركيّ وسياسته تشيرُ إلى احتمالِ حدوثِ ذلك، كما أنّ كلَّ المواقفِ التي أبداها متزعمو المرتزقة وفتاوى شرعييهم تؤيّدُ المشاركة بالحربِ إلى جانبِ أوكرانيا، علاوةً على الإغراءاتِ الماليّةِ.
الإغراءُ لا يقتصرُ على المالِ
ملفُ إدلب حسّاسٌ بالنسبة لموسكو، لجهةِ وجودِ مرتزقة من الجنسيةِ الروسيّةِ، وتحرص أنقرة وواشنطن على تبريدِ هذا الميدانِ الذي تسيطر عليه “هيئة تحرير الشام”، والتي قامت بجملةِ إجراءاتِ براغماتيّة لإسقاطِ توصيفِ الإرهابِ عن نفسها بدعمٍ تركيّ، وجاءت في هذا السياقِ عمليةُ “تحرير الشام” ضد “مسلم الشيشانيّ” متزعمِ “جنود الشام”، فيما تتهم بالكفر جماعات مثل (حراس الدين وأنصار الإسلام، وأنصار التوحيد، وجنود الشام، جند الله).
سبق أن تمَّ نقل مرتزقة عن طريق معبر خربة الجوز إلى منطقةٍ اسمها بوردر، وأُعيد تأهيلهم من قبلِ الاستخباراتِ التركيّة وبمعرفةِ الاستخباراتِ الأمريكيّةِ ونُقلوا إلى كازاخستان واستهدفهم الجيشُ الروسيّ للحيلولةِ دونّ تكرارِ التجربةِ السوريّة والليبيّة، فيما نُقِل البقية إلى أوكرانيا.
لا يمكنُ لأنقرة اتخاذُ موقفٍ رماديّ إزاء الحرب في أوكرانيا، ومواصلةُ التلاعبِ في هوةِ التناقضِ ما بين موسكو وواشنطن، وبات عليها الاختيارُ ما بين العلاقة مع روسيا أو عضويتها بالناتو وعلاقاتها مع كييف، والتي لم تقتصر على دعمها بالطائراتِ المُسيّرة بيرقدار، فقد أعلن رئيس المكتب الرئاسيّ الأوكرانيّ، أندريه يرماك، في 25/12/2021، أنَّ كييف أطلقت إنتاجّها الخاص للطائراتِ المسيّرةِ “بيرقدار”. يُضافُ إلى ذلك الدعمُ الاستخباراتيّ والعلاقاتُ التجاريّةُ، وموقفُ أنقرة المعارضُ لضمِّ شبهِ جزيرةِ القرم ودعمها التتار. وواصلت تركيا حملاتِ البحثِ عن الغاز في المنطقةِ الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، بالبحر الأسود.
موسكو وأنقرة… مدٌّ وجزرٌ
العلاقة الروسيّة ــ التركيّة ليست مستقرّةً بشكلٍ كاملٍ، بل تتقلبُ بين المدِّ والجزر، فأنقرة ما زالت عضواً في الناتو، ولا يسعها الاستقالةُ من تأديةِ دورها المنوط بها من قبلِ الحلف، ولعلها تسعى إلى إعادةِ الاعتبار لعضويتها وتهدئةِ واشنطن الغاضبةِ من صفقةِ منظومة الصواريخ إس ــ 400، والتمددُ التركيّ على أساسٍ قوميّ في دولِ (أذربيجان، تركمانستان، كازاخستان، أوزباكستان، طاجكستان) وكذلك في إقليم شينجيانغ غرب الصين ودعم الإيغور يُحتسبُ رصيداً لصالحِ الناتو.
وجاء رفضُ موسكو لمساعي أنقرة المزمعةِ بالتدخّلِ بينها وبين كييف، إدراكاً منها لحقيقةِ دورها، لتدفعَها إلى تظهيرِ حقيقةِ موقفها، من غيرِ مراوغةٍ. وتتجنبُ موسكو التوترَ في حوضِ البحرِ الأسود مع تركيا ولكنها إذا وصلت إلى الوضعِ الحرجِ ستبدي موقفاً أكثر صرامةً مع أنقرة.
كان قرارُ إغلاقِ مضيقي الدردنيل والبوسفور مراوغةً سياسيّةً لجهةِ ضبابيّةِ مضمونه، رغم ظاهره المتناغمِ مع موقفِ الناتو بذريعةِ تفسيرٍ لاتفاقيةِ مونترو 1936، التي تضمنت تحييدَ البحرِ الأسود من الصراعاتِ وتحديدِ مدةِ بقاءِ القطعِ البحريّةِ لغير الدول المتشاطئة بثلاثة أسابيع، ذلك لأنّ أنقرة تخشى تداعياتِ التصعيدِ ضد موسكو في سوريا، إذ لم يكن لها التدخّلُ واحتلالُ مناطق من سوريا لولا الموافقةُ الروسيّةُ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle