أوقفوا ظاهرة التسلح والاستهتار بأرواح الناس

 مثنى عبد الكريم-

أعزائي متابعي زاويتنا الأفاضل أود الكتابة عن موضوع مرض سرطاني مستشر وقد بدأ يتنامى في الآونة الأخيرة وآن الأوان لوقف هذا الأمر، بل وضبط حدوده وإعادته إلى المسار الأصلي الذي كان عليه قبل هذه الجاهلية التي نعيشها اليوم بما يخص موضوعنا هذا.

انتشرت ظاهرة حمل السلاح بشكل كثيف جداً وتخزينه في بيوت المدنيين ومن ثم انتشرت ظاهرة حمله، واليوم انتشرت ظاهرة ارتبطت به جذراً وهي ظاهرة الاستهتار بأرواح البشر واستخدام هذا السلاح، وبالتالي انعكاس هذا التصرف الأرعن على العشيرة أو القبيلة، وهنا، وأعتذر في بادئ الامر عن قسوة كلامي، سيظهر لنا الكثير والكثير ليقول هذه عشيرتي أو قبيلتي وأنا وابن عمي ع الغريب!

من المقصود بالغريب أيها البشر؟! إن المقصود به في ذلك الوقت هو المحتل وليس من يكون من غير عشيرتك، فكيف تكون أنت وابن عمك على الغريب، وربك بذاته قد أمرك بأن تعينه وسماه (ابن السبيل) وهذه مخالفة لأوامر الرب، وهذا أمر يجب علينا التوقف عنده كثيراً، أي عدم قراءة تاريخنا بالطريقة الصحيحة بل وعدم فهم ما نقول أو ما نستشهد به في تصرفاتنا، وهنا أود القول للمستهترين بأرواح الناس العابثين بأمن واستقرار آلاف البشر، سواءً من عشيرته أو من العشائر الأخرى أو القبيلة أو القبائل الأخرى، أريد أن أقول هل ستكون رجلاً عندما يثأر لفعلتك من أناس أبرياء حسب القانون العشائري! هل ستشعر أنك رجل قوي وأنت ترى أبناء عمك أو إخوتك أو أبناء عم القبائل الأخرى وأخوتهم يتساقطون صرعى في معركة البسوس التي جعلت التاريخ يلعنها حتى يومنا هذا؟ وأقول لمن يناصر هذا القانون الذي يجب أن يوضع له حد وأن يفهم الجميع أن القانون الأخلاقي والضوابط المجتمعية والعقد الاجتماعي هو الأساس وإلا أين كانت قوانينهم وأين كانوا أيام داعش؟! كفى استهزاءً بأرواح الناس وأرزاقهم وكفى محاولات استعراضية كديكة تسعى لبسط سيطرتها.

وأقول لمن يخرج هائجاً مائجاً مناصراً الظالم والظالمين وأصحاب الجاهلية ألم تسمع قول النبي الكريم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقال الصحابة أما مظلوماً فقد فهمناها ولكن كيف ننصره ظالماً، فقال النبي الكريم (برده عن ظلمه) أي امنعه من أن يظلم الناس، أوقفه عن عنجهيته الفارغة.

 يجب علينا كإدارة ذاتية أن نكون أكثر صرامة بكل معنى الكلمة إذا تم استخدام هذا الأمر الجاهلي ونحاسب أياً كان ومن أي عشيرة أو قبيلة من يخون القسم والولاء ودماء الشهداء بانتمائه لعصبية جاهلية على حساب مشروع الأمة الديمقراطية، التي ضحى لأجلها القائد عبد الله أوجلان، فمن يفعل هذا الأمر بل ومن يحميه أو يتركه ينتشر بقصد أو بدون قصد هو خائن لدماء الشهداء، التي بذلت في سبيل أمن واستقرار البلد وليس أمن واستقرار عشيرة دون أخرى، ولا في سبيل أن تسيطر عشيرة على ركن هام من أركان قواتنا دون أخرى، فالجميع سواسية كأسنان المشط في مشروعنا والجميع تحت القانون المجتمعي الأخلاقي وتحت العدالة ولا أحد فوقها، والأمر الآخر أن من يفعل هذا أيضاً خائن لكل قيم الأمة ومشروعها ولقائدها، وهنا تجب محاسبته بأشد العقوبات.

ختاماً أود القول للجميع أن العشائرية في جوهرها جميلة ولكن أن تتحول إلى منحى آخر، هنا يجب أن نتدخل ونوقف هذه المهزلة، فكلنا لآدم وآدم من تراب وكفى استخفافاً بأرواح الناس، وقبل أن أختم أقول للجميع ما ذنب أمك أن تبكيك متحسرةً قتلك بجريمة غيرك؟ وما ذنب أم الطرف الآخر أن تبكيه لذات الأمر في سلسلة لا أخلاقية بتصرف من أرعن وأختم بقول الشاعر: ليس الفتى من قال كان أبي  لكن الفتى من قال ها أنا ذا.