سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أوغاريت… الأبجدية الأولى

آرين شنكالي –
عندما علق محراث فلاح من رأس شمرا عام 1928 بشيء ما كانت المفاجأة المذهلة التي أماطت اللثام عن أهم المواقع الاثريّة في الساحل السوريّ وهو موقع رأس شمرا، ليتابع بعدها عالم الآثار الفرنسي كلود شيفر رحلة المفاجآت في دراسته وتنقيبه للموقع منذ عام 1929.
ويعد الآثاريون أوغاريت من أهم هذه الممالك التي سكنها الإنسان السوريّ منذ العصر الحجري، وما تم الكشف عنه والوصول اليه من حقائق كشف عن آثار لمدينة متميزة التخطيط والمباني، متقدمة في العلوم والصناعة وعدت ملتقى اللغات وموطن أول أبجدية في تاريخ البشر.
ورود اسم اوغاريت في وثائق وجدت بممالك كنعانية أخرى كـ «ماري ويمحاض» حيث ذكر وجود مدينة مزدهرة تقع بالقرب من موقع مدينة اللاذقية الحالي، وكما هو الحال مع سائر المدن المدفونة تحت الارض، وجاءت تسمية رأس شمرا لموقع أوغاريت من نبات الشمرا الذي يغطي التل المرتفع الذي توضعت عليه، كما اشتق اسم أوغاريت من كلمة أغارو التي تعني باللغة الأكادية «الحقل».
واشارت عمليات التنقيب في الموقع الى وجود خمس سويات أثرية تمتد بين عامي 7500 و1200ق.م، وأبرز تلك السويات ما يشير منها الى عصر البرونز المتأخر 1600-12200ق.م، حيث توصل من خلالها إلى حقيقة أن أوغاريت كانت إحدى أهم ممالك الشرق القديم. كما أنّ المدينة ضمت قسمين علوي؛ مرتفع ضم الأبنية العملاقة كالمعابد والقصور، وقسم منخفض يتضمن بيوت الناس العاديين وأحيط كلا القسمين بسور دفاعي مهم كشف، كان بقاعدة عريضة ومدعوماً بأبراج ومؤمنة بأبواب أربعة تُعرف بالأبواب «الكمّاشة». كما أنّ الأبنية كانت تتألف من طابقين أو أكثر وكان قبر العائلة في البيوت الكبيرة يقوم تحت أبنية السكن المرصوفة بالأحجار والمنحوتة بعناية كما احتوت هذه البيوت آبار مياه وحمامات وتمديدات أخرى تنظم عملها أقنية وشبكة توزيع وتصريف دقيق للمياه.
وفي القسم الغربي من المدينة يقوم القصر الملكي الكبير الذي يعود تاريخه إلى ما بين القرن الخامس عشر و الثالث عشر قبل الميلاد وأصبح أحد أهم القصور العمورية الكنعانية في المشرق واستدل على شهرته من الرسالة التي بعث بها ملك جبيل «رب عدو» إلى فرعون مصر «أمينوفس الرابع» يمتدح فيها هذا القصر العظيم يضم القصر الملكي الذي يعود تاريخه لما بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر، 90 غرفة تلتف حول خمس باحات مكشوفة بينها حديقة وأربع باحات صغيرة مسقوفة ويتألف من طابقين في الأول قامت قاعات الاستقبال وملحقاتها إضافة إلى الأرشيف والمكاتب والمخازن والمستودعات والحرس والخدم بينما خصص الطابق الأعلى لسكن العائلة الملكية كما وجد بالقصر الملكي عدد كبير من الوثائق الكتابية واللقى الأخرى من بينها الرأس العاجي والطاولة والأسرة. وقد عثر على رسالة من ملك جبيل «رب عدو» ارسلت إلى فرعون مصر «أمينوفس الرابع» يمتدح فيها هذا القصر العظيم. كذلك يوجد فيه قصرين آخرين الأول القصر الشمالي لوقوعه شمال القصر الرئيسي وهو أقدم قصور أوغاريت ويتألف من 30 غرفة وصمم في القرن السادس عشر قبل الميلاد، والثاني هو القصر الجنوبي عبارة عن بناء صغير مساحته 1600 متر مربع يقع جنوب القصر الرئيسيّ عثر في بعض قاعاته على أرشيف معظم وثائقه عبارة عن نصوص تجارية متبادلة بين أوغاريت وقبرص ومصر وفلسطين، بالإضافة إلى الحي الملكيّ وفي الجهة الشماليّة الشرقية ومعبدين لـ «بعل ودجن» وبينهما بيت الكاهن الأكبر.
الآلهة والعبادات
تدل الوثائق الملكيّة على أنّ سكان اوغاريت عبدوا آلهة بلاد الشام وعلى رأسها «أيل وبعل وعشتروت وعنات» وبنوا لها معابد مارسوا فيها طقوسهم حيث كشفت التنقيبات عن أربعة معابد في المدينة أكبرها معبد «بعل» الذي شيد في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد. وكان على شكل برج عالٍ بحكم موقعه يرى من مسافة بعيدة في البحر فكان بمثابة نقطة علام للبحارة، القادمين وإلى الجنوب الشرقي من معبد «بعل» يقوم معبد «دجن» المشابه لبعل ولكن بحجم أصغر.
أبجدية رأس شمرا «أوغاريت»
جاء في كتاب «ولنا في الرؤى أثر» للباحث الدكتور علي القيم أنّ الأبجدية الأوغاريتية تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهي أقدم أبجدية معروفة مكتشفة حتى الآن في العالم القديم، وكان استخدامها في الكتابة بمثابة اختصار لإشارات كانت تصل بين 600 و800 اشارة في الكتابة المسمارية المقطعيّة ويعود الفضل في استخدامها ونشرها في العالم القديم إلى سكان الساحل السوري في الألف الثاني قبل الميلاد.
وفُكّت رموز اللغة الأوغاريتيّة بعد جهد كبير من العلماء ويبين طابعها الأبجديّ المؤلّف من ثلاثين علامة كلمات متتالية قلما تزيد على أربعة أحرف مفصولة بعضها عن بعض بفاصل شاقولي وأول من نشر النصوص الاولى كان العالم «شارل فيرولو» وكذلك «ادوار دورم» الذي فك رموزها الكتابيّة. وتشهد الوثائق الكتابيّة التي اكتشفت في أوغاريت على وجود ثماني لغات كانت متداولة في مملكتها وهي الأوغاريتيّة والآكاديّة والحوريّة والحثيّة واللوفيّة والسومريّة والمصريّة والقبرصيّة.
ويمكن قياس مستوى تطوّر أوغاريت من الاكتشاف الأهم فيها وهو الأبجدية الأوغاريتيّة التي تُعدُّ أهمَ ركائز الحضارة البشريّة فالقدرة على اختزال اللغة بهذه الطريقة تدل على مستوى معرفيّ راقٍ جداً.
أما أنشودة العبادة الأوغاريتيّة التي اكتشفت عام 1948 في رأس شمرا على رُقيم مسماريّ نُقشت عليه رموزها والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ما زالت تستأثر باهتمام الباحثين والموسيقيين والمهتمين بشؤون التاريخ والموسيقا حتى اليوم وهي أقدم مدونة موسيقيّة وُجدت في العالم. ويُشار إلى أنّ نحو خمسين جامعة في العالم تدرس طلابها أبجدية أوغاريت.
كما عثر في أوغاريت على مئات القبور الحجريّة والعديد من اللُقى الأثريّة من بينها تماثيل الآلهة المقدّسة صغيرة الحجم المصنوعة من الذهب والبرونز والحجر ومن أهمّها تمثالان لأيل وبعل مطليان بالذهب إضافة إلى تماثيل لآلهة ولبشر وحيوانات وطيور مغشاة بالذهب من بينها الصقر وهو رمز الإله المصريّ حورس. بالإضافة إلى مئات الرقم الطينيّة المسماريّة التي كُتبت بلغات متعددة إضافة إلى مجموعة المجوهرات والحلي وأدوات الزينة والعاجيات والأختام الأسطوانيّة والأواني الفخاريّة والمعدنيّة فضلاً عن عدد من الأنصاب الحجريّة.
أوغاريت تقدّم وابتكار بلا حدود
عرفت أوغاريت عبر فنانيها بالنقش على الأواني المعدنيّة، التي أظهرت مهارة الفنان الكنعانيّ، بالإضافة إلى حِرفة صناعة العاج التي استخدمت كفنٍ راقٍ في ترصيع وتطعيم قطع الأثاث وصنع منحوتات منها، حيث عثر على غطاء عاجي نقش عليه صورة سيدة جميلة كما عثر في حديقة القصر الملكيّ على أثاث مصنع من قطع عاجية.
كما درّت تجارة «الارجوان» المستخرج من المحار البحري، أموالاً وافرة لندرة اللون وأهميته في المناسبات والصناعات الأخرى وكتن ذلك سببا في إطلاق اسم «الفينيقيين « على الأوغاريتيين وهي تعني الأرجوان بالأغريقيّة.
ويُلاحظ أنّ أوغاريت بنيت كمدينة قادرة على استيعاب التطور الذي من الممكن أن يحصل فيما بعد واستفادت من موقعها كمرفأ بحري في نقطة استراتيجية وسيطة، ومن خيراتها الزراعية الوفيرة لتلعب دوراً تجارياً وحضارياً متميزاً وليصل تأثيرها حتى بابل في الشرق ومصر في الغرب مستفيدة من اسطولها البحري الضخم.
وصلت مساحتها الجغرافية إلى نحو 36 هكتاراً، حسب الآثاريين والباحثين، ولم تكشف عمليات التنقيب حتى الآن سوى عن 20% منها وبحسب ترجمة الوثائق فيها تبين أنها ضمت العاصمة أوغاريت وأكثر من 350 قرية وبلدة ومزرعة حملت أسماء مطابقة في معظمها لأسماء قرى وبلدات متواجدة في اغلبها حتى الآن كـ «بسنادا وروضو والعمرونية وجناتا» وغيرها. أما اسباب اندثار عشار فيرجعها الكثيرين إلى كارثة طبيعة كالزلزال او ان شعوب البحر القادمة من البلقان وغيرها دمرتها.

المصادر:
ـ ايناس سفان: «أوغاريت.. سيدة كنعان البحرية»
ـ ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle