أهمية الكومينات ونضالها الميداني بالحسكة

تقرير/ قاسم إبراهيم –

روناهي/ الحسكة – في زيارة لصحيفة روناهي لعدداً من الكومينات في حي الصالحية  ومجلس الناحية الشرقية بالحسكة التي تتبع لها هذه الكومينات، حاولنا إلقاء الضوء على هذا الجهد المبذول طوعاً، وعلى هذه التجربة الناجحة، وكذلك رصدنا المُعوقات التي تواجه عملهم، فكان  التقرير على الشكل الآتي.

بعد ظهور الحِراك الشعبي واشتعال فتيل الثورة في سوريا وبعدها ثورة روج آفا في شمال سوريا، وجدنا كيف قام الشعب وبكل أطيافه في روج آفا والشمال السوري, وبشكل عفوي في حماية الشوارع والأحياء والممتلكات الخاصة والعامة، وتأمين احتياجات الشعب.

عمل الكومينات في حي الصالحية

ونتيجة استمرار نضال ثورة روج آفا والشمال السوري؛ كان لابد من هذا الشعب تنظيم وتطوير وترقية عمله، حيث تم تشكيل لجان مختلفة (لجنة حماية – خدمات – صلح – حراسة)، للتخفيف من وطأة الأزمة وسد الثغور التي قد يتسلل من خلالها المندسين والمخربين واللصوص وعصابات الخطف والسطو والإجرام، فإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على قوة العلاقات الاجتماعية، والإحساس الصادق والعالي بالمسؤولية بين مختلف الشعوب في مناطقنا.

ومع تطور الثورة وامتداداتها على الكثير من المناطق ضمن الجغرافية السورية؛ تم وضع استراتيجية جديدة في روج آفا والشمال السوري، حيث تم تشكيل مجالس كومينات عبر انتخابات حرة، لمواجهة الأزمة فأصبح عمل الكومينات ولجانها تحت إشراف المجالس، وكل مجلس يُشرف على عدد من الكومينات.

وقد أظهرت الكومينات والمجالس مسؤولية عالية وصادقة وحقيقية وملموسة في ظروف صعبة للغاية، ومن ثم تم ربط هذه الكومينات بالنواحي فكان لابدّ من إلقاء الضوء على هذا الجهد المبذول بلا مقابل “طوعي”، وعلى هذه التجربة الغضة وعلى هذه الروح الإنسانية لأجل حماية الوطن والمواطن؛ لذا قمنا بزيارة عدد من الكومينات في حي الصالحية، ومجلس الناحية الشرقية بالحسكة التي تتبع لها الكومينات.

وحول هذا الموضوع بدايةً التقينا بالرئاسة المشتركة لكومين الشهيد برزان فاطمي رقم (1)، الرئيس المشترك عبد الرحمن داري حدثنا حول دور الكومين قائلاً: “يتبع لهذا الكومين ٧٦ أسرة، نقوم قدر الإمكان بتأمين مادة المازوت والغاز والخبز وكل احتياجات الحي، فضلاً عن مراقبتنا لعقود الآجار وحركة الغرباء، وتسجيل طلبات التوظيف وغيرها كما نقوم بتبليغ الناحية عن أي طارئ أو اعوجاج، لأن أفضل الناس أحسنهم لجيرانه وأهله ووطنه”.

كما التقينا بهذا الصدد الرئيسة المشتركة للكومين ذاته نجاح عبدالرحمن، حيث قالت: “لولا الكومينات لواجهنا الكثير من الفوضى والاحتكار، فحب الوطن ليس كلمة وإنما هو عمل مثمر وأداء جماعي للواجب، ونحن هنا في خدمة أبناء بالحي الجنوبي في الصالحية”.

وأضافت نجاح حول المعوقات التي تواجههم بالقول: “نحن نعاني من تأخير وصول الخبز من قبل المعتمد، وكذلك بعض قناني الغاز المعطلة، وقد قمنا بتبليغ الناحية بذلك، حيث ستقوم بحل هذه المشاكل”.

 ثم قمنا بزيارة كومين الشهيد مالك رقم (١١)، حيث التقينا بالرئيس المشترك للكومين كادار إبراهيم كرمو الذي حدثنا حول دور الكومينات والصعوبات التي تواجههم، قائلاً: “الكومينات تزرع ثقافة التعاون والعمل الجماعي، وهي تجربة ناجحة على هذه الساحة وفي ظل الظروف الصعبة إنجازاتنا ملموسة، ونحن على تواصل مع الناحية لمعالجة العيوب والنواقص، ولا يخلو الأمر من بعض الصعوبات”.

آلية العمل في مجلس الناحية الشرقية بالحسكة

بعد ذلك توجهنا إلى مجلس الناحية الشرقي بالحسكة، والتقينا بالرئيس المشترك في الناحية رمضان فتاح، حيث حدثنا عن دور الناحية وعلاقتها مع الكومينات، قائلاً: “لدينا (١٧٨) كومين تعمل تحت إدارة (١٩) مركز، وكل مركز يشرف على ٨ كومينات”.

وأضاف رمضان بالقول: “نقوم بتأمين الأثاث والتدفئة والقرطاسية والغاز وغيرها من المواد المستهلكة لكل مركز، كما نقوم بتجهيز حاسوب وفني لكل مركز لتأسيس الأرشيف”.

واختتم حديثه قائلاً: “نجتمع مع الكومينات شهرياً ونتواصل باستمرار لحل الصعوبات، ولدينا حالياً طلبات (١٢٠٠) طلب توظيف، وبيانات عن الأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة، ونقدم المساعدة حسب دعم الإدارة الذاتية والمنظمات والجمعيات”.

ثم التقينا بنائبة الرئيسة المشتركة بالناحية ليلى يونس إبراهيم، حيث قالت: “لدينا حوالي (١٧٨) كومين موزعاً على الأحياء التابعة للناحية الشرقي، وهي؛ الصالحية والعزيزية والمفتي وحي الطلائع وخشمان والحارة العسكرية، وقسم من حارة كازية مرشو. ونعمل دائماً على حل كل مشكلة تعترض الكومينات، ونسعى دوماً لتقديم الدعم حسب الإمكانيات المتوفرة للكومينات”.

واختتمت حديثها قائلةً: “إن العمل الجماعي يدفع إلى تجاوز كل العراقيل والأزمات، وإعادة الانسجام إلى مجتمعنا الطامح إلى حياة أفضل”.

ويجدر بالذكر بأن هدف الكومين الوصول بالمجتمع إلى مجتمع الأخلاق والسياسة، وقد لعبت دوراً كبيراً في ظل الأزمة السورية، وفي أصعب الظروف، ولاتزال تعمل من أجل خير الوطن والمواطن.