روناهي/ قامشلو – في زمن تكالبت عليه الأمم، أصبحوا يناشدون الغريب والبعيد ليخرجهم من معاناة مستمرة منذ أعوام عدة، أصبحوا مهجرين داخل بلادهم وخارجها، وشاهدوا الدمار والموت، عاشوا ويلات الحرب وفقدوا أجزاءً لا تعوض من حياتهم.
الأزمة السورية دمرت الوطن والمواطن، غُرِب الأبنُ عن أمه. ولكن؛ من الجهة المقابلة للبلاد وبالذات شمال وشرق سوريا؛ لم ينجح مرتزقة داعش بالوصول إليها وتحقيق أطماعها التكفيرية ونختص بالذكر “أشبال التاريخ” قوات سوريا الديمقراطية الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل بناء مجتمع مبني على أمة ديمقراطية خالية من الأمراض المقيدة لحقوق الإنسان وواجباته، تصدوا لجميع المحاولات لهدم هذا الفكر وتحرير جميع المناطق من رجس الإرهاب، ووفروا الأمن والأمان لمناطقهم. ولكن؛ مشروعهم هذا؛ أخاف المحتل التركي ليمكر العدوان على المواطنين العزل وإخراجهم من بيوتهم بهدف التغيير الديمغرافي، وتوطين لاجئين فيه، وممارسة التطهير العرقي بحق شعوب تلك المناطق من خلال تهجيرهم قسراً.
جُوبهت بمقاومة عسكرية شعبية
وبهذا الخصوص؛ كان لصحيفتنا روناهي “استطلاع” لآراء المهجرين قسراً نتيجة العدوان التركي الغاشم والفصائل المسلحة الموالية له من داعش، جبهة النصرة، والجيش الوطني السوري، وخلال الاستطلاع التقينا بالمواطنة عمشة كوردو وهي مُجهرة من مدينة كري سبي؛ فحدثتنا قائلةً: “قبل الأزمة السورية كنا متواجدين في منطقة الرقة ونتيجة القصف والقتل هربنا إلى تركيا وخلال تواجدنا هناك واجهنا صعوبات جمة من عدم توفير المسكن، الواقع المعيشي السيء، ومطالبة عودتنا إلى ديارنا من قِبل البعض، وبالفعل عدنا إلى الديار وقد كانت آمنة بفضل الجهود الجبارة لقوات سوريا الديمقراطية”.
وفي السياق ذاته؛ أردفت الأم عمشة كوردو على إن المحتل التركي بدأ عدوانه منذ التاسع من الشهر الماضي لمناطق شمال وشرق سوريا لتهدم ما تم بناءه وتُخرج المواطنين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة، وليتركوا بيوتهم ويهربوا من بطش المرتزقة الموالية له. ولكنها؛ جُوبهت بمقاومة عسكرية – شعبية جبارة، ونالت الهزيمة في الكثير من الأوقات”.
وفي ختام حديثها؛ طالبت الأم عمشة كوردو؛ قائلةً: “أطلبُ من المعنيين بالأمر تأمين مادة المازوت والمدافئ لنا؛ لأن الشتاء قادم والبرد قارس ونحن لا نملك إلا قوتنا اليومي”.
العودة إلى مناطقهم تحت إشرافٍ دولي
وفي السياق ذاته؛ التقينا بالمواطن إدريس طه من سري كانيه والذي هجر قسراً من ويلات الاحتلال التركي والذي حدثنا قائلاً: “استخدم العدوان التركي المدافع والطائرات والدبابات لتقتلنا وتهجرنا من بيوتنا لتحقيق أطماعها الاستعمارية من تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي لتُسكن مواطنين على سجيته الإرهابية الداعشية نفسها، وعاثوا فساداً ونهباً وسرقةً لبيوتنا”.
وفي ختام حديثه؛ طالب المواطن إدريس طه المنظمات الإنسانية والحقوقية والمجتمع الدولي برمته بفتح أعينهم على ما يحصل لهم ولأرضهم والعودة إلى بيوتهم تحت إشرافٍ دولي، وألا يقوموا بدور المتفرج والمشاركة في سفك دماء هذا الشعب البريء.
تقرير/ يارا محمد
