روناهي/ الدرباسية – أكد أهالي الدرباسية أنه لا يمكن تبرير الخيانة، ويجب التعامل مع من خان وطنه بيد من حديد، وأشاروا إلى أن حملة القسم بملاحقة الخونة والعملاء، جاءت انتقاماً لدماء الشهداء، وهي تعبر عن مطالب شعوب شمال وشرق سوريا، للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين بمختلف انتماءاتهم.
أطلقت قوات سوريا الديمقراطية منذ فترة، حملتها الخاصة بملاحقة الجواسيس، التابعين لاستخبارات دولة الاحتلال التركي، وقد أطلقت قوات سوريا الديمقراطية على حملتها هذه اسم، “القسم” ومن خلال هذه الحملة ألقت القبض على العشرات من الجواسيس، الذين تسببوا باستشهاد المدنيين، والقادة، والإداريين في شمال وشرق سوريا، على يد جيش الاحتلال التركي، ومن خلال طائراته المسيرة، هذه الحملة جاءت بمثابة عهد قطعته قوات سوريا الديمقراطية على نفسها؛ انتقاما لدماء الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم على أثر تعامل وتعاون هؤلاء الجواسيس مع استخبارات دولة الاحتلال التركي، من خلال تزويد أجهزة الاستخبارات بالمعلومات والإحداثيات.
حملة القسم هذه لاقت ترحيباً شعبياً واسعاً من قبل شعوب شمال وشرق سوريا، وذلك لأن هذه الحملة، أتت انتقاما لأرواح بناتهم وأبنائهم الشهداء، إلا إن ما غص في قلب هؤلاء الأهالي، هو سقوط أبنائهم شهداء على يد من كانوا يحمونهم، وهذا ما دفع الأهالي إلى المطالبة بملاحقة هؤلاء الخونة، ومعاقبتهم أشد عقاب.
الضرب من حديد للحفاظ على الأمن والأمان
ولمعرفة موقف الأهالي من حملة القسم هذه، استطلعت صحيفتنا آراء بعض سكان ناحية الدرباسية، حول هذا الموضوع حيث تحدث لصحيفتنا إبراهيم الشيخ: “لا شيء يمكن أن يبرر الخيانة، ومن تعامل مع العدو، ضد أبناء وطنه، لا يمكن التعامل معه إلا بيد من حديد، وما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية من ملاحقة لهؤلاء العملاء، يندرج ضمن حق الانتقام لدماء الشهداء؛ لذلك فإن ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية يعبر عن مطلبنا كشعب، وهو القصاص من هؤلاء الخونة”.
وأضاف الشيخ: “أن السبب الرئيسي للانسياق وراء مثل هذه المخططات الخبيثة، يكمن بالدرجة الأولى في تأثر الخونة العالي بالحرب الخاصة، التي يفرضها علينا العدو، ضف إلى ذلك ضعف النفس، الذي يعاني منه هؤلاء، فقد أثبتوا للعالم دناءة أنفسهم، أمام إغرائهم بالمال، ومن يكن قد وصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، يكن قد فقد أدنى إحساس وطني، يمكن أن يشعر به الإنسان، فهؤلاء لا يعرفون وطناً، سوى جيبوهم ومصالحهم الضيقة، حتى ولو كان على حساب أمن، وأرواح أهاليهم”.
واختتم إبراهيم الشيخ حديثه: “على الرغم من الأعداد الكبيرة، التي تم اعتقالها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، إلا إننا نطالب بالاستمرار بهذه الحملة، وعدم التراجع عنها، حتى القبض على آخر فرد منهم، وتخليص شعوبنا من خطر هؤلاء الجبناء، وإنزال أقسى العقوبات بهم”.
مسؤولية الأهالي التعاون مع الجهات الأمنية
من جانبها تحدثت الإدارية في دار المرأة بالدرباسية زينة علي: “إن الوقوف في وجه العملاء، والجواسيس وفي وجه من يحاول زرع هؤلاء العملاء والجواسيس، يتطلب درجة عالية من الإدراك والوعي، فالأهالي من خلال وعيهم، بإمكانهم أن يجنبوا بناتهم وأبناءهم الانخراط في مثل هذه المتاهات، التي تؤدي في النهاية لخلق البلبلة، واستشهاد الكثيرين دون وجه حق؛ لذلك فإن المطلوب من الأهالي اليوم العمل على التوعية والتثقيف؛ كي يستطيعوا الوقوف في وجه كل من يحاول زرع العملاء، والجواسيس بيننا”.
وتابعت زينة: “إن مهمة الوقوف في وجه جواسيس الاستخبارات التركية، هي ليست مهمة القوات العسكرية وحدها، بل إنها مهمة الأهالي جميعاً، لأن الأهالي والقوات العسكرية، هم كلٌ متكامل لا ينفصل أحدهم عن الآخر، لذلك فإن التعاون بين الطرفين في مثل هذه الحالة ضروري، ويجب علينا كشعب أن نساند قواتنا في حملتها هذه، وذلك من خلال المساهمة في إلقاء القبض على أي أحد يشتبه بتعامله مع العدو، ويتم تقديمه إلى القضاء العادل، فإن ثُبتت عليه التهمة؛ نال جزاءه، وإن لم يثبت تورطه، يتم إطلاق سراحه فوراً”.
وأنهت الإدارية في دار المرأة بالدرباسية زينة علي حديثها: “على أبنائنا وبناتنا الحذر من الانجرار وراء مثل هذه المخططات الخبيثة، فالخيانة ذنب لا يغتفر، ومن سلك درب الخيانة يلفظه مجتمعه أبد الدهر، ويبقى منبوذا في بيئته، لأن نسيان ما فعلوه يعني خيانة لدماء الشهداء، ونحن شعب لا ننسى من ضحوا بأنفسهم فداء لنا؛ لكي نعيش بسلام وأمان”.
