أكرم حسو: “على الإدارة الذاتية الثبات على موقفها الرافض للحلول الجزئية”

قال عضو المؤتمر الوطني الكردستاني أكرم حسو: “إن روسيا تجد في الورقة الكُردية والإدارة الذاتية؛ وسيلة ضغط قوية على تركيا؛ لإجبارها على فصل الملف السوري والليبي عن بعضهما”، وبيّن أن خريطة الطريق التي قدمتها روسيا للإدارة الذاتية، لا تشكل مرادفاً حقيقياً لما قدمته من خلال مسوّدة مشروعها الذي قدمته لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أوائل عام 2016.

خارطة الطريق الروسية لا تُقدم الحل

جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته آدار برس مع عضو المؤتمر الوطني الكردستاني أكرم حسو. وحول تقديم روسيا “خريطة طريق” مؤلفة من عشر نقاط للتفاوض بين دمشق والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحدث حسو فقال: “تضمنت الخريطة العديد من النقاط كالمشاركة الكُردية في عمل اللجنة الدستورية، وإقامة حوار بين الطرفين وتشكيل لجان اقتصادية وإيجاد حلول لمسألة التعليم وغيرها. خارطة الطريق المُقدمة من قبل الروس للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لا تشكل مرادفاً حقيقاً لما قدمته من خلال مسودة مشروعها المسلم لوزير خارجية أمريكا جون كيري في وائل 2016، وقبل البدء في جنيف بنسخته الثالثة، بل يمكن اعتبارها خطوة استباقية روسية تسهل عملية القضم السياسي قبل نفاذ الوقت الذي يصارع الروس لأجله، والمشابه للدعوة الروسية لأحزاب الحركة الكردية للقاء بهم في حميميم نهاية كانون الأول 2016 وقبل انطلاقة آستانا، والتي كانت رسالة موجهة لتركيا أكثر من أن تكون للتقرب من الكُرد”.

وأردف حسو حديثه بالقول: “روسيا اليوم أمام معضلات متعددة لا تستطيع الجمع فيما بينها أو الاستفادة منها في الوقت نفسه. ولهذا؛ وجد الخبث الروسي بالملف الكردي فرصة لترجمة المتناقضات المحلية والإقليمية لصالحها قبل انكشاف أوراقها وتبخر انتصاراتها الوهمية بالاعتماد على (الفصائل الشيعية على الأرض)، ومن أهم عوامل القوة الروسية في الملف السوري تكمن في السيطرة على الأرض، التي وفرتها لها وللنظام السوري فصائل الحشد الشيعي وحزب الله اللبناني المقاتلة على الأرض، والتي كانت تدار مباشرة من قبل قاسم سليماني الذي ترك بمقتله السيطرة الكاملة في الساحة السورية للروس. ولكن في الوقت نفسه وفي ظل الارتباك الذي تعيشه وستعيشه تلك الفصائل الشيعية نتيجة مقتل قائدها الإيراني والحصار العالمي عليها الآن، يطرح السؤال نفسه، هل سيستطيع الروس والنظام السوري التقدم ميدانياً في معارك خفض التوتر الرابعة أي في إدلب، أو من الثبات والبقاء في الحدود العراقية السورية”.

إعادة المنطقة إلى المربع الأول

وحول توقيت طرح (خارطة الطريق) وتأثيرها على خلط الأوراق من جديد وبخاصة الورقة الكردية في سوريا، قال حسو: “أعتقد أن أمام الروس أقل من تسعين يوماً لتشغيل الدماغ الإلكتروني لصواريخ إس 400 أي ببداية نيسان القادم. ولكن؛ اختلاف وتضارب مصالحهم مع الأتراك في الملف الليبي وشرقي المتوسط من شأنه أن يؤثر على مجريات إتمام تلك الصفقة، وبالتالي دخولها في متاهات تراها روسيا بأنها في غنى عنها، ولهذا تجد بإعادة ملف الورقة الكُردية والإدارة الذاتية وسيلة ضغط قوية على تركيا وإجبار الأخيرة بضرورة فصل الملف السوري والليبي عن بعضهما البعض”.

وتابع: “وبالتالي روسيا تكون قد حققت مبتغاها؛ لأن التواجد الروسي بالملف الليبي يأتي من بوابة كسب ورقة إقليمية تفاوضية لأجل ملفات أخرى أهم بالنسبة لها، وبالعودة إلى النقاط العشر؛ نجد أن أهم النقاط التي يعتمد عليها الروس في نقاشاتهم مع الإدارة الذاتية تكمن بمشاركة الكرد في عمل اللجنة الدستورية السورية التي وأدت منذ ولادتها، وتمثيل الحركة الكردية في الحكومة السورية المقبلة، وكيف سيتم ذلك دستورياً أم تكليفاً من قبل النظام، ومحاولتها الخبيثة بالسيطرة على معبر سيمالكا المتنفس الوحيد لروج آفا وشمال شرق سوريا على العالم. وللتذكير فقط في آستانا 14 وصل بالروس والنظام السوري والإيرانيين وبالاشتراك مع الأتراك على اعتبار هيكلية الإدارة الذاتية غير قانونية وغير مقبولة نهائياً في سوريا، وهذا يمكن اعتباره إقرار ضمني منهم بشرعنة هجمات الدولة التركية على عفرين وكري سبي وسري كانيه، وتصريحاتهم تعتبر دلائل على ما يكمن في عقولهم، أنهم يرفضون محاولات خلق واقع جديد على الأرض بما يشمل مبادرات حكم ذاتي غير قانونية”.

واختتم عضو المؤتمر الوطني الكردستاني أكرم حسو لقاءه بالقول: “الحزب الحاكم في روسيا بعد أن خسر نصف المقاعد الانتخابية المحلية والمناطقية في روسيا بشهر أيلول الماضي 2019؛ يواجه الآن مشاكل عالمية وإقليمية تفوق قدراته الاقتصادية والعسكرية، ولهذا الثبات والصبر والحكمة في أي نقاشات من شأنها إرباك وخلط الأوراق من جديد”.