طلال محمد: “على الكُرد توحيد موقفهم مهما كانت الصعوبات”

أكد الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد إن بعض الأحزاب الكردية كالمجلس الوطني الكردي الموجود ضمن المعارضة لديها حساباتها ومصالحها، ولهذا لا تخطو خطوات جادة فيما يخص الوحدة الوطنية ولا يعيرون الاهتمام والجدية حول مبادرات وحدة الصف الكردي، وأشار إلى أن جميع القوى المتصارعة في سوريا لم تتمكن من إيجاد حل للأزمة السورية عبر الاجتماعات التي عُقدت في آستانا وجنيف وغيرها، أو إيجاد أي حل يخدم الشعب السوري؛ نتيجة إقصاء ممثلي شمال وشرق سوريا من تلك الاجتماعات.

الوحدة ضرورة في ظل التوازنات الجديدة

حول ذلك أجرت وكالة هاوار للأنباء لقاءً معه والذي تحدث قائلاً: “في هذه الأوقات من الضروري أن توحّد القوى والأحزاب الكردية صفوفها، وسط التوافقات والتوازنات التي تتم على حساب الشعب السوري والكرد جزء رئيسي منها، ولهذا على القوى والأحزاب الكردية أن تجتمع، وتتخذ قرارات مشتركة من أجل تقوية الصف الكردي، وبخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب توحيد الموقف مهما كانت الصعوبات”.

ونوّه محمد بضرورة جلوس القوى والأحزاب الكردية على طاولة الحوار دون شروط مسبقة، واتخاذ مصلحة الشعب الكردي كأولوية وقال: “إن تشتت الحركة الكردية بين المعارضة التي ترتهن لتركيا، وأخرى في سوريا، تؤدي لحدوث شرخ، يؤثر على المصلحة الكردية العليا، والمبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتوحيد الصف الكردي، عقب الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، والخطوة التي خطتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ألا وهي السماح لأحزاب المجلس الوطني الكردي بمزاولة نشاطاتها دون شروط، ودون الحاجة إلى الموافقات القانونية، وكذلك إسقاط جميع التّهم الموجهة إلى قيادات المجلس الوطني، كانت خطوة مباركة وهامة في التقارب الكردي.”

وتابع: “وعلى الرغم من إطلاق عدّة مبادرات، من أجل وحدة الصف الكردي، إلا أن بعض الأحزاب لم تخطو خطوات جادة بعد، وتخلق الأعذار والحجج التي لم تعد تقنع أحداً، وفي هذا الصدد الأحزاب الكردية التي تتواجد ضمن المعارضة السورية (الائتلاف) تتخوف من الإقدام على خطوات جادة، بصدد وحدة الصف الكردي، وهذه الأحزاب الكردية ضمن المعارضة كالمجلس الوطني الكردي لديها حساباتها، ففي حال التقرب من الإدارة الذاتية، والموافقة على توحيد الصف الكردي، عليها أن تقطع علاقاتها مع تلك المعارضة ولجان التفاوض والدستور، لذلك لا تخطو خطوات جدية في هذا الاتجاه”.

على الحركة الكردية توحيد الصفوف والمطالب

وأضاف: “وبعد المبادرات التي أُطلقت بصدد وحدة الصف الكردي، وبيان الإدارة الذاتية بصدد مزاولة أحزاب المجلس الوطني الكردي نشاطاتها، وإسقاط جميع التهم الموجهة إلى قيادات المجلس، أصدر المجلس الوطني الكردي بياناً أوضح فيه أن سبب عدم خطوهم خطوات جادة، هو وجود معتقلين سياسيين لدى الإدارة الذاتية، ويبدو أن مسألة المعتقلين، وفتح المكاتب هي حجة وليس سبباً رئيسياً للمضي في تحقيق وحدة الصف الكردي، وعلى الإدارة الذاتية أن توضح ذلك في بيان؛ هل لديهم معتقلين سياسيين أم لا؟”.

وبيّن طلال محمد بأن وحدة الصف الكردي، سيكون له نتائج إيجابية على عموم الشعب الكردي، وأضاف: “وسيكون الشعب الكردي أكثر قوة في وجه العدو والمحتلين، وعلى رأسهم الاحتلال التركي، كي نستطيع معاً المطالبة بحقوقنا، ولا بد الحوار مع النظام وجميع الأطراف السورية الأخرى، لحماية مكتسباتنا التي تحققت بفضل تضحيات أكثر من 11 آلف شهيد و22 ألف جريح”.

واختتم الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي طلال محمد حديثه بالوقول: “من الضرورة قراءة الواقع، والمعادلة السياسية، وخارطة الطريق في سوريا بشكل صحيح، حتى الآن لم يعترف النظام السوري بحقوق شعبنا، ويماطل في المحادثات والنقاشات الجادة مع الإدارة الذاتية، لذلك يتطلب من الحركة الكردية، وجميع القوى المرتبطة بها، توحيد صفوفهم ومطالبهم، للحفاظ على المكتسبات وتطوير الإدارة الذاتية”.