أكاديمية الشهيد “عكيد جيلو” بالحسكة… تغيير جذري في المفاهيم الدراسية والعلمية

 تقرير/ آلـدار آمد ـ دلال جان –

روناهي / الحسكة – تم افتتاح أكاديمية الشهيد “عكيد جيلو”، للاختصاصات العربية في الحسكة؛ من أجل تأهيل وإعداد المدرسين والمدرسات للمرحلة الإعدادية والثانوية للوصول بهم إلى أعلى المستويات في التدريس والتعليم.

يُعد قطاع التربية والتعليم من أهم القطاعات التي تولي الدول والحكومات العناية بها، كونها تشكل القاعدة الأساسية للتطور والتقدم، فكلما زاد مستوى التطور العلمي في أي بلد زاد تطوره، وقد أبدت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا أهمية كبيرة من أجل تطور العلم والتعليم في المدارس، من حيث إعداد المناهج العلمية بما يتناسب مع التطور العلمي وتهيئة الكوادر العلمية القادرة على إيصال العلم إلى الطلبة بطريقة سلسلة وسهلة وبأساليب تحليلية والابتعاد عن أسلوب التلقين والحفظ، وذلك لبناء جيل قادر على حل قضايا المجتمع بطرق علمية من جهة، ويملك موهبة الإبداع والاختراع من أجل تقدم المجتمع والوطن، لهذا تم افتتاح أكاديمية الشهيد عكيد جيلو للاختصاصات العربية في الحسكة من أجل تأهيل وإعداد المدرسين والمدرسات للمرحلة الإعدادية والثانوية، وقد كانت لصحيفتنا روناهي زيارة للأكاديمية لإلقاء الضوء على أهدافها وبرامجها وكيفية التدريب فيها:

أسلوب جديد في تنمية المواهب والقدرات العلمية

وفي هذا السياق حدثنا الإداري في الأكاديمية رامان حصاف قائلاً: “إن التوجه نحو بناء مجتمع علمي يحتاج إلى أسس وقواعد لابد منها، ولابد من تأمين المستلزمات والبنية التحتية لها، حيث إن الثورة العلمية والتقنية التي وصلت إلى مرحلة متطورة في هذا العصر والتي نحن نسعى إلى اللحاق بركبها والمساهمة في تطويرها إذا أمكن، وهذا يحتاج إلى تأهيل الكادر التدريسي والتعليمي الذي يقوم على تدريس الطلبة والتلاميذ من أجل معرفة كيفية وصول العلم والمعلومة إلى الطلبة بطريقة صحيحة وسليمة، والابتعاد عن الأساليب التقليدية التي كانت  تمارس من قبل النظام والدولة، والتي لم تكن تهدف سوى جعل العلم يخدم أهدافهم وأجنداتهم السلطوية، ولأن العلم والطالب هو الهدف من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حر، والإنسان هو الهدف”.

وتابع رامان بالقول: “كان تأسيس أكاديمية الشهيد عكيد جيلو في الحسكة للاختصاصات العربية من أجل إيجاد الأسلوب السليم والصحيح الذي يمكن أن يستخدمه المدرس في التعاطي مع العلم وإيصاله إلى الطالب بكل سهولة ويسر، ويكون له دوره المؤثر على التربية والتعليم من خلال معرفته العلمية، والتي ستكون مصدراً لشوق ولهفة الطالب إلى العلم مما يساهم في تنمية المواهب والقدرات العلمية لدى الطلبة، وبالتالي زيادة الاهتمام بالعلم واستيعابها، وهذا سيزيد من فرص الإبداع والتطور والابتكار، والنتيجة ستكون بناء شبيبة علمية قادرة على الحفاظ على المجتمع والطبيعة وحمايتهما من التهديدات والتحديات التي تواجهها، ليكون هناك معنى للعلم وهو خدمة الإنسانية”.

الأكاديمية تُعتبر مركز أبحاث وإعداد مناهج علمية

ومن جانبها بيّنت الإدارية ميديا شمدين بالقول: “أن افتتاح أكاديمية الشهيد عكيد جيلو باللغة العربية، وتأمين كافة المستلزمات العلمية من مخابر وأدوات تحليل لها أهمية كبيرة، من حيث تدريب وتأهيل الكادر التدريسي لمدرسي اللغة العربية، خاصةً بعد اتساع الرقعة الجغرافية المحررة في الشمال والشرق السوري، والتي هي بحاجة إلى العلم والتدريس وحاجة الطلبة إلى أسلوب جديد يختلف عن الأسلوب الذي كان يعتمد على التلقين دون الفهم والممارسة العملية للنظريات العلمية على أرض الواقع”.

وتابعت ميديا بالقول: “يتلقى التدريب في الأكاديمية مدرسين من إحدى وعشرين منطقة تابعة لإقليم الجزيرة من المناطق العربية، بحيث يتم تدريب أكثر من 35 متدرباً من المدرسين والمدرسات في الدورة الأولى من الأكاديمية من الجنسين موزعين على أقسام عدة، ويتم الاعتماد في التدريب على التعاون المشترك بين المتدربين والمدربين من مختلف الاختصاصات من أجل وضع أفضل السبل الدراسية، وإيجاد الأسلوب والطريقة المناسبة في إيصال المعلومات والعلم إلى الطلبة، ولتكون هذه الأكاديمية بمثابة مركز أبحاث وإعداد مناهج علمية للطلبة والمدرسين من خلال أقسامه العلمية خاصةً، كقسم الرياضيات والفيزياء والكيمياء مع مخابرها العلمية، بالإضافة إلى الأقسام الأخرى مثل؛ “الجنولوجيا والتاريخ والثقافة والأخلاق، ومكتبة عامة”،  ونوهت بأنهم يهدفون من خلال مدة الدورة والتي تبلغ خمس وأربعين يوماً إلى إحداث تغيير جذري في المفاهيم الدراسية والعلمية السابقة وإبراز الدور الأساسي للعلم والتعليم، من خلال كادر علمي يستطيع أن يتفاعل مع الطلاب ومتكامل من الناحية العلمية، ليقوم بدوره الكامل في تطوير وتوسيع آفاق الطلاب من الناحية العلمية”.

دراسة تحليلية لكل النظريات والقوانين العلمية

مدرس مادة الرياضيات من منطقة الشدادي عبدالله سليمان قال في هذا السياق: “وجدت من خلال الدورة التي اتبعناها في الأكاديمية الفارق الكبير في طرق التدريس والهدف منها، حيث تتم دراسة الجانب التحليلي منها وتطبيقه على الأرض أو في المختبرات، والهدف الأساسي لأي نظرية أو دراسة علمية، وهذا يفيد الطالب والمدرس معاً من خلال إيجاد علاقة ترابطية بينهما وهي محبة العلم وزيادة المعرفة وفهم الواقع، لأن الأسلوب الجديد هو أسلوب يعتمد على التغيير الدائم في الطبيعة والمجتمع لأنها في حالة تطور دائم، أما الأسلوب القديم فهو يعتمد على الجمود الفكري وحفظ النظريات والقوانين بحالتها الجامدة دون أن يفهم الطالب الهدف أو الغاية من  اكتشاف هذه النظرية أو تلك، وبالتالي تفقد حيويتها ومعناها الأساسي، وهذه الطريقة مملّة وغير مبدعة ولا تساعد على الإبداع والتطور والتفكير، أما هنا يعتمد على التحليل والتفكير في كل ما يشاهده في محيطه من نظريات تم تطبيقها على الأرض مثل؛ “الاحتمالات ـ والمربعات والمستطيلات ـ والدوائرـ وحركة السيارات وتحويل الحركة الميكانيكية إلى حركة دورانية” وغير ذلك، وفهم الطالب لذلك يزيد لهفته على تلقي المزيد من المعلومات، وبالتالي زيادة الوعي وأفق التفكير”.

نعمل كفريق واحد للوصول إلى أقصى درجات المعرفة

وبهذا الخصوص أشارت مدرسة الرياضيات ريم الخلف من تل براك؛ بأن التحاقها بدورة تدريبية في أكاديمية الشهيد عكيد  جيلو كان له فوائد عديدة، منها زيادة المعرفة العلمية والتعرف عل طرق جديدة في أساليب التدريس، وكيفية إيصال المعلومة إلى الطلبة بشكلٍ صحيح وفعّال، وتابعت بالقول: “أدركت بأن العلم هو وسيلة لخدمة البشرية، إذا ما استخدم بطريقة صحيحة، وهو ليس جامد بل هو في حركة دائمة، وأن المجتمع الذي يعتمد على العلم سيكون قادراً على التطور والإبداع، لهذا نعمل هنا فريقاً واحداً من أجل تحقيق الغاية الأساسية، وهي الوصول إلى أقصى درجات المعرفة، وسبل نقلها إلى الطلاب بالشكل الملائم والمناسب لهم، مما يجعلهم القوة الأساسية في بناء مجتمع حر ديمقراطي متطور يعتمد على ذاته في جميع الميادين، ويكون قادراً على الابتكار والاختراع”.