روناهي/ قامشلو-
بأصابع ملطّخة برماد الحرب، وبطين المخيَّمات، وبألوان تنقل صورة الواقع المؤلم، الذي يعيشه أهالي مقاطعتي عفرين والشهباء، يحكي أطفال عفرين والشَّهباء معاناتهم، ومأساتهم، التي يعيشونها في ظلِّ الاحتلال التركي والحصار المفروض عليهم عبر لوحات فنية عرضت في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بقامشلو.
وعبَّر الأطفال في رسوماتهم عن هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين، وما خلفته معداته الحربية من طائرات، ودبابات من جرحى وشهداء وتدمير، كما حكت بعض اللوحات عن العادات، والتقاليد، التي اشتهر بها أهالي عفرين من اللباس والطقوس، بالإضافة إلى لوحات لأشجار الزيتون، التي ترمز إلى السلام والعطاء.
حيث تم افتتاح معرض لوحات رسومية لأطفال عفرين، والشهباء بهدف تنمية مواهبهم في مركز محمد شيخو يوم الخميس، الخامس من كانون الثاني الجاري وانتهى يوم السبت في السابع من الشهر ذاته 2023، وتضمن المعرض 100 لوحة، وتنوعت بين الرسم بالألوان الخشبية، والمائية.
رسومات تحكي وجع وويلات الحرب والحصار
على هامش المعرض التقت صحيفتنا “روناهي” أعضاء رابطة عفرين، ومنهم “فاطمة محمد” عضوة لجنة الخدمات العامة في المجلس العام برابطة عفرين، وأوضحت لنا قائلة: “بالتعاون مع مجلس سوريا الديمقراطية، تمَّ جلب هذه اللوحات من منطقة الشهباء، وقمنا بعرض هذه اللوحات في مركز محمد شيخو للثقافة والفن والإعلان عنها، وسيذهب ريع هذه اللوحات والتبرعات لأطفال عفرين والشهباء وأصحاب اللوحات”.
وأردفت فاطمة: “ابتدأ المعرض يوم الخميس، وسينتهي يوم السبت، كان بودِّنا استضافة هؤلاء الأطفال أصحاب اللوحات، ولكن بسبب الحصار والظروف الصعبة لم نستطع القيام بذلك، ويوجد في المعرض 100 لوحة لـ 15 طفلاً مشاركاً تحكي حجم الألم، والوجع، اللذين يعيشهما أطفال عفرين والمهجرين قسرياً من هذه المناطق، وويلات الاحتلال التركي، وطائراته، التي زرعت الخوف بقلوب الصغار قبل الكبار”.
من الواجب دعم مهارات هؤلاء الأطفال رغم الخناق
ومن جهتها أوضحت لنا “هدى برين” العضوة في مجلس رابطة عفرين قائلةً: “افتتحنا هذت المعرض على شرف أطفال عفرين والشهباء، والذي ضمَّ لوحات مختلفة لهؤلاء الأطفال، الَّذين يستنبطون الخيال من الواقع، والتي تعبر عن واقع مظلم يعيشونه في ظل التهجير القسري، والرعب، والإرهاب، الذي لحق بهم، من قبل الاحتلال التركي، ومعداته الحربية، والّتي توصف أيضاً أوجاعهم في وطنهم، وحبَّهم وانتماءهم لهذا الوطن، الَّذي هُجِّروا منه قسراً، وفي رمزية لأشجار الزَّيتون إلى الحب والسَّلام”.
وزادت: “الهدف من هذا المعرض أوَّلاً دعم وتنشيط مواهب هؤلاء الأطفال مادَّياً ومعنوياً، ثانياً إيصال المعاناة، الَّتي يقضيها أطفال عفرين والشَّهباء في ظل الحرب التركية، التي أجبرتهم على التخلي عن ديارهم كرهاً، كان بودِّنا استقبال هؤلاء الأطفال في مدينة قامشلو، وتكريمهم، ودعمهم لكن الظروف الصعبة، لم تسمح بذلك فاقتصرنا على جلب لوحاتهم، وعرضها في مركز محمد شيخو بالتعاون مع مجلس سوريا الديمقراطية”.
ويبدو أنه لم يكن جزافا أن تضمنت إبداعات الأطفال صوراً لدبابات الاحتلال وجرافاته، لولا أنهم كانوا جزءا من المعاناة والعذابات، التي تعرض لها شعبنا في ظل التصعيد التركي على منطقتي عفرين والشهباء، وما يثير اهتمام الناظر إلى اللوحات، التي تضمنها المعرض وجود مناظر جمالية وألعاب، ما يعني أنهم يحاولون إيصال رسالة بما هو محيط بهم، وما يجب أن يكون متوفراً لهم كباقي الأطفال في العالم، وستبقى اللوحات الفنية جزءاً من ذاكرة هؤلاء الأطفال، وغيرهم إلى أن يأتي الوقت، الذي ينهي الاحتلال، ويعيش فيه شعبنا بكافَّة فئاته حياةً كريمةً كباقي شعوب العالم.
