أسعار الغذائيات في الحسكة تُحلِّق خلال رمضان.. والبلدية تحاول كبح جِماح الارتفاع

الحسكة/ محمد حمود –

يعاني أهالي مدينة الحسكة من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية مع بداية شهر رمضان المبارك؛ داعين التجار إلى أن يكونوا جزءاً من المجتمع عبر الشعور بمعاناة المواطنين؛ فيما تواصل بلدية الشعب جولاتها الرقابية على الأسواق.

ألقت هجمات الاحتلال التركي الأخيرة على إقليم شمال وشرق سوريا بظلالها على الأوضاع الاقتصادية لأبناء الإقليم، الذين يعانون غلاء المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة نتيجة الهجمات المتتالية من قبل العديد من الأطراف إضافةً إلى الحصار المفروض عليهم، ليختلف رمضان هذا العام عن السنوات السابقة، وسط ارتفاع أسعار المواد التموينية، الأمر الذي وضع العائلات أمام خيارات صعبة بشأن الاستهلاك والاقتصاد بالإنفاق بالسلة الرمضانية.

الغلاء الكبير مع بدء رمضان

وفي ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية في مدينة الحسكة دأبت قطاعات واسعة من التجار وأصحاب شبكات التسوّق على التنافس لجذب المتسوقين، وذلك عبر توفير كافة المواد التموينية والسلع المستلزمات الرمضانية لتكون بمتناول الجميع؛ إلا أن الأمر الذي أجهض آمال هؤلاء المتسوقين هو الغلاء الفاحش الذي داهم الأسواق مع بدء شهر رمضان.

ويقول المواطن “إبراهيم حسين” إن العدوان الأخير لدولة الاحتلال التركي ومرتزقته على الإقليم ولا سيما البنى التحتية وتداعياته الاقتصادية ألقى بظلاله على الأسر في شهر رمضان، وعلى أنماط التسوّق والاستهلاك للعائلات.

وأشار حسين إلى أن العائلات في مدينة الحسكة تواصل التسوق وشراء ما يلزمها من احتياجات رمضان رغم الظروف الصعبة بسبب تداعيات الهجمات والحصار الخانق من قبل العديد من الأطراف ولاسيما الاحتلال التركي وحكومة دمشق إضافةً إلى إغلاق معبر تل كوجر/ اليعربية، لكنه استدرك بالقول إن هذه الأسر تبحث عن الأرخص وتكتفي باحتياجاتها الأساسية.

ودعا التجارَ إلى تفهم الظروف والأوضاع التي يعيشها المجتمع في الحسكة وعموم إقليم شمال وشرق سوريا، والتنازل قدر الإمكان عن جني مزيد من الأرباح، وخفض الأسعار في رمضان.

مراعاة الظروف المعيشية

في السياق ذاته؛ دعت المواطنة “فاطمة حج علي” إلى إظهار التكافل المجتمعي لتخفيف العبء المالي عن العائلات بالامتناع عن رفع الأسعار، ومراعاة الظروف والأوضاع الاقتصادية المزرية، وتراجع القدرة الشرائية للعائلات.

وبينت أيضاً إن التجار جزء لا يتجزأ من المجتمع “وعليهم تحمّل المسؤولية ومراعاة الظروف للعائلات التي تضررت جميعها جراء الهجمات والحصار والأوضاع الاقتصادية المزرية”.

وتتوافق العائلات في مدينة الحسكة بشأن ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الاستهلاكية على خلفية الهجمات، بيد أن الآراء التي رصدناها أظهرت الاختلاف بين العائلات بشأن ضرورة ترشيد الاستهلاك وتقليص الإنفاق في رمضان.

في الصدد؛ تنوه فاطمة إن لرمضان ميّزة خاصةً لدى العائلة حيث تُقبِل على شراء كل ما يلزم من سلع ومنتجات رغم الأزمة الاقتصادية، وتضيف أن الحاجيات الرمضانية الشهرية المتوسطة تكلف ما بين 200 و300 دولار.

ترشيد الاستهلاك

من جانبه أشار المواطن الستيني “خضر رمو” إلى أن الكثير من العائلات تعتمد سياسة ترشيد الاستهلاك وشراء المستلزمات الأساسية، بينما يقتصد بعضها في الاحتياجات الرمضانية بحوالي 50% أو أقل من ذلك نتيجة لارتفاع الأسعار. ويضيف رمو: “تبقى الحاجات الرمضانية مُكلفة للغاية. تضاعف سعرها مقارنةً برمضان العام الماضي”.

ويردف أن هناك الكثير من العائلات التي تعيش التقشف بسبب الفقر والبطالة “وتكتفي بشراء المستلزمات الأساسية”. مؤكداً أن هذه العائلات اعتمدت سياسة تقليص نفقات الاستهلاك، وباتت تكتفي بشراء المستلزمات الأساسية بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والتموينية لمختلف السلع.

ويؤكد رمو وهو رب أسرة من سبعة أفراد “أفضل شراء ‘لمونة رمضان’ قبل بدايته لأن التسوق خلال الشهر يكون أصعب نتيجة التزاحم واستغلال بعض التجار للموقف برفع الأسعار”.

ويشير إلى أن رمضان يُمثل بالنسبة إليه والعديد من الأسر شهر الإنفاق وزيادة الاستهلاك، لكن هذا الموسم مختلف، فقد تجبره الظروف على التنازل عن بعض الكماليات.

دور المكاتب الرقابيّة

في السياق ذاته؛ تواصل المكاتب الرقابية التابعة لبلدية الشعب في الحسكة جولاتها الرقابية اليومية على الأسواق العامة والمحال التجارية المنتشرة في الأحياء؛ حيث يتم تقييد عشرات ضبوط المخالفة بشكلٍ يومي. وتسعى بلدية الشعب بكافة مكاتبها إلى كبح جماح الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسواق منذ بداية شهر رمضان عبر إصدار نشرات التسعيرة الدورية إضافةً إلى الجولات التي تنظمها بشكلٍ يومي.