إعداد/ دجوار أحمد آغا-
التاسع عشر من حزيران 1947 يوم حزين لعموم الشعب الكردي، يوم لا يمكن نسيانه بأي شكل من الأشكال، يوم خسارة شعبنا العظيم لأربعة من خيرة أبنائه من الضباط الوطنين الشرفاء من باشور كردستان وهم: (الرائد الركن عزت عبد العزيز، الرائد مصطفى خوشناو، النقيب خير الله عبد الكريم، الملازم محمد محمود القدسي) الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة دون تردد دفاعاً عن قضية شعبهم العادلة. فما هي قصة هؤلاء الأبطال الكرد.
بين أواخر الثلاثينيات وبدايات الأربعينيات من القرن الماضي، شهد العالم أجمع ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً تغيرات كثيرة، من أهمها الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان وخسائر فادحة وجسيمة في البيئة والكائنات الحية الأخرى. من أهم نتائج هذه الحرب تقسيم العالم إلى معسكرين، شرقي اشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي والصين، وغربي رأسمالي بقيادة إنكلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية؛ وهي دول التحالف التي انتصرت في الحرب على دول المحور (ألمانيا – إيطاليا – اليابان). تميزت هذه المرحلة بظهور حركات التحرر الوطني والجمعيات الثقافية الفكرية العاملة من أجل نهضة وطنية والتخلص من الاحتلال والاستعمار والتي كانت تستمد الدعم من المعسكر الاشتراكي. لم تكن كردستان بجميع أجزائها بعيدة عن هذه الأجواء، فقامت فيها العديد من الجمعيات والنوادي الثقافية والفكرية ومنها “كومله” و”داركر” و”هيفي” وغيرها في باشور وروجهلات كردستان.
هذه الجمعيات التي تحولت فيما بعد إلى أحزاب، ومنها حزب “هيوا”. ترأس هذا الحزب الشخصية الوطنية والمثقفة المناضل رفيق حلمي الذي بادر بالاتصال بالضباط الكرد الموجودين في الجيش العراقي يدعوهم إلى الانضمام للحركة التحررية للدفاع عن مصالح شعبهم. وفي عام 1939 لبت مجموعة من الضباط الكرد الشرفاء نداء رفيق حلمي للدفاع عن شعبهم، ومن أبرزهم العقيد أمين الراوندوزي والمقدم مير حاج أحمد والمقدم بكر عبد الكريم حويزي والرائد الركن عزت عبد العزيز والرائد نوري أحمد طه والرائد مصطفى خوشناو والنقيب خير الله عبد الكريم والملازم محمد محمود القدسي والشخصية الوطنية عزيز شمزيني وغيرهم من المناضلين الأوفياء لوطنهم الأم كردستان.
لدى إعلان البيشوا القاضي محمد تأسيس جمهورية كردستان الديمقراطية في روجهلات كردستان وذلك بتاريخ 22 كانون الثاني 1946 من ساحة جارجرا (المصابيح الأربعة) في مهاباد، وبعد أن انضم الملا مصطفى البارزاني برفقة البيشمركة إلى قوات الجمهورية، التحق ضباطنا الأربعة بجيش الجمهورية حديث النشوء وكان لهم دور بارز وهام في تدريب وتقوية وتعزيز القدرة القتالية لعناصر جيش الدفاع عن الجمهورية الذي كان بمعظمه يتكون من رجال زعماء القبائل والعشائر التي أيدت قادة الجمهورية، إلى جانب البعض من الضباط الكرد الوطنين الشرفاء الذين كانوا ضمن جيش الشاه الإيراني.