دور دار المرأة بالطبقة في تجاوز حالات العنف..

روناهي/ الطبقةـ يعمل دار المرأة في منطقة الطبقة على رفع الروح المعنوية والنفسية التي تصيب المرأة بعد تعرضها لأحد أساليب العنف وتشجيعها لتجاوز ما لحق بها من أضرار جسدية ونفسية.

أقر دار المرأة في منطقة الطبقة بوجود حالات عديدة للعنف المطبق على النساء من قبل الرجال ولكن يأتي عمل دار المرأة للتخفيف من أثر ذلك، ويعمل كذلك على حماية المرأة في حال التعدي عليها تجنباً لإلحاق الأذى بها.

ويقف دار المرأة جاهداً لتذليل أسباب وحالات تعنيف النساء التي تجعلهن عرضةً للضرب ما يسبب بتركهن المنزل، بينما تسعى إدارة الصلح ضمنها لإيجاد تقارب بين أطراف النزاع مع الدفاع عن حقوق المرأة.

وتأتي حالات الشتم والضرب وتعرض النساء للأذى من قبل الرجال نتيجة الذهنية التي يمتلكها هؤلاء الرجال، باعتبار أن كل تصرف ينتج عن المرأة هو عمل ليس له قيمة، ولكنه يقع على عاتقها كافة المسؤوليات لأنه من واجبها فعله حسب عقليتهم.

ولمعرفة حالات العنف الشائعة وأنواعها التي تطبق على المرأة، وحالات التفكك الأسري الذي يحدث نتيجة تلك التصرفات، وإجراءات الحد من ممارسة العنف ضد المرأة، وتأثير قلة الوعي والتفاهم على الزوجة التي تواجهها إدارة المرأة لإيقاف حالات العنف ضد المرأة، أجرت صحيفتنا روناهي اللقاء التالي مع العضوة في لجنة الصلح بدار المرأة كوثر رجب الأحمد.

حالات العنف ضد المرأة شائعة

وقد أكدت كوثر بأن هناك العديد من حالات العنف الشائعة ضد المرأة نتيجة للوضع الاقتصادي السيء، وعدم توفر فرص العمل الكافية للمرأة، وكذلك انتشار العادات والتقاليد البالية، حيث أن بعضها يرجع لعدم التفاهم بين الطرفين واستخدام وسائل القوة والضرب لإجبار المرأة للعودة عن بعض قراراتها؛ ليأتي دور دار المرأة في مساعدة النساء والوقوف معهن لحين تخطي ذلك، ناهيك عن حالات العصبية والتسرع التي يتعرض لها كلا الزوجين نتيجة الوضع الاجتماعي وظروف العمل.

يقود العنف إلى التفكك الأسري

وأضافت كوثر بأن هناك أشكال عديدة من أنواع العنف التي تطبق على المرأة؛ كالضرب المبرح والمؤذي، أو ممارسة الضغط النفسي الذي يؤدي إلى الضرب، وضعف الحالة الاجتماعية نتيجة التفكك الأسري، ونتيجة الجهل تتصعد الأمور بين الطرفين وتنتهي بالضرب، وإن قلة الدخل لدى بعض الرجال يلعب العامل الأساسي في انهيار العلاقات بين الطرفين، والضغط النفسي يلعب دوراً في تأجيج الخلاف، وقد تتطور الأمور لظهور الغضب واستخدام العنف الذي يصل إلى مرحلة الضرب والطلاق وانهيار التكوين الأسري.

من يتحمل مسؤولية العنف؟

وتابعت كوثر بالقول: “تم الحد من حالات العنف بعد الاطلاع على الحالات التي ترد للدار ويعود معظم أسبابها؛ لتدخل الأقارب والجيران والمعارف في حياة الأسرة والحياة الزوجية والعادات السائدة، وقلة الوعي والتفاهم فيما بين الزوجين، وكما أن المرأة في معظم الحالات التي تردنا تُحمل مسؤولية العنف للعادات والتقاليد الشائعة، والعقلية المتخلفة التي يتصف بها بعض الرجال، وكذلك تدخل بعض الأشخاص الذين يريدون الإساءة لهذه العائلة، فيبدأ تدخلهم في الحياة الزوجية ويجعلون من المرأة محطة للحديث عن تصرفاتها السلبية، لتصدر ردود فعل تؤدي أغلبها للخلاف والشتم وتنتهي بالضرب، وممارسة العنف على الزوجة بدون فهم القصة وسبب الخلاف”.

إجراءات للحد من العنف ضد المرأة

وأشارت كوثر بأن العنف ضد المرأة انخفض ليصل اليوم إلى الحدود الدنيا؛ نتيجة التوعية والندوات من خلال نشر الفكر الإيجابي، وأضافت بالقول: “كما أن هناك حلول أوجدته دار المرأة  لهذه الحالات؛ مثل؛ الاجتماع مع الطرفين ومناقشة مواضيع الخلاف بوجودهما، وكذلك بالاستماع للندوات والتعريف بدور المرأة الإيجابي بالنسبة للمجتمع والاستماع لمحاضرات التوعية، ونشر الفكر اللائق الذي يشرح حقوق وواجبات المرأة، وأهمية مشاركتها في الخروج من قوقعتها وعدم خوفها من المجتمع، وشرح مفهوم المرأة المحررة والمرأة الديمقراطية، وذلك لتمارس حريتها ضمن الحدود الأخلاقية، حيث كان هناك تجاوب، والأخريات يحتجن لفترة من الإعداد ليعرفن دورهن بشكلٍ فعال”.

تأثير قلة الوعي على المرأة..

وأردفت كوثر بأن هناك صعوبات تواجه دار المرأة لإيقاف العنف؛ منها قلة الوعي بين الطرفين كزواج القاصرات، وقلة الخبرة الحياتية عند الزوج والزوجة، والسماح بتدخل العائلة في خلافاتهما، وعدم تقبل ما يمليه الطرف الآخر من آراء وأفكار، وبكلا الحالتين هو الوصول إلى عدم التفاهم ومن ثم الضرب والعنف.

كيفية تجاوز حالات العنف..

ونوهت كوثر بأن المرأة تتجاوز حالات العنف المطبقة عليها؛ نتيجة طبيعتها المتسامحة وحالتها العاطفية والوجدانية اتجاه الأطفال والأوضاع الاجتماعية السائدة، وخوفها العام من تفكك أسرتها وضياع أبناءها، وبالإضافة لتوجيه دار المرأة لها، وفترة الصلح التي تعطي للتراضي بين الزوج والزوجة من شهر لثلاثة شهور لعودة الهدوء إلى حياة الزوج والزوجة بعد الخلاف، وإمكانية حل الخلاف القائم بالتفاهم والتراضي وسعة صدر الأهل، والتركيز على دور الأطفال في تحقيق التقارب بين الطرفين.