التصويت للعدالة والتنمية جواز سفر إلى الجنة

غاندي إسكندر –

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في تركيا المزمع إجراؤه في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري؛ ارتفعت نسبة التوتر في صفوف ومؤيدي العدالة، والتنمية الحزب الحاكم في تركيا، وعلى رأسهم رئيس الحزب رجب طيب أردوغان؛ هذا الحزب الذي يتبع السبل كافة؛ لتحقيق مراميه المتمثلة في السيطرة على معظم مفاصل الدولة، ولعل أهم خطاب يعتمده الحزب في الترويج للائحته الانتخابية هو التأثير على عقول ومشاعر البسطاء من الشعب من خلال العزف واللعب على الوتر الديني الذي يعد أكثر الأوتار حساسية والتي من خلالها يمكن أن يُقاد المستهدف لتحقيق أهداف معينة فاستثمار القرآن، واستخدام السنة، والسيرة النبوية من أجل السيطرة على عقول الناس، واعتلاء المناصب، والمراكز هو لسان حال قيادات العدالة والتنمية هذه الأيام، فلا ينفك معظم المتنفذين في العدالة والتنمية؛ بغية السيطرة على الشارع التركي من استعمال الدين واتخاذه قناعا لسياستهم المتبعة. وقد وصلت بهم حالة التخبط والخوف من خسارة الانتخابات بأن يقول أحد أنصار أردوغان في لقاء تلفزيوني “من يصوت لحزب العدالة والتنمية؛ سيدخل الجنة ومن يصوت للأحزاب المعارضة سيدخل النار” وقد قال صلاح الدين أونو عضو حزب العدالة والتنمية، ورئيس غرفة تجارة أزمير: “من لا ينتخب حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية القادمة سيحل عليه غضب من الله”، فالحالة المزرية التي يمر بها الاقتصاد التركي وارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع سعر الليرة التركية أمام العملات الأجنبية جعلت الحزب الحاكم يتخبط يمنة، ويسرى فيلجأ إلى أئمة المساجد للاستنجاد بفتاويهم، ومن ناحية أخرى يتبع سياسة كم الأفواه، وإسكات المعارضين من مناصري حزب الشعوب الديمقراطية وكل شخصية وحزب يناصر الحقيقة  وعمد إلى إغلاق الصحف وزجَّ بالعديد من الصحفيين في السجون، وكذلك القيام بسلسلة إقالات ضد عُمَد القرى فقد أقالت السلطات التركية 259 عمدة حي، وقرية جماعياً بزعم ارتباطهم مع الإرهاب، وسلوكيات لا تتفق مع طبيعة الوظيفة، فغاية الفوز بالانتخابات تبرر لهم جميع الوسائل، فالرئيس التركي من أجل تثبيت حكمه يناضل باستمالة في معاداة الحقيقة دوماً، ويستغل شماعة الانقلاب المزعوم مدعيّاً بأن تركيا تعاني من الإرهاب وهناك تهديد لأمنها القومي فيتشدق بهذه النغمة باستمرار من أجل صرف أنظار الناخبين عن المشكلات اليومية فزعم أردوغان في تجمع انتخابي في مدينة عينتاب أن القوات الأمنية التركية تمكنت من إحباط مخطط إرهابي لتلطيخ الانتخابات المحلية التركية بالدماء، ومن أجل السيطرة واستمالة القوميين الأتراك إلى جانبه قال أردوغان في إحدى خطبه: “لا يوجد في تركيا جغرافية باسم كردستان، ومن أراد أن يعيش في كردستان فليذهب إلى شمال العراق” وتتعدد أساليب العدالة والتنمية من أجل الظفر بأصوات الناخبين، فهناك العديد من المؤشرات والمصادر التي تؤكد لجوء الحزب إلى التزوير، فقد بين أوزجو أوزيل من حزب الشعب الجمهوري لوكالة الأنباء الألمانية أن هناك زيادة غير عادية في عدد الناخبين في بعض المحافظات مقارنة بالانتخابات الرئاسية، والبرلمانية الماضية، فمن المخالفات وجود عدد غير واقعي للناخبين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم فوق سن الـ100عام وهو أمر يثير الشكوك، وقام المجلس الأعلى للانتخابات بإلغاء تسجيل 56495 ناخباً؛ بسبب الإدخال الوهمي مقارنة بـ736 ناخبا في انتخابات حزيران، فعندما يقال بأن جميع الطرق تؤدي إلى مكة؛ فإن العدالة والتنمية خير من يطبق هذا المثل بلجوئه إلى طرق الأبواب كافة (الدين، لقمة الناس، القتل، زج الأحرار بالسجون، وكسر الأقلام ….الخ) التي تجعله يظفر بالانتخابات ويعزز من الدكتاتورية.ش