لتصدح حناجرنا دولياً “معاً من أجل العفرينية”

بيريفان خليل –

الأحداث في عفرين أظهرت أطماع الدول الاستعمارية في احتلال أراضيها المفعمة بالسلام، فأرض الزيتون أصبحت لقمة شهية الكل يرغب في تناولها وكانت الأطماع التركية في المقدمة حيث تآمرت كثيراً مع جهات عدة محاولة بشتى الوسائل الاستيلاء عليها واحتلالها طبعاً هذه المحاولة لم تكن وليدة البارحة فتخطيطها لاحتلال عفرين كان منذ زمن بعيد، ليس عفرين فقط فهي تسعى للسيطرة على الأراضي السورية بأكملها خاصة الشمال السوري كون الطامع لا يشبع من جزء واحد من الأراضي؟

تمكن الاحتلال التركي من احتلال عفرين بأعماله الوحشية من قتل واغتصاب وخطف للمدنيين خاصة النساء، هذا عدا محاولته تجريد أهالي عفرين من كرديتهم وثقافتهم وهويتهم راغباً في تتريك المنطقة، وتغيير خارطة عفرين ديمغرافياً.

كما ذكرنا آنفاً كانت المرأة العفرينية هي الأكثر معاناةً فعدا تهجيرها قسراً وتجريدها من هويتها كانت تمارس بحقها أبشع وسائل العنف من قتل وخطف واغتصاب، ولكن لن ننسى مقاومة أهالي عفرين وعلى رأسها المرأة العفرينية ضد المحتل التركي، فقد بقيت متشبثة بأرضها، أرض السلام، بلد الزيتون إلى أن وجدت بأن لا حل أمامها سوى اللجوء إلى المناطق الآمنة  كما في الشهباء علماً أن البعض منهن بقين يقاتلن في صفوف وحدات حماية المرأة هناك في عفرين حتى الوقت الحاضر وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على صمودها في المقاومة وقوة إرادتها التي تلين أمام الاستعمار التركي.

وفي المخيمات التي تم افتتاحها في الشهباء لمهجري عفرين ظلت المرأة صامدة بقوتها ومقاومتها، تسعى للعودة إلى الديار في عفرين ليس هذا فحسب بل تتحدى الظروف في المخيمات خاصة في الأجواء الشتوية لتبرهن أنها ستتحدى كل الظروف في سبيل العودة إلى عفرين مجدداً.

كل هذه السيناريوهات نقشت في المنتدى الدولي للتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي الذي عُقد مؤخراً على الأراضي السورية في الشمال السوري، فمشاركة المرأة كان لها صدى حيث أضفت الطابع النسائي على المنتدى والأهم من ذلك أن النقاش حول المرأة العفرينية كان موضوعاً أساسياً ففي إحدى المحاضرات التي تم إلقاؤها في المنتدى كانت عبارة عن وصايا لحماية المرأة العفرينية والأخذ بيدها ومساندتها ودعمها، فما قدمته العفرينية ليس بالشيء الهين كونها عاشت الحرب ولازالت تعيش وهي تقاوم لا الخوف ولا الجشع يحدان من إرادتها.

وعندما نجد هذه العظمة لدى المرأة العفرينية علينا بالاتحاد النسوي لأنه وحده الاتحاد ينتصر فعندما نتحد كنساء سوريات من أجل أن نكون صوت المرأة العفرينية وصوت كل امرأة سورية تعيش في المعاناة والذل عندها سنحقق النصر ولن نبقَ مهمشات، بل سيكون لنا تاريخ حافل بالإنجازات تُوثق فيه صور لمقاومة المرأة وتاريخها العريق في ظل تحديها للعدو الذي يحاول طمس حريتها وحرية شعبها وتجريدها من هويتها، بعبارة “لنتحد من أجل العفرينية” نستطيع تحقيق مبتغانا كنساء سوريا، فلنبادر بهذه الخطوة نحو غداَ مشرق للمرأة العفرينية.