مثنى المحمود/ تل كوجر ـ
سوق شعبي لبيع المواشي في قرية القلعة، يستغله المواطنون في بيع بضائع أخرى، ويعتبر من أهم الموارد الاقتصادية لسكان منطقة تل كوجر في إقليم الجزيرة، كما أنه منصة تواصل بين التجار والزبائن، ويساعد على الارتقاء بالحالة الاقتصادية للكثيرين في تل كوجر وما حولها.
تشهد قرية القلعة الواقعة في ريف تل كوجر، سوقاً شعبياً يقام يومياً من الصبح حتى الظهيرة، وفي هذا السوق العديد من البضائع أهمها المواشي على أنواعها، ويرتاده تجار من عدة مناطق وزبائن كثيرين كما يشهد عدة نشاطات أخرى غير تجارة المواشي.
نشاط غير محدود
لا يقتصر عمل السوق فقط على بيع المواشي، إنما هناك من أخذ على عاتقه توريد مواد أخرى أبرزها بيع الأعلاف إضافة إلى بائعي الخضار المتجولين الذين وجدوا في سوق القلعة فسحة لبيع بضاعتهم دون الحاجة للتنقل كثيراً بين القرى، حيث يقول علي المجول وهو بائع خضار: “لقد وفرَ عليَّ السوق الكثير من العناء حيث كنت مضطر إلى قضاء يومي كله أجوب القرى والحارات حتى أبيع بضاعتي، أما الآن أصبحت أقصد السوق واستقر فيه دون حاجة إلى البحث كثيراً، وكما أن هذه العملية وفرت علي مصاريف النقل والمحروقات التي كنت أخسرها جراء التنقل من قرية إلى أخرى، وانعكس هذا التوفير على الأسعار لدي حيث أصبحت غير مضطر لزيادة السعر لسد احتياجات السيارة التي استقلها أثناء التنقل سابقاً”.
يشهد السوق تواجد بسطات لبيع الثياب المستعملة، إضافة إلى أن بعض الأطباء البيطريين قد فتحوا فروع للصيدليات والعيادات البيطرية داخل السوق.
حركة واسعة
يقصد السوق ما يقارب الخمسة آلاف شخص يومياً، تختلف أعمالهم، وذلك حسب قدرة كل منهم، وهناك من يعمل بصفة دلّال ومهمته هي العمل وسيط بين البائع والمشتري، غالباً يكون للدلال مكان مخصص داخل السوق يقلب به رزقه، يقول حسين رميض نويديس وهو دلّال في سوق القلعة أن عمله يُدخِل له يومياً ما يقارب عشرين ألف، ولكن أحياناً تكون الخسارة أيضاً مشابهة للمبلغ الذي يجنيه، حيث لا يكتفي نويديس بلعب دور الوسيط إنما يحاول في بعض الأحيان بيع وشراء الأغنام التي قد تُربحه أحياناً وتعرّضه للخسارة بنفس الوقت. إضافة إلى كل هؤلاء هناك من يشتري الأغنام ويبيعها بطريقة مختلفة وهم الجزارون الذين يقصدون السوق لشراء المواشي التي تدر لهم لحماً حيث يقومون بذبحها وبيعها داخل السوق وأحياناً أخرى يأخذون اللحم إلى محلاتهم في القرى والبلدات المجاورة.
حركة مستمرة
عند سؤالنا عن الإقبال على السوق من الناس وكيفية التعامل داخله أجابنا المواطن أحمد مطر الحمود وهو تاجر من قرية تل علو يعمل في مجال تجارة المواشي منذ عشرين عاماً وأكثر، يقول الحمود أن “للسوق ظروف خاصة وعوامل تأثر على سير العمل داخله، أهمها المعابر الحدودية”، حيث يضيف أن “فتح المعابر وأهمها معبر سيمالكا يزيد من حركة البيع والشراء، أما قلة الأمطار تجعل من سعر المواشي منخفضاً جداً، ويشير إلى إن أسعار المواشي لا تتأثر بالدولار مثلاً بقدر تأثرها بمسألة هطول الأمطار من عدمه، حيث تشكل ظاهرة الجفاف تهديداً بانخفاض منسوب الأعلاف وارتفاع أسعارها ما يؤثر سلباً على أسعار المواشي ويجعلها بضاعة غير محببة، بينما هطول المطر ينشط السوق ويزيد من الإقبال عليه من قبل التجار والزبائن.
ويضيف أحمد السائر وهو تاجر يرتاد السوق منذ أكثر من خمس سنوات، أن سوق القلعة يمثل حالة تجارية مفيدة للمنطقة عموماً، حيث يقول إنه كان مضطراً سابقاً إلى تكبد عناء الذهاب إلى أسواق قامشلو للبيع والشراء، أما الآن مع وجود سوق القلعة وفر على نفسه مشقة الذهاب والإياب إضافة إلى توفير مصاريف التنقل إلى قامشلو وعناء الطريق الطويل الذي يتطلب وقتاً وجهداً.
يستمر العمل داخل السوق يومياً حتى الظهيرة ثم ينصرف الأهالي إلى أعمالهم الأخرى، وهذا ما فتح الباب لبعض الأشخاص بالعمل في مكان آخر ومنهم فيصل الأحمد الذي يأتي صباحاً إلى السوق يقلّب رزقه فيه ثم ينتقل بعد الظهر إلى الحسينية حيث يعمل هناك مدرّساً في مدرسة الحسينية، يقول فيصل إن السوق يمنحه دخل إضافياً يساعده على تخطي الأزمات الاقتصادية التي قد يمر بها أي مواطن وخصوصاً في الوضع الراهن للبلاد.
