غضب نسائي ومجتمعي صاخب في جل آغا تنديداً بمقتل نوجين

جل آغا/ غزال العمر –

جريمة نكراء بحق المرأة والإنسانية؛ ارتكبها رجل سبعيني بريف ناحية جل آغا الشمالي والضحية فيها أمٌّ لأربعة صبيةٍ صغار؛ رحلت أمهم وسندهم برصاصات غدرٍ وغلٍّ وحقدٍ وتسلطٍ ذكوري دفين.

جريمةٌ تمس كلّ امرأةٍ تنادي بالحرية وتطالب بحقوقها وتدفع ثمنها كلّ يوم بمحاربة ومجابهة مجتمعٍ لا يزال يعيش في سلطويته الذكورية النابعة من الفكر الفاسد الذي يصغر ويقلل من أهمية وقيمة المرأة كعنصر فعال وحقيقي في مختلف مجالات الحياة، وبهذا الصدد أدانت نساء ناحية جل آغا وريفها الجريمة البشعة التي حدثت في قرية ديرنا آغي بشمالي ريف الناحية بحق امرأة شابة تدعى نوجين محمد علي يوسف التي انطفأت شموع عمرها السبعة والعشرين بثلاث طلقات على يد الجاني، والد زوجها.

“العنف ضد المرأة عار على جبين الإنسانية”

 صحيفتنا تابعت أبعاد هذه الجريمة الشعواء والتقت بالإدارية في مؤتمر ستار ميادة خلف رمضان التي أدانت هذه الجريمة في بداية حديثها وقالت بأن هذه هي الرجولة التي يدعون وهذا هو الإجرام الذي يمارسون، متسائلةً باستهجان وغضب “هل من المباح قتل النساء عندما يطالبن بأبسط حقوقهن؟!”.

متابعةً بأنّهن كنساء مؤتمر ستار يقفن صفاً واحداً وينادين بصوتٍ واحد لإيقاف العنف ضد المرأة بكلّ أشكاله الجسدية من ضرب وتعذيب وقتل؛ والنفسية بكلّ ما فيها من ترهيب وتخويف وشتم وانعكاسات وآثار مؤذية لأنوثتها.

منوهةً بأن هذه الجريمة التي حدثت بتاريخ ٢٣/3/2021م ما هي إلّا استهزاء بحقوق المرأة وحرمان لها من أبسط حقوقها في الحياة والعيش بكرامة، وتابعت: “العنف ضد المرأة عار على جبين الإنسانية”.

مؤكدةً بأنهن كنساء مؤتمر ستار وباسم ناحية جل آغا وريفها ينددن بما حدث للأم الشابة نوجين محمد علي يوسف، ويطالبن بإنزال أقسى العقوبات ضد هذا المجرم الذي سولت له نفسه إنهاء حياة أم كان كل همها الحصول على حقها وحق أولادها بالمصروف المخصص لهم للعيش بكرامة، وذلك بعد أن حكمتها الظروف للعيش مجبرة مع عائلة زوجها الذي بعث العائلة لزيارة أهله، ثم ماطل في إرجاعهم إليه لباشور كردستان ليتزوج زواجاً ثانياً، مما أثار حفيظة المغدورة وحفزها لتطالب بحقوقها ونفقة أولادها.

قضيتها لم تكن مهمشة

  هذا وصرحت الإدارية في مؤتمر ستار ميادة رمضان بلقائنا الخاص معها بأنّ “المغدورة قدمت شكوى في أواخر ٢٠٢٠ ، وتم متابعة أمرها وتحويل القضية لدار المرأة وتم التنسيق بين المؤسستين وقمنا بثلاث زيارات للصلح وحل الخلاف بشكل سلمي يرضي الطرفين”.

وتمنت في نهاية حديثها أن تتخذ أقسى العقوبات بحق الجاني كي يصبح عبرة لغيره ورادعة لكل من تسول له نفسه بالنيل من حق المرأة بالحياة.

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن ملابسات الجريمة؛ حدثتنا الإدارية في دار المرأة بناحية جل آغا هدى العلي التي أكدت بأنّ الأمور كانت تمشي لصالح نوجين محمد علي يوسف والمحكمة كانت قد أقرت بإصدار حكم بالنفقة وإلزام أهل زوجها بها، وكان هناك نية لتوظيفها كعضوة في مؤتمر ستار بكيشكة لتستطيع حماية نفسها والاكتفاء مادياً، وذلك نظراً لما كان يقتضيه وضعها المعيشي الصعب.

“قتل النفس محرم شرعاً وقانوناً”

 مبينةً بأنّ قتل النفس محرم شرعاً وقانوناً أيّاً كانت المبررات، ويجب تجريم كلّ من يقوم بهذا الفعل، وزادت: “نرجو ألا تسجل القضية بدافع الشرف أو الدفاع عن النفس لتخفيف الحكم عن الجاني، بهذه الطريقة يدافع دائماً المجرمون عن أنفسهم عندما تكون الضحية امرأة، وهذا أمر غير منطقي ولا يجوز”.

وتمنت إدارية دار المرأة هدى العلي بأن “يتخذ القانون مجراه بالشكل الأمثل وينال كل مجرم ما اقترفت يداه من شنيع الأفعال وأرذلها؛ وكلنا ثقة كنساء في شمال وشرق سوريا بالقوانين المنصفة التي تنصر المرأة من قبل الإدارة الذاتية التي تدعم المرأة بكل جوانب الحياة العملية والإنسانية والاجتماعية”.

عنف يطال المرأة والنيل من حريتها وحقها أن تعيش بكرامة، ويحاول بعض ضعاف النفوس النيل منه ليبقى عار الإجرام يلاحقهم طوال حياتهم.