عزوف عن شراء اللحوم والماجي أفضل الحلول

الشدادي/ حسام دخيل ـ

عزف الكثير من الأهالي عن شراء اللحوم الحمراء ولحوم الفروج واعتبروها من الكماليات في الوقت الراهن بسبب ارتفاع أسعارها.

بعد الهبوط الكبير في قيمة الليرة السوريّة، ووصول سعر صرف الدولار الواحد لقرابة الـ 5000 ليرة، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين, عزف قسم كبير من الأهالي عن شراء اللحوم الحمراء ولحوم الفروج بسبب ارتفاع أسعارها مقارنةً بالدخل اليومي للفرد الذي يُحسب بالليرة السوريّة, واعتبر أهالي مدينة الشدادي جنوب الحسكة أن اللحوم باتت من الكماليات ويصعب رؤيتها على الموائد في ظل الظروف الحالية.

ويقول المواطن عبد القادر الصالح عامل مياومة في ناحية الشدادي، لصحيفتنا “روناهي”: “إن دخلي المحدود لا يسمح لي بشراء اللحوم الحمراء، ولا حتى الفروج، حيث وصل سعر الكيلو الواحد من الفروج قرابة الـ 6000 ليرة سوريّة، بينما سعر اللحوم الحمراء وصل لحدود الـ 15000 ليرة للكيلو الواحد”، وأضاف بأن “سبب امتناعنا عن شراء اللحوم هو وجود حوائج أخرى ذات أهمية أكبر من اللحوم في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة, حيث ليس من الممكن شراء كيلو لحمة بـ 15000 ليرة، وترك المنزل بلا زيت أو سكر”.

ولفت الصالح بالقول على أن العديد من العوائل لجأت حالياً لشراء مكعبات الماجي (مكعبات مرق الدجاج) للتعويض عن نكهة اللحم في الطعام والتي نساها أكثر من نصف السكان على حد تعبيره.

بدوره قال فايز الناصر وهو معلم في سلك التعليم لدى الإدارة الذاتية: “إن اللحوم أصبحت من الكماليات، وخصوصاً في هذه الفترة بعد الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة السوريّة، وبات من الصعب على قسم كبير من الأهالي شرائها”.

أصبح ضيفاً شهرياً

ونوه الناصر على أنه في حال أراد شراء لحم الغنم فسوف يكون المبلغ المخصص لذلك بسيطاً جداً، بحيث لا يتجاوز الـ 7000 ليرة سوريّة، أي ما يعادل سعر أقل من نصف كيلو غرام, “ولا تتكرر هذه الوجبة سوى مرة واحدة في الشهر، وذلك بسبب غلاء الأسعار والتي بدورها لا تتناسب إطلاقاً مع المُرتب الشهري للموظفين بشكل عام”.

ويذكر أن العامل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية يتقاضى بحدود الـ 200000 ليرة سوريّة، أي ما يعادل 45 دولاراً أمريكياً في الشهر, فيما كان يعادل مبلغ 90 دولاراً قبل الانهيار الكبير في قيمة الليرة السوريّة.

فيما قالت المواطنة روضة الناصر وهي أم لسبعة أطفال: “إن لحم الغنم لم يدخل منزلي منذ قرابة العام، واضطرت لإلغاء العديد من الطبخات التي تعتمد على اللحم في تحضيرها، فيما اعتمدت بشكل كبير على البدائل التي قد تعوض النكهة فقط، مثل الماجي أو المرتديلا”.

الحركة الشرائيّة شبه معدومة

وبدوره قال محمد جمعة وهو صاحب أحد محلات الجزارة في الشدادي: “إن الحركة الشرائية في المحل تكاد أن تكون شبة معدومة، ويعود السبب إلى تقاضي أغلب الموظفين وعمال الأجرة اليومية مستحقاتهم بالليرة السورية، حتى بعد الانهيار الأخير الذي طالها مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد لحدود الـ 5000 ليرة سوريّة”.

ومع ارتفاع الأسعار الذي طال كافة السلع والمواد الغذائية تبحث أكثر العوائل عن حلول بديلة كنوع من التحايل لاستمرارية الحياة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

انعدام الأمن الغذائي

ويعاني أكثر من 12 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي في الفترة الحالية، والتي تعتبر هي الأسوأ منذ اندلاع الأزمة السوريّة في الخامس عشر من آذار من عام 2011 , بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي “wfp” الصادر في شهر شباط المنصرم.