No Result
View All Result
المشاهدات 0
رفيق إبراهيم-
آذار شهر الخير والبركة والعطاء، شهر الفرح والسرور والعيد والابتهاج، شهر عيد نوروز (اليوم الجديد)، وعلى الرغم من أنه تحول عبر السنين الماضية إلى شهر للأحزان لكنه بقي شهر العطاء والمقاومة، ففي آذار ارتكبت بحق الكرد مجازر بشعة من قبل الأنظمة الديكتاتورية والشوفينية وفي أجزاء كردستان الأربعة.
وإذا ما عدنا للوراء قليلاً سنجد بأن تاريخ الشعب الكردي مليء بالصفحات المظلمة التي لن تُنسى أبد الدهر، لأن الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على كردستان لم تترك مناسبة إلا وارتكبت من خلالها الموبقات والمجازر التي يندى لبشاعتها جبين الإنسانية. ولأن الكرد ومنذ أزمان بعيدة يحتفلون بعيدهم الوطني نوروز، عندما انتفض كاوا الحداد وقتل المجرم أزدهاك المستبد القاتل الذي عاث بالأرض فساداً وظلماً وجوراً، فما كان من ذاك الفتى النبيل العاقل القوي الذي وضع نصب عينه الانتقام للشعوب ضد الظلم والاستبداد والاستعباد، وكان له ما أراد بحلول الواحد والعشرين من آذار، يوم الخلاص، حينها أوقد نار نوروز إيذاناً بانبلاج فجرٍ جديد للحرية.
وشاءت الأقدار وبخاصة في السنين الماضية أن يجمع آذار بين الظلام حيناً والنور والحرية حيناً آخر، فكانت هناك أحداث ألبستها السواد، ففي ثمانينيات القرن الماضي ارتكب رأس النظام البعثي الفاشي في العراق صدام حسين مجزرة حلبجة، حيث ألقيت على مدينة حلبجة الكردية غاز الخردل وقنابل النابالم والفوسفور من طائراته الحربية، فاستشهد حينها ما يقارب خمسة آلاف وأصيب آلاف آخرون بإصابات مختلفة غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وبعدها بعدة عقود استهدف النظام البعثي الشوفيني في سوريا الكرد من خلال مباراة كرة القدم بين ناديي الجهاد من قامشلو والفتوة من دير الزور، وارتكب بحق الكرد مجزرة في آذار 2004، استشهد حينها عدداً من الشباب الكرد في محاولة لكسر إرادة الشعب الكردي في سوريا، لتكون الأساس لانتفاضة وثورة عارمة لقنت حكم البعث درساً في التضحية والفداء.
لكن نوروز سيبقى العنوان الأبرز لشهر آذار ومن خلال مقاومة ونضال كاوا الحداد الذي انتصر على التخلف والظلم والتسلط وغير مجرى التاريخ وألهب روح المقاومة في شعوب المنطقة، ومن هنا نؤكد بأن روح نوروز وشعلته لن تنطفئ وستبقى شعلة الحرية متقدة دائماً. لأن كاوا الحداد خلّف وراءه الملايين من الذين سلكوا دربه، وثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا مثال حقيقي ونتيجة حتمية لثورة نوروز العظيمة، هذه الثورة التي حققت أهداف شعوب المنطقة في الحرية والكرامة والمساواة والعدالة، وهي لم تكن انتصاراً للشعب الكردي فقط، إنما لجميع الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية، فتكاتفت لتكون كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ها هو آذار يلبس حلته الربيعية ليستقبل العيد الوطني الكردي بكل رحابة صدر، حيث أصبح هذا الشهر بمثابة الروح والجسد لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، وها هو نوروز يتجدد بتجدد المقاومة التي لم ولن تتوقف منذ إيقاد شعلتها من قبل المخلص كاوا الحداد، وها هم أحفاده سائرون على درب النضال يحملون شعلة نوروز ليقولوا للعالم أجمع نحن قادمون ولن نتراجع عن تحقيق أهدافنا في الحرية والخلاص.
No Result
View All Result