سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

يونس: القوى الخارجية تُدير الأزمة السوريّة لتحقيق مصالحها

قامشلو/ إيفا إبراهيم ـ

أوضح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة طلعت يونس بأن النظام الديمقراطي اللامركزي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السوريّة، ونوه بأن الإدارة الذاتية تُمثّل إرادة وطموح جميع الشعوب في شمال وشرق سوريا وتضمن حقوقهم.
المعارضة لا تُلبي الحالة الثوريّة السوريّة
حول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً معه وفي البداية تحدث يونس عن الثورة السوريّة ودخولها عامها الحادي عشر قائلاً: عشر سنوات مرّت على اندلاع الأزمة في سوريا، تاركةً خلفها الدمار والخراب والقتل والتشريد والتهجير للشعب السوري الذي كانت مطالبه العدالة والكرامة والديمقراطية في وجه النظام المستبد “النظام السوري”، الذي اعتمد على آلة الحرب والقمع بحق أبناء شعبه، ولا يزال إلى يومنا هذا متمسكاً بعقلية نكران وتهميش الآخر، ويعود هذا لعدم وجود قوى معارضة حقيقية تمتلك رؤية ومشروع يكون طليعة للحراك الشعبي وممثلاً لمطالبه العادلة.
وأضاف يونس بالقول: من خلال هذه الأزمة ظهرت عدة أطراف وأطلقت على اسمها “المعارضة” والمشكلة هنا أنها ارتهنت لأجندات الدول الإقليمية، وعلى رأسها الدولة التركيّة المحتلة التي عملت ولا زالت تعمل ما بوسعها لتحقيق أهدافها عبر هذه المجموعات المرتزقة والبعيدة عن طموحات الشعب السوري، مما زاد التدخّلات في سوريا، وتحولت سوريا إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدوليّة دون وجود أي إرادة دولية لإنهاء الأزمة السوريّة إنما سعت هذه القوى إلى إدارة الأزمة بمنطقها الذي يحقق لها المصالح، فالنظام السوري وعقليته الاستبدادية الشوفينية وأيضاً أطراف ما سُميت بالمعارضة والمجموعات المرتزقة المرتبطة بها يملكون ذات العقلية التي تحاول تحقيق أجنداتهم من خلال إطالة عمر هذه الأزمة، في ظل انعدام أي أفق للحل وإنهاء الأزمة في سوريا.
الإدارة الذاتية ضمانة لحل الأزمة السوريّة
وفيما يخص التدخّلات الإقليمية والدولية وصراعها على الأرض السوريّة تحدث يونس فقال: أصبحت سوريا ساحة صراع دولي حيث تسعى هذه القوى لتحقيق أجنداتها ومصالحها في المنطقة، محاولين إدارة هذه الأزمة وفق ما يناسب أجنداتها، هذا أيضاً سبب مهم في تعميق الأزمة مع عدم وجود توافق بين هذه القوى لإنهائها، ولحل الأزمة في سوريا على القوى الدولية المعنية تغيير أساليبها في التعامل مع الأزمة، ويجب أن تكون لها إرادة حقيقية في إيجاد الحلول، ومن الأمور العاجلة لتحقيق ذلك لا بد من إنهاء الاحتلال التركي للمناطق والمدن السوريّة ووقف آلة بطش الحرب والقتل، والدعوة إلى حوار سوري سوري حقيقي وبمشاركة جميع القوى التي تمثل إرادة الشعب السوري وتطلعاته.
وأردف يونس: على جميع القوى الدولية والإقليمية القيام بواجباتها ومسؤولياتها للعمل الجاد على إنهاء هذه الأزمة، واتخاذ تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية كمشروع حل لسوريا المستقبل، وعلى جميع القوى الديمقراطية في سوريا التوحد، والدعوة إلى الحوار للتوصل إلى التحول الديمقراطي في سوريا، لا يمكن إنهاء الأزمة في سوريا عبر وجود نظام مركزي لا يمثل إرادة جميع الشعوب في المنطقة ويضمن حقوقهم، كون نظام الدولة القومية القائم هو السبب الأساسي فيما نعيشه الآن من الأزمات المجتمعية التي نشهدها، لذلك؛ فإن النظام الديمقراطي اللامركزي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة، ويمثل إرادة وطموح جميع الشعوب ويضمن حقوقهم.
واختتم الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة طلعت يونس حديثه بالقول: الإدارة الذاتية الديمقراطية تجربة وبرهان حقيقي في شمال وشرق سوريا كمشروع ديمقراطي، تمثل الإرادة المجتمعية لجميع الشعوب والمشروع الوحيد القادر على حل الأزمة السوريّة وأزمات الشرق الأوسط.