روناهي/ عين عيسى ـ
طالبت مهجرات مخيم “كري سبي” المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية بتسهيل عودتهم إلى المناطق التي أخرجوا منها إثر احتلال بعض مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 2019، وتهيئة كافة الظروف لعودة آمنة بعد دحر المحتل التركي منها.
تسبب العدوان التركي بتهجير ما يقارب 100 ألف مهجر/ ـة من مناطق كري سبي/ تل أبيض وحدها، ويتوزع المهجرون قسراً في المخيمات الإنسانية والمدن الكبرى في مناطق شمال وشرق سوريا المحررة، ومنها مخيم مهجري كري سبي بالقرب من قرية تل السمن في الريف الشمالي للرقة.
ويطالب المهجرون قسراً المتواجدون في المناطق المحررة بضمان عودتهم إلى مناطقهم التي هُجروا منها، حيث يُعانون ظروفاً إنسانية صعبة بعد تهجيرهم من قبل الدولة التركية المحتلة بعد عدوانها بسبب تركهم لمصادر أرزاقهم، وسرقة ممتلكاتهم، في ظل الدعم الخجول من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في مناطق شمال وشرق وسوريا.
مطلبنا عودة آمنة..!
وبهذا الصدد أوضحت المهجرة هدلة باقي “مهجرة من بلدة سلوك المحتلة” بأنها اضطرت للخروج من بيتها مع عائلتها، وهي الآن تُعاني ظروفاً اقتصادية صعبة في المخيم لأنهم تعودوا على العمل والعيش على ما يعملون به، إلى جانب قلة فرص العمل وصعوبة تأمين مُستلزمات المعيشة الكثيرة، وتركهم لبيتهم الذي نهب على يد مرتزقة المحتل التركي.
وأضافت: “كنا قبل تهجيرنا نعمل في مجال الزراعة، حيث أننا كنا نمتلك أرضاً زراعية، وكنت أعيل أسرتي من مردودها، إلا أننا اضطرارنا إلى الخروج قسراً من أرضنا، وفقدنا مصدر رزقنا الوحيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ولم يكترث لحالنا أحد من منظمات المجتمع الدولي أو الدول التي تدّعي الإنسانية، ومراعاة القوانين الدولية بعد أن احتلت الدولة التركية أراضينا، ولم يضع أحد منهم حداً للجرائم التركية”.
وطالبت المهجرة هدلة في نهاية حديثها بالتفات المجتمع الدولي إلى مطالب المهجرين قسراً المتواجدين في المخيمات بمناطق شمال وشرق سوريا الذين دفعوا ثمناً باهظاً من التشرد، وذاقوا مرارة التهجير على يد الدولة التركية المحتلة، والعمل على ضمان عودة آمنة إلى بيوتهم وممتلكاتهم وأرزاقهم.
مقاومة ظروف التهجير بالإرادة
وبدورها أكدت المهجرة جوهر عيسى بأن الأهالي المتواجدين حالياً في المناطق المحتلة يقاومون الممارسات الوحشية للمرتزقة إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يفرضها المحتل التركي، وزادت: “ولكنهم يحتاجون إلى دعم ومساندة من قبل الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بعد انتهاكها من قبل الدولة التركية المحتلة”.
وبينت جوهر بالقول: “لم يعد بإمكاننا العودة إلى مناطقتنا لممارسة حياتنا المعتادة، وعلى الرغم من تواجدنا في المخيمات إلا أننا ننشد العودة عما قريب إلى بيوتنا، وأملنا كبير في تحقيق هذا المطلب”.
منوهةً بأنهم يقومون بتدبر أمورهم من خلال العمل كـ (عمال مياومة) داخل أو خارج المخيم أحياناً، ويواجهون صعوبات جمة في هذا الإطار في ظل الغلاء، وعدم توفر فرص عمل، وبالتالي لا يمكن تأمين عمل دائم أو حتى مؤقت يرفع عنهم ثقل معاناة تأمين احتياجات العائلة بحسب قولها.
وحثت المهجرة جوهر عيسى في نهاية حديثها المجتمع الدولي والدول المؤثرة بالضغط على الدولة التركية المحتلة حتى استعادة الأراضي التي احتلتها بعد عدوانها الأخير على شمال وشرق سوريا لضمان عودة آمنة إلى بيوتهم وممتلكاتهم بالسرعة القصوى، وإنهاء معاناتهم.
