معاً للحد من عمالة الأطفال في إقليم الجزيرة

تقرير/ ميديا غانم –

روناهي/ قامشلو – جلبت الحرب الدائرة في البلاد الويلات على فئات المجتمع كافة، ولعل الأطفال كانوا الأكثر تضرُّراً من كلِّ النواحي، حيث اتجه الكثيرون منهم للعمل وتركوا مقاعد الدراسة ولأسباب مختلفة، ولهذا السبب يتم استغلالهم من قبل أصحاب المحلات، مما استدعى في بداية العام الحالي تشكيل لجنة متابعة مؤلفة من العديد من الجهات للحدِّ من ظاهرة عمالة الأطفال، ولكنها توقفت بسبب الهجوم واحتلال عفرين، والآن تستعد مجدداً للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

يتم استغلال هؤلاء الأطفال وبخاصةٍ في المناطق الصناعية من قبل أصحاب المحلات ويعملون لساعات طويلة مقابل أجرٍ متدن، ناهيك عن أن هذه الأعمال تكون شاقة وغير مناسبة لأعمارهم الصغيرة، وتشكل خطراً جدياً على حياتهم وصحتهم الجسدية، وطبعاً هذا غير تعلمهم التدخين والكثير من الأمور غير الأخلاقية، وكل ذلك يأتي على حساب تركهم لطموحهم وأحلامهم وتحطيم مستقبلهم، مع تبرير بعض الأهالي بعدم وجود من يعيلهم، ومنهم بحجة أن طفلهم لا يفقه في التعليم ولا يحب الدراسة.

 توجهنا قبل أشهر لمنطقة الصناعة في قامشلو والتي كانت وما تزال تعج بالأطفال، الذين كانوا يعلمون بأعمال تفوق قدرتهم الجسدية، وكان أصحاب المحلات يختلقون لنا العديد من الحجج فالبعض منهم كان يقول: إنَّهم لا يستقبلون أحداً، ويزعمون أنَّ هؤلاء هم أبناؤهم ويعلمونهم مهنة خلال فترة العطلة الصيفية فقط، والتقينا أيضاً هناك البعض من الأطفال الذين كانت حجتهم حاجتهم للمال لإعانة أسرهم وغيرها الكثير من الحجج الواهية.

وكما ذكرنا في بداية حديثنا: تم تشكيل لجنة للحد من ظاهرة عمالة الأطفال ونجحت في عودة العشرات من الأطفال لمقاعد الدراسة وتأمين العمل لعوائلهم مقابل عودتهم للدراسة، وقبل توقف هذه اللجنة عن العمل بسبب احتلال عفرين، ورغم كل الخطوات؛ فما زال هناك الكثيرون من الأطفال يعملون هكذا وما زال استغلالهم مستمراً حتى الآن، لذلك عادت هذه اللجنة لتتفعل من جديد، والبداية ستكون بزيارة الأمكنة التي تستغل الأطفال للعمل فيها، وكذلك زيارة أسرهم بغية حل هذه القضية التي تشكل خطراً محدقاً بحياة ومستقبل الأطفال في الإقليم.

 ونودُّ الإشارة إلى أنَّ هذه الجهات التي تكفَّلت بالحد من هذه الظاهرة هي: هيئة العمل والشؤون الاجتماعية، التربية والتعليم، المرأة, الشباب والرياضة، بالإضافة لمكتب حقوق الأنسان، ومكتب شؤون المنظمات، وأيضاً لجنة الكادحين، وهذه الخطوة بدأت من جديد بجهود كبيرة من قبل هيئة العمل والشؤون الاجتماعية والتي قدمت مشروعاً وهو كالتالي:

 ـ القيام بحملة إعلامية لتشجيع الأطفال على الدراسة وعدم التسرب من المدرسة.

ـ دعم مادي لعوائل الأطفال الفقيرة لمساعدتهم على عودة أطفالهم إلى المدارس في حال كان الطفل هو المعيل لعائلته.

ـ إلحاق الأطفال غير الراغبين بالدراسة والذين تجاوزوا المرحلة الابتدائية بمراكز المهن لتعلُّم مهنة معينة وفق شروط محددة.

ـ حملة توعية من خلال إلقاء محاضرات لعوائل الأطفال العاملين وأصحاب المحلات الصناعية ونشر بروشورات للتوعية.

ـ إصدار القوانين الجزائية بحق عمالة الأطفال سواء أكان من الأهل أم من أرباب العمل.

ـ التزام هيئة التربية والتعليم بمساعدة الأطفال الذين سيعودون إلى الدراسة من النواحي كافة.

وهذه الخطوة ستلاقي النجاح  وستصل إلى هدفها المنشود في حال تكاتف الأهل والمجتمع مع اللجنة والهيئات والمكاتب القائمة على الحد من هذه الظاهرة، وإلا لن نشهد المستقبل الباهر لأطفالنا، وسوف يبقون ضحية ضعاف النفوس لاستغلالهم بأبشع الطرق والأساليب المؤذية.