الهلال الذهبي.. ريادة في إحياء الفلكلور الشعبي

قامشلو/ ليلاف أحمد –

تولي حركة الهلال الذهبي بقامشلو دعم المرأة وترسيخ دورها حاضراً ومستقبلاً أهمية كبرى، وذلك من خلال الفعاليات المستمرة للتوعية والبرامج المتمثلة بإحياء التراث وأهمية الحفاظ على الثقافة وتوارثها للأجيال القادمة.

تعد حركة الهلال الذهبي في مدينة قامشلو الخاصة بحركة المرأة وتوعية المجتمع خطوة تقدمية أنقذت الثقافة الكردية من موجات النسيان، ولا سيما تلك الثقافة المتعلقة بالمرأة، وتناقلها للأجيال القادمة، حيث لها الأولوية القصوى لدعم المرأة وترسيخ دورها في المجتمع؛ وفضلاً عن ذلك كان لتأسس الهلال الذهبي الذي افتتح بشكل رسمي عام 2017 خطوة ناجحة على الصعيد التوعوي من جهة ومن جهة أخرى لإحياء الفلكلور الشعبي.

دعم المرأة والتعاطي بإيجابية

وللتعرف أكثر على عملهن حدثتنا عضوة حركة الهلال الذهبي بقامشلو براء حسن عن أهم الأهداف منه، وعن الصعوبات والتحديات الذي شهدتها المرأة في الفترة السابقة، وقالت: “التوتر، والذهنية الذكورية السائدة، وسوء العلاقات الاجتماعية، انعكست سلباً على صحة المرأة ونفسيتها وتطورها، وبالتالي فإنه من المهم تمكين المرأة بالمهارات، وإظهار الفنون المحبذة لديها، وذلك لموازنة عجلة حياتها، واستمرارها بما يسهم في تعزيز الصحة البدنية والنفسية معاً”.

ومن الجانب السيكولوجي أوضحت براء أن الهلال الذهبي يعتبر مركزاً داعماً لتقديم الصحة النفسية والاجتماعية للمرأة ولا سيما المرأة الشابة، بما يمكنها من الموازنة في عجلة حياتها والتعاطي بإيجابية مع التحديات الراهنة استناداً إلى مرتكزات عدة، أهمها خروج المرأة من الجانب المألوف مما تعانيه من العادات والتقاليد البالية، فوفرت الحركة فرصاً مهمة للتواصل والإرشاد بهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لتبرهن أن المرأة فاعلة ونشطة بإعطائها دروساً تعليمية للحياة اليومية بهدف تمكينها واكتسابها المعرفة الكاملة حول المجتمع.

وأشارت براء من خلال حديثها إلى الهدف الأساسي من تأسيس المركز بقولها: “كان من ضمن الأهداف لتأسيس حركة الهلال الذهبي الارتقاء بالفن، وإحياء التراث الكردي العريق من نواح عدة بدءاً من المحافظة على اللغة الفصيحة بالغناء من مثل ذلك أغاني “عيشة شان ومريم خان”، والتراث القديم الذي يحمل طابعاً خاصاً كالزي الكردي، والتعريف به من خلال نشاطات تقدمها المرأة للتعريف بالثقافة الكردية لدى جميع أطياف المجتمع.

منوهةً بأن هذه الجهود تبلورت لتشمل أحد أهم الأقطاب للنهوض بالمرأة على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا كالحسكة وكوباني والعديد من المناطق الأخرى، والذي أطلق تحت مظلته العديد من البرامج مثل: “كان يا مكان” الذي يحاكي حياة المرأة وقصصها وبطولاتها الفنية بغية تسليط الضوء عليها، والعديد من المسرحيات التي تندرج تحته والتعبير عما تعرضت له المرأة من تحديات وعقبات لتحولها إلى فرص، والضغوطات إلى عطاءات، محملة بنتائج إيجابية في ظل الظروف الراهنة.

الحفاظ على الموروث الثقافي

 موضحةً بأن المبادرات التوعوية بثقافة المرأة في شمال وشرق سوريا ظهرت بنتائج إيجابية على جميع أطياف وفئات المجتمع كافةً ولاسيما المرأة الشابة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على محيطها الأسري والمجتمعي من جهة، ومن جهة أخرى إلى جانب المساهمة في إنجاح تجربتي العمل لذاتها، والتعليم للأجيال الراهنة والمستقبلية.

اختتمت عضوة حركة الهلال الذهبي بقامشلو براء حسن براء حسن حديثها: “نعمل جاهدين كحركة الهلال الذهبي في مدينة قامشلو وغيرها من المناطق في إنماء فكر المجتمع، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي والفلكلور الكردي، ونهج قيادة المرأة ورفد طموحها ونفسيتها لتصل للتحقيق الذاتي وبناء مجتمع ديمقراطي”.