منبج/ آزاد كردي ـ
أعلنت مؤسسة الزراعة في مدينة منبج وريفها عن الشروع في توزيع المادة العلفية على مربي المواشي بعد الطفرة الخيالية التي أصيبت بها جراء ارتفاع الدولار إلى جانب قلة سقوط الأمطار.
يشهد قطاع الثروة الحيوانية الذي يعد مصدراً أساسياً للدخل لكثير من الأهالي في شمال وشرق سوريا تأثراً ملحوظاً في تضاءل أعداد المواشي فضلاً عن ارتفاع أسعارها بشكل غير متوقع، وحدث الارتفاع مصحوباً إلى جانب مجموعة من الظروف المحيطة بها أبرزها؛ امتداد الحرب السوريّة المستمرة على مدى تسع سنوات خوفاً من تقلبات الوضع السياسي مما دفع مربو الثروة الحيوانية للعزوف عن تربية الأعداد الضخمة لفقدان ظروف الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى فقدان أصولهم المنتجة من الثروة الحيوانية نتيجة غلاء أسعار الأعلاف واللقاحات والعلاج البيطري، مما اضطر معظمهم إلى بيع مواشيهم بأسعار زهيدة من أجل تأمين احتياجات أسرهم.
تحديات جسيمة تحيط بتربية المواشي
هذه التحديات العصيبة وغيرها التي تواجه مربي الثروة الحيوانية دفعت اللجنة الاقتصادية إلى التحرك سريعاً لمواجهة تأثيراتها الارتدادية قبل خروجها عن السيطرة وازدياد مخاطرها ليس على مربي الثروة الحيوانية فحسب، بل على المجتمع عموماً.
ولمعرفة المزيد، التقت صحيفتنا “روناهي” بالإداري في مكتب الثروة الحيوانية التابع لمؤسسة الزراعة في منبج وريفها؛ إسماعيل عبد العزيز حيث قال: “بالطبع، إن الظروف السائدة التي تحيط بمربي الثروة من غلاء العلف وقلة الأمطار في هذا الموسم، دفعت مكتب الثروة الحيوانية التابع لمؤسسة الزراعة التابعة للجنة الاقتصادية أن يتخذ قراراً بدعم مربي الثروة الحيوانية بكميات جيدة من مادة النخالة بأسعار رمزية جداً باعتبار أن مكتب الثروة الحيوانية أو المؤسسة كليهما من المؤسسات الداعمة للفلاحين ومربي الثروة الحيوانية معاً”.
توزيع الكميات بانتظام
وأضاف عبد العزيز: “قام مكتب الثروة الحيوانية بالتنسيق مع شركة تطوير المجتمع الزراعي في منبج وريفها؛ بهدف تخصيص الكميات المطلوبة لمربي المواشي، وبناءً على ذلك خُصصت كمية 80 طن يومياً من المادة العلفية لمكتب الثروة الحيوانية وتوزع الكميات وفق جداول مخصصة بانتظام للخطوط، لكل خط من الريف يوم محدد حيث سيكون التوزيع بشكل دوري”.
واختتم الإداري في مكتب الثروة الحيوانية؛ إسماعيل عبد العزيز حديثه بالقول: “لقد خُصص بعد ذلك الدعم المطلوب إلى مكتب الثروة الحيوانية من أجل منح مربي الثورة الحيوانية كمية 700 كيلو غرام لكل 35 رأس من الأغنام، أي عشرة كيلو للرأس الواحد في الشهرين، أما للأبقار فلكل خمس بقرات يمنح واحد طن، أي 200 كيلو للرأس الواحد في الشهرين”.
احتكار جشع
وشهد العام المنصرم والحالي أيضاً انهيار للعملة السوريّة مقابل الدولار الأمريكي الأمر الذي أصاب جميع السلع والبضائع التي في السوق التضخم بما في ذلك المواد العلفية التي تعتبر عماداً لتربية المواشي أو الدواجن وتأثر بذلك المربي والكثير من المهن الأخرى التي تعتمد في نظام عملها على منتجاتها من اللحوم أو الحليب، ولكن؛ هذه الصعوبات التي تحيط بتربية المواشي دفعت بعض المربين إلى التخلص من مواشيهم ببيعها في الأسواق أو إلى المسلخ البلدي بعد أن وصلت المادة العلفية إلى حدود 900 ليرة سورية للكيلو الواحد، ومع بدء سريان العمل على دعم المربيين من خلال تزويدهم بالمادة العلفية منذ وقت قصير استطاع هذا الدعم الممنوح من المؤسسة الزراعية لمربي المواشي كسر الاحتكار الذي صنعه التجار الذي برز جلياً بانخفاض سعر المادة العلفية في السوق السوداء إلى قرابة 700 ليرة سورية.
وفي هذا السياق، التقت صحيفتنا بالمواطن؛ عبد العزيز الخلف الذي قال: “إن هذه الخطوة ممتازة وهي في الاتجاه الصحيح للتخفيف عن معاناة مربي المواشي الذين أصبحوا بين مطرقة ارتفاع أسعار العلف وبين سنديان متطلبات الماشية من الغذاء، ومما لا شك فيه أن توفير العلف في هذا الوقت ضروري بعدما لجأ التجار إلى احتكار المادة العلفية من خلال تخزين الفائض منها في مستودعات أخرى غير التي تباع بمحلاتهم في السوق”.