سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صناعةٌ البسط… حرفة تراثيَّة بسيطة غَيَّبتها الآلة والصّناعات الحديثة

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

تُعتبر صناعة البسط من التقاليد الشعبيّة القديمة والعريقة في مدينة الرقة، ومُرتبطة ارتباطاً شديداً بالحياة
الريفية، وتقاليدها الزراعيّة، وتربية المواشي، وسلوك معيشتها التي توارثتها الأجيال في هذه المنطقة حتى فترة زمنيّة قريبة إلا أنَّها بدأت بالانقراض تدريجياً بسبب عدة عوامل، منها انتشار الآلات الحديثة المُتواجدة حالياً.
وقصة هذه الصناعة ترويها لنا مريم الإبراهيم من قرية (كسرة شيخ الجمعة) وهي إحدى القرى المشهورة تقع على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بالقرب من مدينة الرقة، ويُقال أنَّها سميت كذلك لانكسار المياه فيها ونسبةً لوجيه القرية فيصل شيخ الجمعة، حيث يعيش أيضاً أجدادها وأقرباؤها الآخرون منذ أكثر من مئة سنة.
كانت القرية حتى سنة 1980 قرية ناشئة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها عشرات الأشخاص، يعيش أهلها على الزراعة ورعي الأغنام، خبزهم من حصاد القمح والشعير الذي يزرعونه كل عام في أرض يملكونها على ضفاف الفرات، ومواشيهم كانت كفيلةً بتأمين طعامهم من لبنٍ وحليبٍ وجبنٍ وسمنٍ عربي، ومن صوفها كانت تُحاك أفخم أنواع البسط  المَشهورة في تلك الفترة ومازالت.
صناعةٌ تراثيّةٌ ذات طقوسٍ اجتماعيّةٍ
 تقول مريم: “كنت حينها في العاشرة من العمر، عندما بدأت أدرك وأتعلم من والدتي – عدلة الدوغان – طريقة صناعة البسط في بيتنا، وكان هذا تحوّلاً في حياتي” ، وتضيفُ: “كان لدينا حوالي ٥٠٠ رأس غنم، نخرج بها في فصل الربيع إلى البرية المجاورة، حيث تتوفر المراعي الغنية بأعشابها وأزهارها وأشواكها، نبني هناك بيت شعر مصنوع من شعر الماعز، ونبقى مع الأغنام إلى حين ينتهي فصل الربيع، وتكون هذه الرحلة سنوية”.
وتضيف مريم بنبرة حانية: “في شهر أيار نعود إلى بيتنا في القرية، ونجزّ صوف الأغنام، نبيع من الصوف ما لا حاجة لنا به، ونخزن كميات معينة لنا تكون كافية لصنع البسط السنوية للمنزل، وذلك حسب الحاجة، وكانت هذه العملية تأخذ شكلاً احتفالياً، يتشارك فيه جميع أهل القرية، وكنا معتادين في كل عام على صناعة بساطين على أقل تقدير، وأحياناً تصنع ثلاثة أو أربعة بسط في حال كان لدينا مناسبة معينة مهمة في المنزل مثل زواج ابن أو ابنة لتغطي فيها حاجتهم من البسط لبيوتهم الجديدة”.
وتواصل مريم حديثها العذب المليء بنفحة الذكرى الجميلة: “تبدأ التجهيزات لصناعة البسط في بداية أيام الصيف، في بادئ الأمر نقوم بتخليص الصوف – الجزاز – يدوياً من الحسك والنباتات والأعواد وبقايا الروث العالقة المتجمدة من جراء الرعي في أرض البرية الواسعة، بعد الانتهاء من تنظيف الصوف بشكل جيد، نملؤه في أكياس خيش كبيرة – تقريباً كل خمس جزاز في كيس – ثم نحمله على الحمير ونخرج في مجموعات صغيرة مع نساء القرية، بعد تحديد موعد معيّن، إلى نهر الفرات لغسل الجزاز بالماء الجاري، وتنظيفه بشكل جيد تمهيداً لمرحلة تصنيع الصوف وتحويله لخيوط صوفية على شكل – كرات – كبيرة”.
أدوات بسيطة تستخدم لصناعة البسط التراثيَّة
تستخدم في صناعة الصوف أدوات  تسمى “الدوك” و”المبرم” طقوس اجتماعية معينة، حيث كانت النسوة يتجمعنَّ في بيتٍ واحد لعدة ساعات في اليوم، وكلُّ واحدةٍ منهن تجلب أدواتها الخاص بها.
تتابع مريم وهي تشرح بعض التفاصيل الجميلة عن صناعة البسط: ’الدوك‘ عبارة عن عصا خشبيّة رفيعة مبرومة الشكل، طولها لا يتجاوز نصف المتر، في أحد طرفيها قطعتان خشبيتان مثبتتان فوق بعضهما على شكل متصالب، طول الواحدة لا يتجاوز /10/ سم وبعرض /3/ سم. في المرحلة الأولى تُصنع النساء من الجزاز بواسطة الدوك خيوطاً سميكة وخشنة الملمس على شكل كُرات كبيرة.
في المرحلة الثانية تبدأ النسوة بتفريع كل خيط من كرات خيوط الدوك إلى خمسة أو ستة خيوط بواسطة المبرم، لتنتج بالنهاية خيوطاً رقيقة الملمس، مفتولة، ناعمة، متينة، والمبرم يشبه الدوك تماماً، إلا أن القطعة المثبتة في نهاية العصا مكونة من قطعة واحدة إسطوانية – نصف كروية – يصل طولها إلى /5/سم.
يحتاج البساط الواحد الذي يصل طوله التقريبي إلى/4م وعرضه 1,20/م إلى اثنتي عشرة جزة كبيرة متوسط وزن كل منها يصل إلى/2,5/ كغم، وبعد الانتهاء من مرحلة المبرم الأخيرة، يتم نقلها إلى حائكٍ كان شهيراً في تلك الفترة بشارع القوتلي أو (السوق العتيق)، ليقوم بدوره بصباغة الخيوط، وحياكتها بناءً على نوع البساط الذي يفضله الزبون.
 أنواع شهيرة للبساط “الرقاوي” التراثي
كان الحائك يحيك نوعين فقط من البسط الرقاوية، أشهرها وأغلاها ثمناً “العجمي”، وهو يتألف من مجموعة من المكعبات والأشكال الهندسية المختلفة الملونة بسبعة ألوان أو أكثر، أما النوع الثاني كان يسمى العبيدي – نسبة إلى عشيرة العبيد المشهورة – وهو أقلّ تكلفة من العجمي، وتدخل في تشكيله ثلاثة ألوان فقط، وهي الأسود والأبيض والأحمر، مُشكِّلة دروباً طويلة مُتناوبة بشكلٍ طولاني من الأعلى إلى الأسفل.
تروي لنا مريم بعض التفاصيل عن أنواع البسط وتكمل حديثها: يعتبر النوع العجمي من الأنواع القيمة جداً، وله ارتباط خاص بالمناسبات العائلية الفخمة والمهمة، ولأن تكلفته باهظة الثمن، تقدر بحوالي 75 ليرة سورية للقطعة الواحدة في عام 1964 – أي ما يعادل 34 دولار في تلك الفترة – كان العائلات متوسطة الدخل لا يفرشونه إلا في مناسبات الأعياد الرسمية، والمناسبات الخاصة العائلية الأخرى من أعراس وتعازٍ وغيرها، حفاظاً عليه لقيمته ومكانته عند أصحابه”.
وتكمل مريم حديثها عن قيمة البسط ومكانتها في العادات المحلية: “البساط العجمي يعتبر أيضاً من جهاز العروس الفاخر ويعطي قيمة كبيرة للجهاز وفخراً للعروس أمام زوجها وأهله، في حال تمكن أهلها من تقديمه لابنتهم – جهاز العروس – أو – الزهاب – باللهجة الشعبية الرقاوية، وتعني حاجيات العروس الشخصية، والهدايا التي يمنحها الوالدان لابنتهم عند زواجها وانتقالها إلى بيتها الجديد”.
هذه البسط لم تعد منذ فترة التسعينيات تُصنع في مدينة الرقة نظراً لتوفر السجاد المشغول آلياً ولتقليل الجهد والتكلفة، وتعتبر هذه البسط مع أشياء أخرى، فقدتها الحياة البسيطة لصالح الآلات والتقنية، بمثابة تحف ولقى أثرية، يحرص أصحابها على المحافظة عليها والتباهي بوجودها في بيوتهم.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle