أهالي الدرباسية: “حاسين حالنا عايشين بقرية مو بمدينة”

روناهي/ الدرباسية – “ما عاد نقدر نمشي”, “عم نتعبا طين ووسخ لبين ما نوصل”, “حاسين حالنا عايشين بقرية مو بمدينة”. بهذه العبارات وغيرها من عبارات التذمر والاستياء ذات اللهجة الشعبية, يصف أبناء ناحية الدرباسية حال شوارع مدينتهم.

 يكاد فصل الشتاء ينتهي, وهو الشتاء الثاني الذي يمر على شوارع ناحية الدرباسية وهي بهذه الحال, وإلى الآن لم يتم إيجاد أي حل لمشكلة رداءة وسوء طرقات وشوارع ناحية الدرباسية.

مع كل زخة مطر, تبدأ السيول تتشكل, وتبدأ معها معاناة الشعب, حيث الشوارع الرديئة ذات المجبول الزفتي السيء.

عبد الغني موسى، مواطن من سكان الحي الشرقي يقول: “لكي أقطع المسافة الواصلة من الشارع العام وصولاً إلى منزلي، يجب عليَّ اجتياز خمسة شوارع، وهذه الشوارع الخمسة في فصل الشتاء تتشكل فيها المستنقعات نتيجة تجمع مياه الأمطار في الحفر المتشكلة نتيجة رداءة الشوارع”.

ويضيف: “على مدى أعوام ونحن نناشد البلدية ولكن لا توجد آذاناً صاغية، قبل عامين باشروا بحملة تزفيت واستبشرنا حينها خيراً، ولكن لم يحالفنا الحظ فبقي حيّنا بدون تزفيت”.

من جهة أخرى، يقول عمر حسو، من سكان حارة الوادي (الجم): “حارتنا منسيّة تماماً، فهي غير مزفتة وحتى الحجر المكسر لم يُفرش فيها حتى الآن، السيول تتشكل مع كل زخة مطر، هذا هو حالنا منذ البداية، فريق البلدية تغير عدة مرات ونقوم بتقديم شكوى لكل فريق جديد يستلم، ولكن حتى الآن لم يُنصفنا أحد”. ونوه “هذا حال غالبية شوارع مدينة الدرباسية، الأطفال عند ذهابهم إلى المدرسة وبعد عودتهم هم مضطرين لتغيير كامل ملابسهم بسبب اتّساخها نتيجة السيول المتشكلة”.

قبل حوالي العام بدأت بلدية الشعب في ناحية الدرباسية بتزفيت شوارع المدينة, ولكن بعض الأسباب حالت دون اكتمال المشروع فاقتصر التزفيت على الشوارع الرئيسية فقط, ولكن حتى هذه الشوارع التي من المفترض أن تكون مزفتة حديثاً  لم يكن مجبولها الزفتي بالدرجة المطلوبة للاستمرار لفترة زمنية طويلة كما هو مفترض, فسرعان ما تشكلت فيها الحفر, وأخذت تتقشر.

مناداة متكررة؛ فهل من مستجيب؟

لكي نعرف إذا كان ثمة هناك مستجيب لمطالب الشعب, توجهنا إلى بلدية الشعب في الناحية والتقينا مع “سليمان حسن“، الإداري في المكتب الفني ببلدية الشعب في الدرباسية، الذي أشار: “بالنسبة للمجبول الزفتي في عام 2020، لم نستطيع المباشرة به، وذلك لسببين، الأول: هو انتشار جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات احترازية. والسبب الثاني هو عدم استقرار الأسعار بسبب عدم استقرار الدولار.” وأضاف: ” قمنا بمشروع ترقيعات في المدينة بمقدار 175 م³، أما بالنسبة لمشاريع مد المجبول فلم نستطيع القيام بها بسبب انتشار جائحة كورونا، بالإضافة إلى نقص عدد المجابل التي تعمل، هناك مجبلين ضمن الخدمة، الأول مخصص لطريق مدينة عامودا، والثاني خُصِّص لمدينة الحسكة والمنطقة التي تقع جنوب الحسكة”.

في ما يخص مشروع المجبول الزفتي لعام 2019 سليمان حسن نوه بالقول: “المشروع كان بمقدار 7000م³، تم مد المجبول من خلاله في شوارع المدينة، ولكننا لم نقم باستكماله، حيث قمنا بمد 5900 م³ فقط، وتبقى لدينا 1100م³، المشروع كان يُنفذ من خلال التعاقد مع متعهد، وكان يعمل بآلياته. ولكن؛ هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في أواخر 2019 فرضت عليه سحب الآليات وبالتالي إيقاف العمل بالمشروع”.

وحول عدم استئناف المشروع بعد استقرار الوضع أشار حسن: “بعد عودة الهدوء إلى المنطقة، دخلنا في عام جديد أي عام 2020 وفي كل عام جديد نقوم بتقديم دراسات جديدة ليتم تخصيص ميزانية جديدة منفصلة عن ميزانية العام السابق، وقد قدمنا مشروع بـ 10 آلاف متر مكعب، ولكن بعض العراقيل حالت دون استكمال المشروع ومنها كما ذكرنا انتشار جائحة كورونا وعدم استقرار الأسعار.” وأضاف: “كان من المقرر تزويدنا بالمجبول لاستئناف هذه المشروع وفقاً لخطة العام الجديد، ولكن المجبول تأخر لأسباب نجهلها كما إننا لن نستطيع استئناف المشروع حالياً حتى لو تم تزويدنا بالمجبول ولذلك بسبب درجة حرارة الطقس المنخفضة، حيث أن مد المجبول يتطلب حرارة عالية، وبالتالي تم تأجيل المشروع إلى بدايات الشهر السادس”.

العاملون في الدائرة الفنية ببلدية الشعب في الدرباسية، أشاروا إلى أن عملهم مرتبط بتحديد الميزانية من قبل المجلس التنفيذي، وهم لا يستطيعون المباشرة بتنفيذ أي مشروع دون تحديد الميزانية من قبل المجلس.

كما لفتوا إلى أن تحديد الميزانية يتم حسب الأولويات بالنسبة للمجلس، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تأجيل وتأخّر بعض المشاريع. وأشاروا إلى أن ناحية الدرباسية مهمشة إعلامياً والمطالب لا تصل إلى المعنيين لكي يتم حلها.