الدولار يتحكم بقلوب وجيوب أهالي تل كوجر صعوداً ونزولاً

تل كوجر/ مثنى المحمود ـ

في الآونة الأخيرة صعد سعر صرف الدولار مقابل الليرة السوريّة ليصدم أهالي تل كوجر ويجعلهم في حيرة من أمرهم وأثّر على حياتهم اليومية.

أثّر ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل مباشر على كافة السلع والمواد الحياتية للأهالي، وأسعار المواد في ارتفاع جنوني والمواطن لم يعد باستطاعته تأمين قوت عائلته.

وفي هذا السياق استطلعت صحيفتنا “روناهي” لرأي الأهالي في تل كوجر متناولين ردود أفعال المواطنين وأصحاب المحلات التجارية والصيدليات.

المتضرّر الأكبر

وعن سؤالنا عن ارتفاع أسعار صرف الدولار أجابنا المواطن قحطان محمد أنه يعيش حالة تقشف لم يعشها من قبل حيث أن مردوده اليومي لا يتناسب أبداً مع أسعار المواد الغذائية وإن الدولار المرتفع يكاد يُجهز على الطبقة العاملة في المجتمع، حيث لم يعد قادراً على شراء أي مادة غير أساسية وحتى المواد الأساسية يشتريها لكن باقتصاد كبير مقارنةً بما سلف من الأيام السابقة.

أما المواطن بشير الحمد فقال: “نحن نموت جوعاً”، وحيرة كبيرة بادية على مُحيّاه المتعب من التفكير في كيفية التعايش مع نسبة الارتفاع في الأسعار التي لم يستطيع مجاراتها هو وأقرانه من البسطاء.

“أعمل لأصحاب المحلات” هكذا عبر أحمد الجاسم ليوصل لنا فكرته فهو يقول إنه لا يكاد يستلم راتبه نهاية الشهر حتى يُلقي به في أدراج محلات المواد الغذائية دون أن يستطيع أن يوفر ولو ليرة واحدة من راتبه المتواضع مقارنةً إلى ما وصل إليه حال أسعار المواد اليوم جراء ثورة الدولار القاتلة على حد تعبيره.

 المُتّهم الأول مجني عليه

 يقول بول إلياس صاحب محل لبيع المواد الغذائية في سوق تل كوجر أن الحال الآن هو دمار شامل وإن ما يبيعه اليوم لم يعد يجلب له نصف البضاعة التي كانت لديه في المحل وإن همه الأول ليس انخفاض سعر الدولار إنما هو ثباته، وإن إغلاق بعض المحلات التجارية من قبل أصحابها زاد من العبء عليه وعلى زملاءه وأنهم دائماً متهمون من قبل المواطنين بالتحايل لكنه على حد قوله لا يشكلون شيء إنما الأزمة تكمن على التجار الكبار على حد قوله.

هذا الكلام ردده معظم أصحاب المحلات في سوق تل كوجر حيث قال مؤمن المزعل صاحب محل لخياطة الملابس إن أسعار القماش المستوردة من قبل التجار هي من تفرض عليهم زيادة السعر والحجة أن الدولار قد ارتفع وليس باليد حيلة وأنه كخياط مضطر لرفع سعر أجرة خياطته، لكي تتناسب مع حاجاته كرب أسرة مضطر لإعالة نفسه وأهله ويتمنى لو يعود الدولار إلى سعر الخمسين ليرة سورية.

 الصيدليات والخضار خارج منظومة الدولار نوعاً ما

 ويقول الصيدلاني عبد الله الملالي: “إن أسعار الدواء لا تزال ثابتة” وإن آخر ارتفاع للأدوية كان منذ ستة أشهر، ويذكر بأن معظم الأدوية لديه هي محلية الصنع ولا تتأثر بشكل فوري عند ارتفاع سعر صرف الدولار باستثناء الأدوية المستوردة من الخارج فهذه يرتفع سعرها بشكل مستمر قياساً بسعر صرف الدولار.

أما الخضار فالارتفاع بسيط على حد قول أصحاب محلات الخضار نظراً إلى محليّة إنتاجها وإن تأثرها متعلق فقط بأجور النقل التي يفرضها أصحاب السيارات والشاحنات التي تجلب لهم الخضار والفواكه.

 الرقابة في حركة يوميّة ودائمة

 عند سؤالنا لرئيس دائرة التموين في تل كوجر عدنان الخلف عن التدابير التي تجريها دائرتهم على الأسواق رد قائلاً: “هناك نشرة يومية لأسعار المواد وتأتي من قبل الإدارة العامة للتموين”، وأشار إلى أنهم يقومون بجولات على السوق بشكل يومي وأن نسبة عالية من التجار وأصحاب المحلات يلتزمون بالنشرة اليومية للأسعار لكي يتجنبوا المخالفات التي يفرضها القانون على المخالفين والتي تصل إلى حد إغلاق المحل في حال حدث تكرار المخالفة أكثر من مرة.

أضاف الخلف ملاحظة هامة أن النشرة اليومية التي تأتيهم تكون فيها بعض الأسعار أعلى من الموجود في السوق.

وفي نهاية الحديث قال رئيس دائرة التموين في تل كوجر عدنان الخلف متمنياً أن تمر هذه الفترة العصيبة دون أن تضطر الدائرة إلى اتخاذ أي إجراء بحق صاحب المحل أو ما شابه.