No Result
View All Result
المشاهدات 0
نوري سعيد (كاتب)-
إذا كان ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة ينطبق عليه “المثل القائل اسم كبير على ضيعة خراب”، وإذا كان قد ارتمى في أحضان المحتل التركي الغاشم لينفذ أجنداته التوسعية العدوانية الاحتلالية لمناطق شمال وشرق سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية تبنت الخيار الوطني والدفاع عن أخوة الشعوب وعن الأرض السورية وتحريرها. ففي تصريح لجريدة الشرق الأوسط أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ذلك عندما قال: (إننا لا نعارض المشاركة في هيكلية عسكرية جديدة تحقق الأهداف الوطنية مع الاحتفاظ بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية)؛ وإن هذا يعني أن (قسد) مستعدة للمشاركة في صد أي عدوان تتعرض له سوريا والمشاركة في أي عمل عسكري ضد أي محتل للأراضي السورية كتركيا وغيرها، وهذا يؤكد أن كل ما يقال بحق هذه القوات من اتهامات عارية عن الصحة، لأن مجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، لم يكن هدفهم قط العمل من أجل الجلوس على كرسي الحكم في سوريا.
وكل ما يطالب به هو بناء سوريا تليق بكل السوريين، ديمقراطية لامركزية تعددية، وكون (قسد) طرف أساسي في التحالف الدولي ضد الإرهاب، فإن هذا لا يعطي الحق لأي جهة في إلصاق تهمة الخيانة والعمالة بها، لأن التحالف الدولي يضم أكثر من سبعين دولة ويعمل ضمن إطار قرارات الأمم المتحدة في محاربة مرتزقة داعش الذي يعتبر من التنظيمات الأكثر إرهاباً في العالم، عرفته البشرية في العصر الحديث. أما بالنسبة للإدارة الذاتية الديمقراطية فلقد كان وجودها ضروري من أجل تأمين الأمان والخدمات الضرورية، وحتى لا تعم الفوضى في شمال وشرق سوريا وتصبح مرتعاً لداعش وغيرها من الفصائل الإرهابية، كما حصل في الرقة وإدلب ودير الزور وغيرها. تشكلت الإدارة الذاتية للمحافظة على الأمن والأمان والاستقرار واستطاعت ملء الفراغ الذي حصل في المنطقة منذ سبع سنوات، وبالمقارنة مع ما حصل ويحصل في المناطق الأخرى من وطننا، تعد مناطق شمال وشرق سوريا أحسن حالاً وأوفر أمناً وأسهل عيشاً، بالرغم من وجود العديد من السلبيات، حتى أصبحت الملاذ الآمن للنازحين والمهجرين من جميع المحافظات السورية.
وكونها قد أصبحت نموذجاً يحتذى بها، فإن النظام التركي يهدد ويتوعد بين الفينة والأخرى للنيل من هذه التجربة الرائدة في التآخي والعيش المشترك، التي تصلح بأن تعمم على كامل التراب السوري الذي يشهد نزاعات وصراعات مذهبية وعرقية لم تشهد سوريا مثيلاً لها في تاريخها، والتي تغذيها أطراف إقليمية ودولية من أجل تحقيق مصالحها الدنيئة على حساب دماء شعبنا السوري البريء والعظيم. ولهذه الأسباب مجتمعة تبنى مجلس سوريا الديمقراطية الخط الثالث المتمثل بالخيار الوطني وعدم المساومة على وحدة وسيادة سوريا أرضاً وشعباً مهما كلف الثمن، وإذا كانت قوات سوريا الديمقراطية روت بدماء أكثر من 12000 شهيد أرض الوطن في حربها ضد مرتزقة داعش وإخوتها، فإنها على استعداد لأن تقدم أضعاف مضاعفة في سبيل عزة وسيادة سوريا الجديدة، سوريا التآخي والمصير المشترك، سوريا الديمقراطية اللامركزية التعددية.
No Result
View All Result