No Result
View All Result
المشاهدات 1
الحسكة/ آلان محمد ـ
مع انطلاق الشرارة الأولى لثورة الحرية في مناطق شمال وشرق سوريا, بدأت رحلة الأرواح الزكية بالصعود إلى السماء, لتكون عين الأبناء على الآباء, ولتنير الدروب المظلمة أمام السائرين في طريق الحرية والكرامة.
عشر سنوات من النضال الأسطوري, الذي كتبتهُ التضحيات بقلم الأجساد وحبر الدماء, لتخلّد معنى المقاومة والدفاع عن الحريّة والكرامة, في وجه أعتى القوى العسكرية والفاشية المتمثلة بالاحتلال التركي, وقبلها قوى الشر والظلام الأسود مثل داعش المرتزق والمرتزقة المأجورين, كانت أرواح شهدائنا ولا زالت تمثل السد المنيع والحصن العظيم لردع هذه القوى الإرهابية, وكان لها الدور الرئيسي في وضع اللبنة الأساسية في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي احتضنت وتبنت الأسس الديمقراطية، بما يتناسب مع تطلعات كافة شعوب المنطقة, “ستبقى أضرحة الشهداء في مناطق شمال وشرق سوريا الصرح الشامخ الذي نستمد منه قوتنا وتمسكنا بالمكتسبات التي كانت شبه مستحيلة لولا التضحيات التي قدمها الشهداء الأبرار”, بهذه الكلمات تحدث لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الحسكة “أحمد أسعد” وهو من عوائل الشهداء أيضاً, ليتحدث ممثلاً عوائل الشهداء في مدينة الحسكة, وأضاف: “الرحمة والخلود للشهداء الأبطال, والنصر لمقاتلينا في كافة الجبهات القائمة حالياً”.
ما بين الواجب والمسؤوليّة
وأكمل حديثه بالقول: “من واجبنا الأخلاقي فيما يخص العهد الذي قطعناه لأبنائنا, بتقديم المزيد والمزيد من الشهداء لتحقيق الأهداف التي ساروا من أجلها, ولدينا الآن في مدينة الحسكة لوحدها 964 عائلة من ذوي الشهداء, وهذا ليس عدداً نهائياً بالنسبة لنا, فمتى ما نادى علينا الواجب سنلبيه, فنحن نمثل مسيرةً لا تنتهي, لأننا أصحاب حقٍ وأرض, ولم نعتدِ على أي أحدٍ في أي مكان, ومن مسؤوليتنا الكبيرة يجب أن نحافظ على ما قدمهُ الشهداء من طرحٍ كانت ثماره العيش المشترك وتعزيز الروابط الاجتماعية في كافة مناطق شمال وشرق سوريا, والحفاظ على القاعدة الأساسية لأخوّة الشعوب, فمن هذا المنطلق لدينا كمجلس عوائل الشهداء مسؤوليات كبيرة وملحة في الحفاظ على المكتسبات التي قدمها لنا الشهداء الأبرار”.
مجلس عوائل الشهداء يمثل الجهة المسؤولة عن عوائل الشهداء بشكلٍ مباشر, ويعتبر صلة الوصل الرئيسية في متابعة شؤون ذوي الشهداء مع باقي مؤسسات الإدارة الذاتية, فيقوم مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الحسكة بتنظيم اجتماعات دورية, للنظر بمتطلبات هذه العوائل, وتأمين كافة احتياجاتهم, وقاموا بتوزيع المهام على رؤساء الكومينات في الأحياء البالغ عددها أربعة وعشرين كوميناً, لضمان التواصل المستمر مع المجلس, وينسقون مع كافة مؤسسات الإدارة الذاتية لدراسة وضع ومتطلبات عوائل الشهداء, ويتبنون كافة الأمور التنظيمية التي تخص الشهداء وعوائلهم, ويقدمون حالياً التعليم لأبناء الشهداء, والطبابة ويتبنون حتى العمليات الجراحية إن تطلّب الأمر, وقال أحمد أسعد: “عوائل الشهداء قدموا أغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم, ومهما نقدم لهم لن يكون كافياً, ونحن بصدد تقديم المساعدات المالية للعائلات الفقيرة من ذوي الشهداء, وخصوصاً من فقدوا معيلهم المالي والمعيشي”.
وفي ختام حديثهِ هنأ الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الحسكة “أحمد أسعد” الإدارة الذاتية بذكرى تأسيسها, وبارك للشهداء وعوائلهم بالدور المحوري الذي قدموه في بناء الإدارة الذاتية الديمقراطية, قال: “نعاهد شهدائنا وشعبنا بالحفاظ على وحدة الأرض التي ارتوت من دماء الشهداء ودموع الأمهات, وسنبقى الخنجر الحاد في خاصرة المطامع التركية الفاشية والاستعمارية ومرتزقتها المجرمون, حتى تحرير الأراضي المحتلة والنصر على كل معتدٍ”.
No Result
View All Result