نساء يثمنَّ الدور الطليعي للمرأة في تأسيس الإدارة الذاتية

قامشلو/ رشا علي ـ

ثمنت نساء في الإدارة الذاتية دور المرأة الريادي منذ الإعلان عن أول إدارة ذاتية عام 2014 والتي كانت بدايتها في إقليم الجزيرة، وأوضحن أنها كانت قيادية في كافة المستويات السياسية والعسكرية والإدارية.

في الذكرى السنوية السابعة لتأسيس الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة، هذه الإدارة التي تعد نتاجاً سلمياً ديمقراطياً منذ بداية الأزمة السورية، وسعت نحو بناء المجتمعية بعد تحرير مناطق واسعة من مرتزقة داعش، وكان للمرأة الدور الطليعي في هذه الإدارة التي ناضلت وما زالت تناضل بكل السبل لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة وسعت لمنع انجرار المنطقة لصراعات داخلية.

وحول هذا الموضوع؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع روكن ملا إبراهيم، النائبة في هيئة المرأة لشمال وشرق سوريا، وأشارت إلى أنه كان للمرأة الدور الأساسي في تأسيس الإدارات الذاتية في شمال وشرق سوريا ومنها إدارة إقليم الجزيرة، وقالت: “في ذكرى تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية بإقليم الجزيرة، نبارك في هذا اليوم التاريخي لجميع الشعوب التي تعيش على هذه الأرض، وبالأخص عوائل الشهداء وكل من كدح وعمل من أجل إنجاح مشروع الإدارة الذاتية”.

تأسيس هيئة المرأة داخل الإدارة الذاتية

مضيفةً بأن الشيء اللافت للنظر كان تأسيس هيئة المرأة داخل الإدارة الذاتية، وهي المرة الأولى في تاريخ سوريا بأن تُنشأ فيها هيئة تكون فيها المرأة مستقلة قائلةً: “إن المشاريع النسائية التي تنشأ على هذه الأرض هي من أجل مشاركة النساء جميعاً في العمل، وليكون لهن كيان مستقل، ومن أجل تحقيق حريتهن”.

بعد تأسيس الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة بعام واحد أُسس نظام الرئاسة المشتركة، فنوهت روكن: “أخذت المرأة مكانها في جميع هيئات الإدارة الذاتية، وعملت جنباً إلى جنب مع الرجل، فمنذ سبع سنوات وإلى الآن تعمل المرأة على جميع المستويات والأصعدة”.

عام إنجاز مشاريع المرأة

وفي ختام حديثها قالت روكن ملا إبراهيم، نائبة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا: “لدينا الكثير من المشاريع الخاصة بالمرأة التي نأمل إنجازها في هذا العام، وسنعمل من أجل أن يكون هذا العام عام إنجاز مشاريع المرأة وتحقيقها”.

وفي نفس السياق التقينا مع “عبير إيليا” نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تحدثت عن الصعوبات التي واجهت الإدارة الذاتية من قبل الدول الإقليمية قائلةً: “نبارك الذكرى السنوية السابعة لتأسيس الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة، والتي تعتبر أول انطلاقة لشعوب شمال وشرق سوريا منذ تأسيسها، وواجهت الكثير من الصعوبات والتحديات”.

قدمت الآلاف من الشهداء

وأوضحت عبير بأنه ورغم التحديات والصعوبات التي واجهت هذه الإدارة إلا أنها واصلت نضالها وسعت لتقديم الأفضل لشعوب المنطقة بقولها: “ناضلت الإدارة الذاتية وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى من جميع شعوب المنطقة، وصمدت بجهود جميع الشعوب والأحزاب التي لم تدّخر جهداً في سبيل الحفاظ على الإدارة الذاتية ومكتسباتها”.

متابعةً لنا حديثها بأن الإدارة الذاتية قدمت الكثير من الخدمات لشعوب المنطقة، وعملت على حمايتها بعد تخلي حكومة دمشق عن شعوب المنطقة وتركها لقمة سائغة للمرتزقة من جبهة النصرة وداعش اللتين أرادتا أن تخل بالنسيج السوري وتفكك الفسيفساء الموجود في المنطقة، وأضافت عبير: “إن إرادة شعوب المنطقة كانت أقوى من جميع الهجمات، وبفضلها أفشلت جميع المخططات التي حيكت لتدميرها”.

تحقيق إنجازات كبيرة رغم المؤامرات

وأكدت عبير أنه ورغم كل الهجمات والمؤامرات فقد حققت الإدارة الذاتية إنجازات كبيرة على كافة الصعد: السياسية والعسكرية والإدارية: “بعد تحرير آخر معقل لمرتزقة داعش بباغوز عام 2019 توسعت إدارتنا الذاتية في شمال وشرق سوريا، وقدمت الكثير في المجال الخدمي وطورت العمل المؤسساتي”.

مشيرةً إلى أن المرأة كان لها الدور الطليعي في تأسيس الإدارة الذاتية والمشاركة فيها، وأضافت: “في بداية انخراط المرأة في العمل الإداري كانت نسبة مشاركتها تمثل ثلاثين في المئة، ولكن بعد توسع الإدارات شاركت المرأة بنسبة خمسين في المئة وأكثر إلى جانب الرجل على المستوى السياسي، والعسكري، والإداري”.

مشاركة المرأة السريانية في تأسيس الإدارة

مبينةً بأن الشعب السرياني والحزب السرياني واتحاد النساء السرياني لعب دوراً كبيراً في تأسيس الإدارة الذاتية وانخرطوا في كل مفاصلها، على مستوى الهيئات وعلى مستوى العاملين في الإدارة، سواء أكان في التشريعي أو القضائي أو التنفيذي: “كان للمرأة السريانية دور فعال في تأسيس الإدارة منذ انطلاقتها قبل سبعة أعوام، ودخلت المجال السياسي والمجال العسكري والمجال الإداري”.

وذكرت عبير بأن المرأة السريانية في مناطق الإدارة الذاتية شكلت لنفسها قوة خاصة تسمى بقوات حماية المرأة السريانية في بيث نهرين، وحملت على عاتقها الدفاع عن نفسها في وجه من يريد ممارسة المجازر بحق الشعب السرياني الآشوري الكلداني وشعوب المنطقة قائلةً: “منذ عام ١٩١٦ إلى اليوم وما زال التاريخ يعيد نفسه وما زالت السلطنة العثمانية ترتكب المجازر بحق شعوب المنطقة”.

العمل من أجل حماية هوية المرأة

وأما عن مشاركة المرأة في المجال السياسي الذي كان من أجل أن يكون لها بصمة في حل الأزمة السورية وأزمة الشرق الأوسط، وليصل صوتها وصوت شعوب المنطقة إلى جميع المحافل الدولية؛ قالت عبير: “سنعمل من أجل حماية هوية المرأة وهوية شعوب شمال وشرق سوريا، والعمل من أجل أن يكون للمرأة دور في كتابة الدستور الجديد لسوريا”.

واختتمت “عبير إيليا” نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حديثها بالقول: “أشكر شعوب المنطقة على تلاحمهم وصمودهم في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته، ونتمنى التوفيق للإدارة الذاتية وجميع شعوب المنطقة”.