“مقاومة عفرين التاريخيّة ستبقى في الذاكرة مهما حيينا”

هدية يوسف:_

أشارت عضوة الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي هدية يوسف إلى إن الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين كان نتيجة توافق دولي، وأوضحت بأن القوى الرأسمالية سعت عبر احتلالها إلى القضاء على فكر الأمة الديمقراطية.

توافقات أدت لاحتلال عفرين

جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته وكالة هاوار للأنباء معها حيث وفي البداية تحدثت عن التوافقات الدولية التي سبقت الهجوم التركي على عفرين في الـ 20 من كانون الثاني عام 2018، ودور القوى العالمية المهيمنة وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقالت: الأسباب الكامنة وراء الهجوم الواسع النطاق الذي يستهدف المنطقة بدءًا من مناطق الدفاع المشروع (ميديا) مرورًا بشنكال ووصولًا إلى شمال وشرق سوريا، هو القضاء على كل بديل محتمل للنظام الرأسمالي العالمي، والمقاومة التي حدثت في عفرين بوجه الاحتلال التركي ستبقى في الذاكرة مهما حيينا، حيث سطّرت القوات المدافعة ملاحم بطولية سيخلدها التاريخ.

وتابعت هدية يوسف بقولها: لم يقتصر نطاق الهجمات التركية على عفرين عقب احتلالها باتفاق دولي وباتفاق بين تركيا وروسيا والنظام السوري، لأن تركيا كانت تزعم أن تشكيل إدارة ذاتية كردية على حدودها يشكل خطرًا على أمنها القومي، وقد أقنعت المجتمع الدولي وحلف الشمال الأطلسي وروسيا بذلك، وهكذا هاجمت عفرين، وكانت تعتقد أن احتلال عفرين والقضاء على إدارتها الذاتية سيبدد مخاوفها ويحل مشكلتها ويحل المشاكل بينها وبين روسيا والنظام السوري، ومن ثم احتلت المقاطعة بعد مقاومة أهالي ومقاتلي عفرين مدة 58 يومًا.

مقاومة المناضلات كشفت وحشيّة الدولة التركيّة ومرتزقتها

وعن سبب تكثيف تركيا لهجماتها على النساء أوضحت هدية يوسف وقالت: الجرائم التي ترتكبها تركيا ومرتزقتها في عفرين تستهدف المرأة بالدرجة الأولى، لأن الكثير من نساء عفرين برزن كرموز لثورة روج آفا، وعلى سبيل المثال آرين ميركان أصبحت رمزًا من رموز روج آفا، وكذلك الشهيدة آفيستا خابور أصبحت رمزًا في مقاومة عفرين، والشهيدة بارين أصبحت رمزًا للمقاومة في وجه العقلية الوحشية للدولة التركية، مقاومة تلك المناضلات فضحت وحشية الدولة التركية ومرتزقتها، والنساء في عفرين أصبحن السبّاقات في نضال حركة تحرر المرأة، وكذلك السبّاقات في الحفاظ على الثقافة والقيم الإنسانية ووجود المرأة، وبرز انفتاح أهالي عفرين على حركة الحرية وأفكارها في شخصية المرأة.

وحول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الهجوم على مقاطعة عفرين، أشارت هدية يوسف إلى أن السياسات التي يتم تسييرها على الكرد وبخاصة على حركة التحرر الكردية وشعوب المنطقة، تدار من مركز واحد، والعقل المدبر واحد، لذا علينا ألّا نخدع أنفسنا، فالنظام الرأسمالي لن يسمح مطلقًا بظهور نظام بديل، وسيهاجم بكل قوته أي نظام بديل، وفي حال لم تكفِ قوته لفعل ذلك، فإنه سيحاول تهميش النظام البديل ونخر جسده وتفتيت المجتمعية التي شكلها ذلك النظام.

وأضافت هديه بالقول: حركة التحرر الكردية تمكنت من أن تكون مصدرًا للإلهام في كردستان والشرق الأوسط والعالم، وهذه القيم تأسست بريادة القائد عبد الله أوجلان وشهداء الثورة، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، لذلك يسعى النظام الرأسمالي بكل قوته إلى تدمير الفكر الديمقراطي وعدم السماح بظهور كردي حرّ أو عربي حرّ أو سرياني حرّ، لحزب العمال الكردستاني الفضل الأكبر في انطلاق ثورة روج آفا وصمودها في وجه كل الهجمات هو مصدر هذا الإلهام وهذه القوة، ولا يمكننا إنكار ذلك، فالمكتسبات التي تحققت في روج آفا وتم الحفاظ عليها من أجل الكرد والعرب والسريان تحققت بفضل مقاتلي ومقاتلات حزب العمال الكردستاني، وتضحياتهم هي السبب الرئيسي والأساسي، علينا ألا ننسى ذلك أبدًا.

وبينت هديه قائلةً: في الوقت ذاته التفاف أهالي روج آفا حول براديغما القائد عبد الله أوجلان لا أحد يمكنه إنكار ذلك، ولا يمكن إطلاق مسمى آخر على هذه الحقيقة، والنظام الرأسمالي يعرف ذلك، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا، لا أحد يمكنه القول إن أهالي روج آفا أطلقوا ثورة عفوية، وحرروا بعض مدنهم، ولا يمكن تناول ثورة روج آفا بشكل منفصل عما قبلها، والذين يقولون ذلك إنما يخدعون أنفسهم.

ركيزة ثورة روج آفا الأساسية

وعن سبب صمود الثورة ومنبعها الفكري تحدثت هدية يوسف بقولها: الواقع المعاش في روج آفا ونظام الأمة الديمقراطية يرتكزان بشكل رئيسي إلى فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، والذين قاتلوا ضد مرتزقة جبهة النصرة وداعش وجيش الاحتلال التركي هم مقاتلي ومقاتلات حزب العمال الكردستاني، ونحن نقود ثورة روج آفا على أسس القائد عبد الله أوجلان وفكره وفلسفته

وعن السبب الرئيس للهجمات التي تستهدف المنطقة من حفتانين إلى شمال وشرق سوريا، لفتت هدية إلى أن الرأسمالية تعلم وكذلك أوروبا وروسيا وكل القوى الدولية بهذه الحقائق، ومن أجل تشويه هذه الحقيقة والقضاء عليها وتجفيف منابعها والمجتمعية التي تشكلت حولها، زادت من وتيرة هجماتها على مناطق الدفاع المشروع (ميديا) من أجل القضاء على حركة التحرر الكردستانية في قنديل وزاب وحفتانين، وأناطت هذه المهمة إلى الدولة التركية وبعض القوى الكردية الخائنة.

وعن دور الحزب الديمقراطي الكردستاني في مساعي إبادة الكرد والقضاء على حركة التحرر الكردستانية، أكدت هدية يوسف فقالت: هدف الحزب الديمقراطي الكردستاني هو مشروع تصفية حركة التحرر الكردستانية، لذلك تهاجم تركيا بكل قوتها وبالأخص في حفتانين لكسر إرادة المجتمع الكردي وتصفية الحركة التحررية، وهذا مخطط تصفية لأن هذه المنطقة هي مصدر قوة هؤلاء المقاتلين، هم يريدون القضاء على مقاتلي الحركة بيد الدولة التركية والمرتزقة والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقول إنه لا حق لحركة التحرر الكردستانية في البقاء في جبال كردستان، من يمكنه قول ذلك؟ فجبال كردستان كانت دائمًا حاضنة للحركات المقاومة وليس من حق أحد تجزئة جغرافية كردستان.

واختتمت عضوة الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي هدية يوسف فقالت: هناك مخطط واسع يستهدف وجود الكرد وشعوب المنطقة ومساعيهم التحررية، ومخطط تصفية وإبادة في مناطق الدفاع المشروع وكذلك في روج آفا وشمال وشرق سوريا، هم يريدون التضييق عليها ومحاصرتها، وبالتوازي مع ذلك، هناك مخطط مماثل يستهدف شنكال ومكتسباته وأهله حيث شهد العالم أجمع على المجازر التي اُرتكبت بحقها، يريدون تغيير النظام في شنكال، ثم جرّ العراق إلى هذا المخطط، ويريدون القضاء على هذا النظام، والدولة التركية وبدعم دولي تهاجم شنكال والمناطق الأخرى لتصفية الكرد ومصادرة المشروع الديمقراطي والقضاء على وحدة الشعوب.