No Result
View All Result
المشاهدات 1
منبج/ آزاد كردي –
قال السياسي مازن حميش: “إن الاحتلال التركي كثف في الآونة الأخيرة من هجماته الوحشية على ناحية عين عيسى في محاولة استغلال الفترة الانتقالية التي تمر بها الولايات المتحدة للسيطرة على المزيد من المناطق الحيوية ضمن مجال سيطرة الأخيرة، وبينها عين عيسى التي تشرف على الطريق الدولي إم 4″، وأشار إلى أن لعين عيسى رمزية لدى شعوب شمال وشرق سوريا لأنها تتوسط طرق الربط بين مناطق شمال وشرق سوريا والمدن السورية الأخرى.
التواطؤ الروسي التركي لن ينجح
وفي هذا السياق أجرت صحيفتنا لقاءً معه حيث تحدث فقال: “إن ما يجري في عين عيسى امتداد لأخواتها وسابقاتها من المعارك والاحتلالات السابقة، والتي أحدثت سلسلة طويلة من المآسي جراء الهجمات الوحشية على المناطق الآهلة بالسكان، وبقي المجتمع الدولي عاجزاً أمام حجم جرائم القتل والتدمير والتشريد، وسبق هذه الهجمات استيلاء مرتزقة داعش الإرهابي على ناحية عين عيسى إثر سيطرته على اللواء 93 وطرده للقوات الحكوميّة في شهر آب في عام 2014، لكن قوات سوريا الديمقراطية بعد تشكلها تمكنت من إلحاق هزيمة نكراء بهم؛ بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في حزيران من عام 2015م”.
وتابع حميش بقوله: “إنَّ أهمية ناحية عين عيسى ليست لموقعها الجغرافي فحسب بل لرمزيتها عند غالبية الأطراف، إذ تتشابك الخيوط وتلتقي العديد من الأطماع التي تأخذ شكل سياسات عند كل من روسيا والاحتلال التركي، وهو من المؤكد ما يغري شهيتهما لاحتلالها سياسياً وعسكرياً ورسم خارطة جغرافيّة لتموضعهما لتحقيق العديد من المكاسب المبطنة وما خفيَ أعظم، وتحظى ناحية عين عيسى بموقع جغرافي مميز لوقوعها على طريق M4 الدولي الواصل بين مدينتي حلب والحسكة، كما أنها تبعد 32 كم جنوباً عن الحدود التركيّة فضلاً عن توسطها مناطق شمال وشرق سوريا على العموم، وهكذا كان اهتمام الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بها؛ بناءً على العديد من المعطيات السياسية والجيوسياسية الاستراتيجية المختلفة لدرجة أنها اتخذتها عاصمة سياسية وإدارية”.
وبيّن حميش وقال: “لا شك إن الاستقرار الذي شهدته مناطق شمال وشرق سوريا يغري الاحتلال التركي بزيادة حدة هجماته واعتداءاته التي تزداد وتيرتها هذه الأيام لاقتحامها عسكرياً مدفوعاً بتأييد روسي مبطن ومن خلفه الحكومة السوريّة، كما حدث في عفرين، ويكمن السؤال هنا، ما سر الترابط التركي الروسي ووحدة مواقفهما فيما بينهما إلى حد بلوغ مرحلة تواطؤ دولي واضح”.
وأضاف حميش بالقول: “هناك أسباب تتعلق بالسيطرة على طريق M4 الدولي الممتد من الحسكة مروراً بحلب وإدلب واللاذقية، ورغبة كلا الدولتين في الاستحواذ على القسم الأكبر من الطريق مع العلم أن الحرب السوريّة في سنواتها الأخيرة أخذت منحى السيطرة على الطرق الدوليّة، مقابل تبادل للأدوار وتواطؤ ثنائي لكليهما في ظل انشغال سياسي أمريكي داخلي نتيجة المعركة الانتخابية التي حسمها جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية”.
وشهدت مناطق شمال وشرق سوريا العديد من الاتفاقيات التي أُبرمت بين الولايات المتحدة والاحتلال التركي من جهة وبين روسيا والأخيرة من جهة أخرى في شهر تشرين الأول من عام 2019 عقب ما يسمى بعملية نبع السلام التي على إثرها اُحتلت مدينتي سري كانيه وكري سبي، وأفضى هذا التفاهم تقييد التحركات والتدخّلات التركية في شمال وشرق سوريا بطول 100 كم على الشريط الحدودي بعمق 32كم جنوباً التي تصل طريق M4 الدولي، وبناءً على ذلك، فالاحتلال التركي يدرك أنه لا يمكنه تجاوز هذا الحد مع العلم أن ناحية عين عيسى تقع جنوب الطريق، إذاً لماذا تقوم الدولة التركيّة بهذه المغامرة والمناورة؟، وهم يدركون جيداً أنه من غير المسموح لهم تجاوز الـ 32 كم.
السيطرة على منابع النفط الهدف والمغزى
وأردف حميش قائلاً: “تقف روسيا وراء التحركات الأخيرة واستثمارها إذ من المؤكد أنها تبتز دولة الاحتلال التركي خاصةً بعد إسقاط الطائرة الروسيّة على يد الأخيرة في تشرين الثاني من عام 2015، سرعان ما طويت الصفحة من الروس مقابل عدد من الامتيازات إلى حد عدم محاسبتها على واقعة تدمير الطائرة الروسيّة. كما انتهزت روسيا الصراع في إقليم ناغورنو كارباغ في تشرين الثاني العام المنصرم، وانتهى بنشر روسيا قوات لحفظ السلام على خطوط التماس في الإقليم بفضل التدخّل التركي، أما صراع ناحية عين عيسى فيصب في نفس الإطار كون الاحتلال التركي صار بيدقاً لصالح المطامع الروسيّة بالتوسع أكثر على الرقعة السوريّة”.
وتسعى روسيا إلى التوغل نحو الشرق السوري خصوصاً بعد ازدياد مطالبات وتهديدات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإيران وميليشياتها بالانسحاب من منطقة دير الزور، وإلى ما بعد مدينة البو كمال الحدودية مع العراق، بينما تحاول روسيا الاستفادة من الفرصة التاريخية بالاستحواذ وملء الفراغ الذي ستتركه وراءها إيران والظفر بعدة حقول للنفط وزيادة مكاسبها من الكعكة السوريّة.
وأكمل حميش بقوله: “الذهب الأسود يعود من جديد إلى حسابات الدب الروسي الذي يحاول منذ زمن ليس ببعيد بالسيطرة على بعض الحقول النفطية عبر الزج بمرتزقتها خارج إطار الجيش الروسي، عن طريق شركة فاغنر الأمنية الخاصة وذلك في شهر شباط عام 2018م على إثر هجوم شنته على حقل نفطي بالقرب من بلدة خشام بينما كان الرد أمريكياً على مصادر النيران فقتلت نحو ما يزيد عن مئتي مسلح روسي وأكثر من مئة مسلح من المقاتلين الموالين للحكومة السوريّة”.
وواصل حمش وقال: “مسألة عين عيسى حلقة من حلقات التوسع العثماني الإمبراطوري الروسي بحيث سيصبح حلهما ممهداً شرقاً والفوز بالجائزة الكبرى من منظور سياسة موسكو وأنقرة، بالوصول إلى منابع النفط السوري، لكن قوات سوريا الديمقراطية كشفت اللعبة ما جعلها تتشبث بمبادئها أكثر والتمسك بخيار المقاومة حتى آخر لحظة، رافضة كل المبادرات الروسيّة الخداعة الهادفة إلى تكرار سيناريو وتجربة عفرين المريرة التي لعب الروس بها دوراً تآمريّاً كان من نتائجه سلب المدينة من أهلها وسكانها الأصليين”.
واختتم السياسي مازن حميش حديثه بالقول: “قوات سوريا الديمقراطية لم تقدم تنازلات واختارت طريق المقاومة فإما النصر أو النصر، ولم يعد بالإمكان التعويل على القوى الخارجية بل القوة في ترابط أبناء الشعب السوري مع المشروع الديمقراطي وعدم التفريط بالمكتسبات، وهذا يدعو إلى التفكير بشكل جدي حول المتغيرات السياسية الحاصلة والمتواصلة ومدى تأثيرها الفعلي أمام مؤامرات ومؤشرات لإعادة رسم خارطة سوريا عبر سايكس بيكو جديد بمناطق شمال وشرق سوريا في المقابل ينبغي على السياسيين فضحها أمام الرأي العام”.
No Result
View All Result