
أريد أيضاً أن أوضح بأن أهمية عين عيسى لا تقل عن أهمية أي مدينة أو بقعة جغرافيّة من التراب السوري، بالتالي رؤيتنا كمقاتلين هو حماية الأراضي السوريّة من أي هجوم أو غزو مهما كان نوعه، والذي يعزز من تواجده حقيقةً هو العدو التركي فهو جعل من النقاط الاحتلالية المنتشرة على طول الطريق الدولي قلاع حصينة مدججة بكافة أنواع الأسلحة، واستخدامها كمنصات متقدمة لتهديد الأراضي السوريّة، وضرب حالة الاستقرار والأمان التي تحققت بفضل قوات سوريا الديمقراطية.
للأسف الدور الروسي، وحتى الحكومة السوريّة هو دور المتفرج بالرغم من الحالة الإنسانية، والعدوان الذي يمارسه العدو التركي بحق شعبنا في كل مرة تُستهدف فيها عين عيسى أو المناطق التابعة لها، وفي الفترة السابقة استطعنا أن نؤسس لثلاث نقاط مشتركة مع القوات الحكومية السوريّة في محيط عين عيسى تحت إشراف روسي، وكان الهدف منها هو وقف الانتهاكات ورصدها، وأيضاً لم تكن هنالك ردة فعل من قبل الجانب الروسي حيال ما يحصل من تعديات، على الرغم من قيامهم بتسيير رحلات للمدنيين بين (عين عيسى ـ تل تمر)، واستمرار العدو التركي باستهداف المدنيين على الطريق الدولي تحت أنظارهم دون أن يُبدوا موقفاً معيناً أو تحركاً من أي نوع إزاء هذه التعديات والجرائم.
بالطبع هنالك تخاذل من قبل المجتمع الدولي تجاه قوات سوريا الديمقراطية ابتداءً من الجانب الروسي وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي والدول العالمية الأخرى، قوات سوريا الديمقراطية دافعت عن العالم بأسره عندما كان مرتزقة داعش يهيمنون على أجزاء واسعة من الأراضي السوريّة، ويقومون بتهديد الأمن والسلم الدوليين، ويعبرون بكل حرية ومن كافة الجنسيات عبر الأراضي التركيّة، فهي من عمل على نشر الإرهاب وتصديره ودعمه في الأراضي السوريّة، العالم بأسره مسؤول عن هذا الصمت، وهنالك مسؤوليات أخلاقية وإنسانية من قبلهم لقوات سوريا الديمقراطية، ولم يتبلور موقف دولي واضح يُدين عدوان الدولة التركية المحتلة في الأراضي السوريّة أو يساعد على الحد من هذا العدوان، ونؤكد مرة أخرى بأنّنا صامدون على أرضنا ودفاعاً عن شعوبنا، وقيمنا الأخلاقية، والإنسانية، وليس لدينا خيار سوى الدفاع عن أرضنا حتى ولو دفعنا آخر قطرة من دمائنا ثمناً لحريتنا وكرامتنا.
السابق بوست
القادم بوست