ساعات طويلة من الانتظار للحصول على الخبز.. وحلول تلوح بالأفق

قامشلو/ رشا علي ـ

أزمة خبز خانقة تشهدها مدينة قامشلو منذ أيام واشتكى الأهالي من ذلك، وأشاروا إلى أنها باتت مشكلة يومية تؤرقهم، وأكدت إدارة الأفران أن هذه الأزمة ستحل قريباً..

تشهد مدينة قامشلو أزمة نقص في مادة الخبز منذ عدة أسابيع، في ظل تراجع إنتاج الدقيق بسبب ارتفاع الأسعار، إذ أصبح الحصول على الخبز الهمَّ الأول بين اهتمامات المواطنين، ويزداد أهمية مع كل صباح جديد، بسبب المعاناة الشديدة لتوفيره.

وبخصوص ذلك؛ التقت صحيفتنا “روناهي” مع العديد من المواطنين من سكان مدينة قامشلو وقد اشتكوا من نقص الخبز، حتى أنهم أصبحوا ينتظرون لساعات للحصول على المادة الأساسية في الحياة.

معاناة الحصول على الخبز

المواطن “بشير محمد شريف” رب عائلة مؤلفة من خمسة أفراد يحكي لنا معاناته للحصول على الخبز قائلاً: “سابقاً كنا نستهلك ربطتين من الخبز يومياً، والآن أصبح الحصول على الخبز صعب فأقضي ساعات طويلة حتى أحصل على الرغيف لأسرتي”.

وعبّر محمد شريف عن استيائه للوقوف لساعات في هذا الجو البرد من أجل الحصول على الخبز قائلاً: “فليكن الخبز متوفراً وإن كان بسعرٍ مرتفع”، ويرغب من الجهات المعنية توفير الطحين حتى بأسعار مرتفعة قليلاً، قائلاً في النهاية: “لا نعلم من يتحكم بأسعار الطحين والخبز ويخلق هذه الأزمة بين الشعب!”.

تأمين الخبز أصبح مشكلة يومية

أما المواطنة “نجاح إبراهيم” فقد بيَّنت لنا معاناتها في الحصول على الخبز لأن عائلتها كبيرة مؤلفة من عشرة أفراد، وبحاجة إلى مادة الخبز وبشكلٍ يومي، ومن أجل الحصول على الخبز تستيقظ نجاح قبل الساعة الخامسة صباحاً وتأتي إلى الفرن للحصول على ربطتي خبز لعائلتها، وحسب قولها فإن ربطتين لا تكفيهم في اليوم، بقولها: “أصبح تأمين الخبز مشكلة يومية نعاني منها، لا نستطيع شراء الخبز السياحي لأنه غالي الثمن، لا نستطيع تأمين ثمنه”.

واختتمت المواطنة نجاح إبراهيم حديثها: “الخبز مادة مهمة للجميع، نستطيع التخلي عن عدة مواد غذائية، أما الخبز فلا نستطيع التخلي عنه؛ لأنه مادة أساسية ونتمنى تأمينه بأقرب وقت”.

وطننا هو أرض القمح

وفي السياق ذاته التقينا بالمواطن “آلان أرسلان” من أهالي مدينة قامشلو، وهو مغترب منذ اثنتي عشرة سنة ويعيش في إحدى الدول الأوروبية، وهو يزور قامشلو الآن، ويتحدث لنا قائلاً: “منذ سنوات وأنا بعيد عن وطني، وفي زيارتي هذه تفاجأت بالأزمة الخانقة للخبز، على الرغم من وجود أزمة الكهرباء والماء ولكنها مقبولة بسبب الإمكانات القليلة، ولكن أزمة الخبز أتعجب لأن وطننا هو أرض القمح فلا ينبغي أن تخلق هذه الأزمة فيه”.

وفي نهاية حديثه تمنى أن يصبح الوضع أفضل في المستقبل القريب وقال: “كلما اشتقت إلى الوطن والأهل سآتي لزيارة روج آفا، وأتمنى في الزيارة القادمة أن يكون الوضع أفضل”.

كما والتقينا مع عدد من أصحاب المحال التجارية، والذين أكدوا لنا بأنهم كانوا يبيعون ربطة الخبز بمقدار ٥٠٠ ليرة, ولكن منذ أربعة أيام تم إيقاف توزيع الخبز على المحلات التجارية بسبب قلة إنتاج الأفران.

العمل بطاقة إنتاجية قليلة

ولمعرفة الأسباب التي تقف وراء أزمة الخبز المتفاقمة بين سكان مدينة قامشلو التقينا مع “عبد الرحيم حسين محمود“، وهو صاحب فرن الشمس، وأشار لنا بأنهم وحتى هذا اليوم لم يضربوا عن العمل في الفرن, وما زال يعمل ولكن بطاقة إنتاجية قليلة، ويبين قائلاً: “المشكلة الأساسية تكمن في الحصول على مادة الطحين وأسعارها التي ترتفع بشكل كبير”.

وأضاف عبد الرحيم بأنهم كانوا يشترون كيس الطحين مقابل ٢6 ألف ليرة سورية, وفي فترة زمنية قصيرة ارتفع سعره إلى ٤٣ ألف ليرة، ووضح قائلاً: “لقد أطلعنا الجهات المعنية في الإدارة الذاتية على وضع الأفران وأسعار الطحين، ونريد منهم وضع حل عاجل لهذه الأزمة”.

وتابع حديثه بأنهم لن يضربوا عن العمل لأي سبب كان، لكنهم مجبورون لتخفيض الإنتاج حتى إيجاد الحلول لهذه الأزمة: “نعمل لسبع ساعات يومياً ونستهلك طنان من الطحين، بينما كنا نستهلك سابقاً سبعة أطنان من الطحين وكان يصل إلى ٢٠ طن في المناسبات”.

عدم ارتفاع سعر الخبز إلا بصدور قرار رسمي

وأكد عبد الرحيم محمد بوجود أزمة كبيرة وضغط كبير على الفرن، وإن أغلبية المواطنين لا يحصلون على الخبز إلا بصعوبة بقوله: “حددنا كمية بيع الخبز للمواطنين بحيث لا يتجاوز الربطتين لكل مواطن أو مواطنة، وذلك لأجل أن يشمل التوزيع أكبر عدد ممكن من المواطنين”.

وفي نهاية حديثه نوه عبد الرحيم محمود صاحب فرن الشمس؛ بأنهم لن يرفعوا تسعيرة الخبز إلا بعد صدور قرار رسمي من الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بقوله: “أتمنى من الإدارة الذاتية إيجاد حل سريع وجذري، لأنه إذا لم يتم توفير الطحين وبأسعار مناسبة سيضطر أصحاب الأفران إلى رفع سعر الخبز أو إيقاف العمل، وفي الحالتين يكون المتضرر هو المواطن”.

وفي سياق الموضوع؛ التقت وكالة أنباء هاوار بالرئيس المشترك للإدارة العامة للأفران في إقليم الجزيرة محمود محمد الذي أشار إلى أن الإدارة اجتمعت مع أصحاب الأفران الخاصة بعد قرار إغلاق الأفران، وذلك للاطلاع على مطالبهم ومحاولة إيجاد حل للمشكلة، وأضاف: “وبناء عليه فقد أجرينا الدراسات اللازمة، وحالياً نحن في طور مناقشة الموضوع وإيجاد حل للمشكلة، ومن المقرر أن تصدر نتائج هذه المناقشات خلال اليومين القادمين”.

محمد ذكر أن إدارة الأفران أحالت مطالب أصحاب الأفران مرفقة بدراسة الإدارة إلى هيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة، وأضاف: “أصحاب الأفران الخاصة طلبوا زيادة سعر مبيع ربطة الخبز، لأن السعر الحالي لا يغطي تكاليف الإنتاج ولا يؤمن لهم الدخل اللازم للمعيشة”.

وحددت إدارة الأفران في وقت سابق سعر مبيع ربطة الخبز بـ 500 ليرة سورية. وحول أزمة الخبز التي برزت في الأيام الأخيرة قال محمد: “إن الأزمة حدثت بشكل خاص لأن قرار إغلاق الأفران الخاصة من قبل أصحابها تزامن مع تعطل أحد خطوط الإنتاج في الفرن الآلي العام، وقد تم إصلاح العطل في خط الإنتاج في الـ 15 من الشهر الجاري”، وأضاف: “بالنسبة لمدينة قامشلو سنعمل على إحداث خط إنتاج جديد يضاف إلى الخطوط الثلاثة الموجودة، من أجل زيادة كميات إنتاج الخبز”.

وبالنسبة للأفران الخاصة التي توقفت عن العمل بسبب المطالبة بزيادة سعر مبيع ربطة الخبز، قال محمود محمد: “إن الأفران الخاصة ستبدأ العمل اعتباراً من يوم غد، إلى حين صدور قرار بشأن مطالبهم”.