مع إعادة الانتشار التركيّ… إدلب تشهد جولة تسخين

حلب/ رامان آزاد ـ

متغيرات متتالية يشهدها ميدان إدلب، فقد أخلت أنقرة آخر نقاط المراقبة المحاصرة من قبل قوات النظام السوريّ، وراحت تنشئ نقاطاً بديلة، بالتوازي مع إدخال المزيد من القوات، فيما سجّل الميدان تسخيناً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، وتجدد القصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل المسلحة.

جيش الاحتلال التركي وإعادة انتشار نقاطه بإدلب

أخلى جيش الاحتلال التركيّ، الإثنين 11/1/2021، آخر نقاط المراقبة المحاصرة من قبل قوات النظام السوريّ بمحافظة إدلب. وتقع النقطة على الطريق الدوليّ M5 قرب مفرق الدوير جنوب سراقب. وخرجت نحو 20 آلية من النقطة المذكورة تحمل معدات عسكرية ولوجستية وكبائن حراسة، واتجهت نحو نقاطها الموجودة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبيّ. وفي اليوم نفسه أنشأ جيش الاحتلال التركي نقطة عسكرية جديدة في منطقة الوساطة جنوب الأتارب بريف حلب الغربي، وتمركزت آليات وأسلحة ثقيلة وشاحنات إضافة إلى عربات مصفحة، وتقع النقطة التركيّة الجديدة قرب خطوط التماس مع قوات النظام.

وباشرت تركيا اعتباراً من 3/10/2017 بإنشاء أول نقطة في قرية صلوة، توصلت بعدها الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران)، في 15/9/2017، إلى اتفاق بشأن إنشاء “منطقة خفض توتر” في إدلب.

فيما تواصل أنقرة تعزيز قواتها في إدلب، دخل آخر رتلٍ من التعزيزات بعد منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، عبر معبر كفر لوسين الحدوديّ، وضمَّ 15 آليّة محمّلة بمعدات عسكريّة ولوجستيّة، وتوجه إلى نقاط المراقبة المنتشرة في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

ومع استمرار تدفق الأرتال التركيّة، فقد بلغ عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد في 5/3/2020، نحو 8030 آلية، بالإضافة لوجود نحو 10 آلاف جندي تركيّ داخل الأراضي السورية، ليتجاوز عدد الآليات العسكريّة التي وصلت منطقة “خفض التصعيد” 11530 شاحنة وآلية عسكريّة.

معارك إدلب

قصفت قوات النظام صباح الثلاثاء 12/1/2021، مناطق في الفطيرة وسفوهن وكنصفرة والبارة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، هذا واستهدفت بالقذائف والرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل الإثنين، مواقع في العنكاوي والعمقية وقليدين بسهل الغاب شمال غربي حماة، وحلقت طائرات استطلاع في سماء المنطقة. كما قصفت مدفعية قوات النظام محاور كبانة بريف اللاذقية، ومحاور سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وكذلك قرى وبلدات في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

واستهدفت الفصائل يوم الأحد، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، تجمعات قوات النظام في معسكر جورين، وقرية معرة موخص بريف إدلب الجنوبي، وقتل 11 عنصراً من “جيش النصر”، في عملية تسلل لقوات النظام بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين، على نقاط الفصيل المنخرط في صفوف الجبهة الوطنية، على محور قرية العنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة.

اضطراب أمنيّ

في مساء 12/1/2021 وقعت اشتباكات على أطراف مدينة كفر تخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، بين القوى الأمنيّة التابعة لهيئة تحرير الشام، وخلايا داعش تتخذ من منزل بالمدينة وكراً لها، واستمرت الاشتباكات لأكثر من ساعة، استخدمت خلالها القنابل والأسلحة الرشاشة، تزامناً مع ذلك استقدمت “تحرير الشام” تعزيزات إلى المنطقة، ونشرت حواجز أمنيّة على الطرقات الرئيسيّة والفرعيّة، وتمكنت “تحرير الشام” من السيطرة على المنزل، دون معرفة مصير “الخلية” حتى الآن.

وشهدت إدلب استنفاراً أمنياً لعناصر هيئة تحرير الشام منذ فجر الثلاثاء، وانتشرت عشرات الآليات مدججة بالسلاح، ومن المرتقب أن تبدأ حملة أمنية واسعة تستهدف خلايا داعش. وكان مجهولون قد نفذوا هجوماً مسلحاً على حاجز لهيئة “تحرير الشام” في مدخل جنوب إدلب قرب بلدة المسطومة ما أدى لمقتل اثنين من عناصر الحاجز.

في 12/1/2021 قتل ثلاثة عناصر من حراس الدين على محور سهل الغاب، جراء وقوعهم في حقل ألغام، أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع قوات النظام. ووثق المرصد السوري مقتل عنصر من الفصائل على محور التفاحية بريف اللاذقية الشمالي.