أصحاب المواشي يتخوّفون من قلةِ المراعي

جل آغا/ غزال العمر ـ

مخاوف ترافق أصحاب المواشي ورعاة الأغنام بريف مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا إزاء تأخّر هطول الأمطار وقلة كميتها مقارنةً بالعام الفائت مما تسبب بشح المراعي وعدم توفرها بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد العلفية التي أرهقتهم.

عدنان المطلق خمس وخمسين عاماً أحد أصحاب المواشي في ناحية جل آغا بشمال وشرق سوريا يمارس مهنة رعي الأغنام منذ ٢٥ عاماً يصف لصحيفتنا “روناهي” معاناته ورفاقه من أصحاب المواشي قائلاً: “الأرض حمراء قاحلة وكمية الأمطار لا تبشر بالخير”.

وأضاف المطلق الذي يترجل حماره وقد بدا متعباً من طول المسافة التي يقصدها وأغنامه للرعي دون فائدة “بمثل هذه الأيام العشب يملأ الأراضي”.

 غلاء المنتجات الحيوانية

 ليتابع المطلق حديثه: “تأخر المطر له تأثير سلبي على الجميع “الخير يعم” فعند توفر المراعي تزيد الخيرات وتنخفض أسعار المنتجات الحيوانية من حليب وأجبان وسمن عدا عن بيع الصوف اليوم سعر كيلو الحليب يصل إلى٧٠٠ ليرة سورية ولبن الغنم إلى 1500 ل.س. كما أنّه بالمقابل الأعلاف من الشعير والتبن والنخالة أسعارها مرتفعة” “لا قدرة لنا على شراء العلف بهذه الأسعار”.

وأضاف المطلق بالقول: “حياتنا مرتبطة بوجود الأغنام؛ فهم كريفيين يعتمدون عليها في تأمين مستلزمات حياتهم وتعد ركيزتهم الأساسية في معيشتهم”.

 غلاء العلف وضعف القدرة الشرائية

 فيما يؤكد أحمد العمر 28عاماً شابٌ من ريف ناحية جل آغا يعمل في رعي الأغنام منذ صغره والذي بدا قلقاً من خسارته لبعض أغنامه والتخفيف من عددها جراء غلاء العلف فيما إذا استمرت مشكلة عدم وجود المراعي قال مشيراً بأنّ: “لا قدرة لنا على علفها كلّها، نبيع قسم لنحافظ على بقية القطيع ونؤمّن علفه”.

“اليوم كيلو الشعير يباع بـ ٣٥٠ ليرة؛ التبن بـ ١٢٥ ليرة سورية”؛ والنخالة والقمح وكافة المواد العلفية في ارتفاع يعزوه التجار لارتفاع الدولار. وأضاف: “المواشي لا تأكل فقط فهي أرواح أيضاً تمرض وتتعب وتحتاج لطبابة وعلاج” الأدوية البيطرية مصروف ثانٍ يُثقل كاهلهم كرعاة حسب تعبير العمر.

 مطالبة أصحاب المواشي بحلول

 هذا وقد طالب العمر الجهات المعنية المسؤولة عن الثروة الحيوانية بدعمهم والاهتمام بهم كأصحاب مهنة مرتبطة بالمناخ ومدهم بالعلف والأدوية وخاصةً في مثل هذه الظروف: “كزرع مساحات رعوية مروية يخصصونها للرعي كالبرسيم والفصة والشعير” تحسباً لمواجهة هكذا ظروف.

ويزيد قلق العمر مع تهريب الأغنام للخارج موضحاً بأنّ الرأس الذي نبيعه لن نستطيع تعويضه، ولأحمد العمر الذي انعزل بأغنامه بأطراف البلدة مخاوف من بيع مواشيه بخسارة “في مثل هذه الظروف ينخفض سعر رأس الغنم ويرتفع سعر العلف”.

“لا دعم”

فيما يؤكد الطبيب البيطري في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في ناحية جل آغا محمد عمر بأنّهم كجهة مسؤولة يُعرِبون عن استيائهم من قلة الدعم الذي لا يقدم لهم كجهة معنية من إمكانات تخولهم لدعم أصحاب المواشي حيث قال: “نقدم لأغنامهم اللقاحات فقط مثل لقاحات “الجدري والانتروتوكسيميا للبقر والأغنام بشكل دوري” يتقدمون بطلب ونقدم لهم اللقاحات المجانية”.

وفيما إذا كان هناك خطط مستقبلية تخفف من أعباء تثقل كاهل الرعاة وأصحاب المواشي قال عمر: “في الوقت الراهن لا يوجد شيء واضح ولا نعرف فيما إذا كان عام 2021م يحمل خطط تصب بصالح أصحاب المواشي”.

وعن تأمين المرعى قال الطبيب البيطري في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في ناحية جل آغا محمد عمر: “هناك خطة للاستفادة من مياه سدي جل آغا والذخيرة لكن بالزراعة وليس الرعي”.