بيريفان أصلان: “العملاء الأتراك في أوروبا يهدفون لتنفيذ اغتيالات بحق الناشطين والمعارضين”

إعداد/ رفيق إبراهيم-

جددت السياسية والنائبة النمساوية البارزة بيريفان أصلان، اتهامها للاستخبارات التركية بالوقوف وراء التخطيط لاغتيالها مع سياسيين نمساويين آخرين، بالتزامن مع إعلان فيينا، وأكدت بأن ترحيل العميل التركي فياض أوزتورك الذي يحمل الجنسية الإيطالية من أراضيها، بسبب اعترافه قبل أشهر للسلطات النمساوية بعضويته في جهاز الاستخبارات التركي (ميت)، وأنه كان تلقى أوامر باغتيال أصلان في آب من العام الماضي، العملاء الأتراك منتشرون في الدول الأوروبية بهدف تنفيذ اغتيالات بحق الناشطين الذين يعادون سياسات تركيا في المنطقة.

الناشطون والمعارضون للسياسة التركيّة معرضون للخطر

حول ذلك تحدثت بيريفان أصلان التي تنحدر من أصول كردية وهي نائبة سابقة في البرلمان النمساوي وعضوة في مجلس العاصمة النمساوية لوكالة فرانس برس للأنباء فقالت: إن “العميل التركي فياض أوزتورك اعترف قبل أشهر حين سلّم نفسه للسلطات النمساوية بأنه كان ينوي اغتيالي بعدما تلقى أوامر بذلك من الاستخبارات التركية، أوزتورك كان ينوي أيضاً اغتيال سياسيين نمساويين وغيرهم، حيث تعرضت حياتي للخطر أكثر من الآخرين على اعتبار أنني من أصلٍ كردي، وأعارض سياسات أردوغان، وبالتالي كنت من ضمن أولوياته”.

وتابعت بيريفان بقولها: “دور السلطات التركية في هذا المخطط غير معلن، ذلك أن عمليات الاغتيال والتخطيط لها تتم بسريةٍ تامّة، إذ لا يمكن لأي دولة في العالم الكشف عن مثل هذه الأمور، لكن ما يؤكد تورط أنقرة في ذلك مباشرةً هو محاولة اثنين من محاميي العميل التركي تبرئته من التهم المنسوبة إليه”.

وكشفت بيريفان بأن هناك مصادر أكدت بأن اثنين من محاميي أوزتورك وهما من أصلٍ مجري ظهرا بشكلٍ مفاجئ ليرويان قصة مختلفة تماماً عن اعترافات موكلهما، في سعي حثيث لتبرئة الاستخبارات التركية من تورطها في مثل هذه القضايا، وهذا أمر يثير جملة من التساؤلات، وعلى سبيل المثال مَنْ يدفع لهم الرسوم المالية؟ رغم أن المدعي العام حظر حسابات العميل المصرفية، وكان قد طلب المال من مسؤول نمساوي، وأوضحت بأن السلطات الإيطالية ستقدّم المساعدة القانونية للقضاء النمساوي بعد ترحيل أوزتورك إلى أراضيها.

على الجميع محاربة ثقافة الكراهيّة بين الشعوب

وأردفت بيريفان قائلةً: يجب أن يُحاكم أوزتورك لما يشكل خطراً على حياة الكثيرين من المعارضين للنظام التركي وبخاصة الكرد، وتأخذ العدالة مجراها، والمؤسسة القضائية في النمسا هي التي تقوم بحمايتي في الوقت الحالي، منذ أن تم تقييد حريتي قبل أشهر لوجود خطر كبير على حياتي، وسبب تعرضي للتهديدات من قبل المخابرات التركية هو دفاعي المستمر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهذه التهديدات لن تثنيني عن مواصلة كفاحي ونضالي من أجل تحقيق العدالة والحرية وكرامة الإنسان، وعلى الجميع العمل من أجل محاربة ثقافة الكراهية بين الشعوب.

ومن الجدير الإشارة إليه بأن العميل التركي سلّم نفسه للسلطات النمساوية قبل أشهر، بحسب ما أفادت به بيريفان أصلان لاعتقاده بأنه سيتحمّل المسؤولية بمفرده، حيث كان مخططه يهدف لاغتيالي مع نمساويين آخرين وهما بيتر بيلز وأندرياس شيدر، عضو البرلمان الأوروبي، وأوزتورك البالغ من العمر 53 عاماً، كان يبدو خائفاً على نفسه وعلى أفراد أسرته، ولذلك استسلم في فيينا وتراجع عن تنفيذ مخططه وطلب الحماية من سلطاتها ويبدو أنه كان مهدداً من قبل الاستخبارات التركيّة، بحسب ما أفادت به بيريفان أصلان.

والصحف النمساوية قد أكدت في وقت سابق بأن أوزتورك أبلغ المحققين بأنه أدلى بشهادة زور أمام القضاء التركي، ما أدى إلى إدانة موظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول في يونيو الماضي، وقد يواجه السجن لعامين بعد أن وجّهت النيابة العامة النمساوية له تهمة التخابر مع جهة أجنبية.

حيث كان من المقرر إجراء محاكمة العميل التركي أوزتورك في الرابع من شباط القادم، وقالت محاميته فيرونيكا أويفاروي بأن السلطات النمساوية اعتبرته خطراً على الأمن العام النمساوي، وأنه قد يعود إلى فيينا بشكل مؤقت قبل ترحيله من هناك.