تقرير/ وفاء الشيخ –
روناهي/ قامشلو ـ في فصل الصيف الحار يلجأ الناس عامةً إلى تناول المرطبات وأنواع البوظة المثلجة (الآيس كريم) لإطفاء لهيب الحر، وتختلف نكهات البوظة المثلجة التي يحبذها الأطفال والكبار كلٍّ حسب ذوقه.
هنا في مناطق إقليم الجزيرة وبخاصة قامشلو تنتشر محلات البوظة في كل مكان، كون المنطقة تعرف بطقسها الحار جداً في فصل الصيف، ويتفنن صانعو البوظة بصنعها بالعديد من النكهات بـ (الفستق الحلبي والشوكولا والكرز والتوت والموز والفراولة وغيرها).
وتشهد تلك المحلات إقبالاً شديداً عليها لشراء مختلف أنواع البوظة اللذيذة وبخاصة في فترة الظهيرة للشعور ببعض الانتعاش والتخفيف من الحر الشديد، واللافت للنظر أيضاً هو عمل المرأة في صناعة البوظة وإبداعها فيه. فها هي صانعة البوظة ساجدة الحسين تبرَع في عملها وتتقن صناعة البوظة بكلِّ أنواعها وأشكالها على الرغم من صغر سنها وهي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً فقط. ولمعرفة المزيد عن طرق صنع البوظة ودور المرأة في صنعها، توجهت صحيفتنا إلى معمل أوسكار في مدينة قامشلو والمعروف بصناعته للبوظة ذات المذاق الطيب وبأجود أنواعها والذي تعمل فيه ساجدة.
تعمل ساجدة في معمل البوظة منذ فترة طويلة إلى جانب دراستها، وتقوم بمساعدة أهلها من خلال ممارستها لمهنة صناعة البوظة التي تحبها، وتعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً، وبالنسبة لطرق صناعة البوظة حدثتنا ساجدة قائلةً: “نصنع عدة أنواع من البوظة ومنها بوظة الحليب التي يدخل في تكوينها السكر والحليب ومادة تدعى بالباز، ويستخدم نوعان من الحليب (البقر أو الغنم). أقوم بخلط هذه المواد لمدة نصف ساعة حتى يصبح لدي خليط متماسك تقريباً، بعدها أضعه في آلة البوظة لمدة ربع ساعة حتى تتماسك بشكل أفضل، وأقوم بوضع أجود أنواع الفستق الحلبي عليها بعد تكسيره إلى قطع متناسبة، أما بالنسبة للنوع الثاني للبوظة؛ فهي بوظة الفواكه، فأضع نكهات ضمن الخليط من الفواكه الطبيعية كالفريز والتوت والموز، ونستخدم في معملنا أيضاً عصائر الفواكه المستوردة من إيطاليا، والتي تتمتع بمذاق طيب، ونحرص على أن يكون لمنتجاتنا من البوظة بصمة خاصة بين المنتجات الأخرى، إضافة إلى تزيينها بالمكسرات وقطع الفواكه، وأيضاً هناك بوظة بطعم الشوكولا، وهي الأكثر طلباً من قبل الزبائن، إضافة إلى أن البوظة تصنع بأشكالٍ مختلفة حسب طلب الزبون، فالبعض يحب أن نضعها بقرون من البسكوت، والبعض يحبذ شراءها في علب بلاستيكية، وهنالك إقبال شديد على منتجاتنا وبأسعار مناسبة”.
وأكدت ساجدة بالقول: “أحب هذه المهنة وأحاول تطويرها بشكل أفضل والتفنن بنكهاتها، وإضافة نكهاتٍ جديدة بين فترة وأخرى”.
ومن جهتها؛ حدثتنا فرح المحمد التي كانت تشتري البوظة لأطفالها قائلةً: “أنا من عشاق البوظة، وأحب شراءها في أي وقت، لأن مذاقها لذيذ ومنظرها يلفت الأنظار، وآتي إلى هنا كل يوم لشرائها لأنها أصبحت مادةً أساسيةً من مأكولاتنا اليومية، وبخاصة في فصل الصيف، حتى أننا أحياناً نأخذ كمية أكبر ونقوم بتقديمها للضيوف، فبمجرد معرفتهم أن البوظة هي من صنع الفتاة ساجدة يطلبون المزيد”.
وأكدت فرح: “يحبذ الجميع ما تصنعه ساجدة بكل إتقانٍ وفن من أنواع البوظة، ولنا الفخر نحن النساء بهذه الفتاة المجتهدة في عملها، فنحن نأتي من أمكنة بعيدة إلى هنا لتناول بوظة من صنع يديها، فهي المحببة للجميع صغاراً وكباراً”.
