نازحو دير الزور: السرقة أو الموت جوعاً لمن يفكر بالعودة لبيته

تحدث نازحون فروا من مناطق العشارة وقرية الشوين بريف دير الزور، ويقطنون في مخيم الرجم الأبيض بريف الرقة عن الأسباب التي منعتهم من العودة لديارهم، لافتين إلى أن السرقة أو الموت جوعاً مصير من يفكر بالعودة إلى منزله.

في المخيمات العشوائية بريف الرقة الشمالي تقف آلاف العوائل النازحة من مختلف المدن السورية ولا سيما مدينة دير الزور التي يشكل نازحوها الغالبية المطلقة في هذه المخيمات.

واختار النازحون الحقول والمناطق الزراعية ليبنوا خيمهم فيها لتوافر فرص العمل ووفرة المياه أو الحصول على بعض فرص العمل في الحقول الزراعية وغيرها والتي قد يساعدهم العمل فيها على تأمين متطلباتهم اليومية، وبالرغم من الحالة المادية المتردية التي يعيشها النازحون ولاسيما في مخيم الرجم الأبيض بريف الرقة، لقلة الدعم المقدم من المنظمات، إلا أنهم اختاروا البقاء فيها بعيداً عن ديارهم.

هذا مصير من يفكر بالعودة!

خلال جولة لمراسلي وكالة هاوار على المخيمات العشوائية بريف الرقة الشمالي التي يقطنها آلاف النازحين من مختلف المدن السورية وغالبيتهم من مدينة دير الزور وريفها، الذين قرروا البقاء هنا بالرغم من طرد داعش من مناطقهم، التقى المراسلون بنازحي دير الزور وكان السؤال هو؛ ما سبب بقائكم هنا؟

النازح أحمد كمال العلي من ناحية العشارة بريف دير الزور قال: “مضى على تهجيرنا من ديارنا ما يقارب العام، واخترنا العيش هنا لكون المنطقة أكثر أماناً من مناطقنا، ويمكن الحصول على فرص عمل لتحصيل قوت أطفالنا، أهم الأسباب التي تحول دون العودة لمنازلنا غلاء الأسعار وعدم توافر الأمن هناك”. وأضاف: “نستطيع هنا الاستدانة من بعض أصحاب المحال التجارية والبقاليات للحصول على ما نحتاجه لحين الحصول على فرصة عمل وإيفاء الدين، على عكس ما يحدث هناك، فيرفض البائعون والتجار التعامل بالدين لافتقاد المنطقة للأمن وخوفاً من ضياع الحقوق التي لا توجد جهة تعيدها من مغتصبيها”، أما النازح بدوي السليمان فذهب إلى بيته بناحية العشارة بدير الزور ليطلع على الأوضاع ويتفقد بيته تمهيداً للعودة إليه فوجده خالياً حتى من أسلاك الكهرباء التي “دفنت بالجدران”.

وخلال بقائه هناك لأيام وصف النازح الحالة التي يعيشها الأهالي: “تنتشر السرقات بشكل واسع هناك من قبل المسلحين الذين لا تُعرف لِمن تبعيتهم، يأخذون ما يعجبهم من الأهالي قسراً بالسلاح دون رقابة أو مسائلة من أحد”. أما نورة الجفال وهي نازحة من قرية الشوين بريف دير الزور، فقالت بهذا الصدد: “لم يعد من النازحين الذين رافقونا إلى هنا سوى أصحاب الدخل المادي الجيد أو من يمتلك المال ليصرف على عائلته في ظل انعدام فرص العمل وغلاء الأسعار هناك”.

ويناشد النازحون المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة النظر في أوضاعهم ومد يد العون والمساعدة لهم، وشددوا على ضرورة استبدال خيمهم المهترئة والتي مضى على نصبها ما يقارب العام واهترأت بسبب أشعة الشمس والعوامل الجوية وذلك قبل أن يحل فصل الشتاء.

ومخيم الرجم الأبيض الذي يقطنه هؤلاء النازحون يحوي ما يقارب الـ 700عائلة نزحوا من ريف دير الزور جنوب نهر الفرات، وتنتشر خيمهم بشكل عشوائي في القرية والحقول الزراعية المحيطة.