آلدار خليل: “هدفنا هو خدمة شعوب شمال سوريا”

تقرير/ رفيق ابراهيم –

في محاضرة للرئيس المشترك للهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل بمقر اتحاد كتاب الكرد في سوريا، وبحضور لفيف من المثقفين والأدباء ومن مختلف أنحاء إقليم الجزيرة تناول فيها الأوضاع الأخيرة التي تمر الشمال السوري بخاصة والمنطقة بشكلٍ عام، حيث تطرق فيها إلى شرح عام للأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة، وعموم الأجزاء الكردستانية.

التضحيات الكبيرة أدت لتحقيق المكتسبات

أشار آلدار خليل من خلالها إلى المكتسبات التي تحققت في روج آفا وشمال سوريا كانت بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمت قرابين لتحقيق تلك المكتسبات، حيث حارب أبناء وبنات روج آفا وشمال سوريا المرتزقة والإرهابيين، وحرروا مساحات واسعة منهم ما أدى إلى توفير الأمن والاستقرار في مناطقنا وسط الفوضى العارمة التي كانت ولا زالت تشهدها بعض المناطق في سوريا. وأضاف: “نسير اليوم على نهج ثورة روج آفا وشمال سوريا في الحرية والديمقراطية وتحقيق أهداف شعوب الشمال السوري بأكملها في الديمقراطية واللامركزية وتحقيق مطالب جميع شعوب شمال سوريا. والحفاظ على هذه المكتسبات التي حققتها ثورة روج آفا توجهنا إلى تنظيم الشعب وتدريبه فكرياً وسياساً وعسكرياً. وعلينا كشعوب في هذه المنطقة تنظيم صفوفنا للحفاظ على هذه المكتسبات التي تحققت، ولا أنفي أن هناك بعض التقصير هنا وهناك، ومنذ البداية حاول الأعداء كسر إرادتنا فهاجموا سري كانيه في محاولة يائسة لاستهداف الشعب الكردي والقضاء عليه، ومن ثم الكل يتذكر الهجمات الكبيرة على مناطقنا في كوباني وعفرين ولكننا لم نقف مكتوفي الأيدي حيالها، بل حاربنا العدو بكل ما نملك وقدمنا الآلاف من الشهداء في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة شعبنا”.

سيخلد التاريخ شجاعة الشعب الكردي ومقاومته

وتحدث خليل عما جرى في عفرين والمقاومة المستمرة هناك قائلاً: “أبدى شعبنا مقاومة عظيمة ضد جيش الاحتلال التركي في مدينة عفرين، حيث قاوم قرابة شهرين كاملين، وصمد أمام طائرات وصواريخ ثاني أكبر دولة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وسيخلد التاريخ شجاعة الشعب الكردي ومقاومته التي أبداها في سفر صفحاته. وإقليم عفرين الذي احتل من قبل الجيش التركي لن يبقى تحت نير الاحتلال، ونؤكد لشعبنا أننا سنحرر عفرين عاجلاً أم آجلاً مهما كلَّف الأمر من تضحيات. فمقاومة العصر مستمرة عبر المرحلة الثانية منها، وهناك عمليات يومية لوحدات حماية الشعب والمرأة بالرغم من مواجهتها صعوبات كبيرة، وستستمر هذه العمليات النوعية وستزداد وتيرتها؛ لأننا عاهدنا شعبنا بأننا سنحرر مدينة عفرين وسنعيدها لأهلها وسيعود الجميع إلى مناطقهم وأرضهم، وإلى جانب ذلك نقوم بالعمل الدبلوماسي على أعلى المستويات مع القوى المؤثرة في الحدث السوري، ولمسنا بعض النتائج الإيجابية من عدة أطراف لتساهم معنا في تحرير مدينة عفرين من الاحتلال التركي والمرتزقة الموالين لها”.

وأردف خليل قائلاً: “هناك مجموعة من الدول العربية والغربية لديها علاقة جيدة مع الإدارة الذاتية الديمقراطية ونعمل على تطوير هذه العلاقات معهم، ولكننا نعتمد على أنفسنا وشعبنا بالدرجة الأولى في قضايانا المصيرية. وتحالفاتنا مع الآخرين هي من أجل مصالح شعبنا وقد تكون هذه التحالفات مؤقتة”.

الدولة التركية هو العدو الأول للشعب السوري

وحول الوضع السوري بشكل عام تحدث آلدار خليل قائلاً: “أصبحت سوريا بؤرة صراع للكثير من الدول الغربية والإقليمية، ودخلت هذه القوى إلى سوريا من أجل مصالحها ونفوذها لا من أجل مصلحة الشعب السوري، لذلك ستشهد سوريا صراعاً مستمرا بين هذه الاطراف حتى تحقق مصالحها”.

وأكد خليل على أنَّ الدولة التركية هي العدو الأول للشعب السوري عامةً والشعب الكردي بخاصةٍ، وتسعى جاهدة للقضاء على الشعب الكردي في كل مكان، وتشن هجمات عليه منذ بداية ثورة روج آفا عبر إرسالها مجموعات المرتزقة وتقديم الدعم اللامحدود لهم ولا سيما مرتزقة داعش في هجماتها على الكرد ضمن مناطقهم، وكذلك تشن هجمات على شنكال بالطائرات، كما وحاربت الكرد في باشور كردستان عندما أعلن الشعب الكردي الاستفتاء، وتحاول تركيا بكل قوتها ضرب حركة التحرر الكردستانية ومكتسباتها في أي مكان وجدت.

وبخصوص الحوار مع النظام السوري قال خليل: “نحن مع مبدأ الحوار لأننا نريد حلولاً سياسية وسلمية للأزمة السورية ونحن حررنا مساحات كبيرة من الأراضي السورية من الإرهاب، وقضينا بشكل شبه نهائي على مرتزقة داعش، واتهمنا البعض بمساعينا لتقسيم سوريا واتضح أخيراً من يريد التقسيم ومن يحافظ على وحدة الأراضي السورية. إن الحوارات الجارية بين وفد مجلس سوريا الديمقراطية ووفد النظام السوري هي محاولة لتحقيق المطالب المحقة لشعبنا من خلال هذه اللقاءات، وإذا توصلنا إلى تفاهم عندها ستُحل معها الكثير من المشاكل في المنطقة، وإذا لم ننجح في الوصول إلى النتائج المرجوة فعند ذلك لا نخسر شيئاً، بل سنتابع كفاحنا ونضالنا من أجل تحقيق ما نهدف إليه لخدمة شعبنا وجميع شعوب روج آفا وشمال سوريا”.

وأنهى المشترك للهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل محاضرته بالتحدث عن المؤتمر الكردستاني قائلاً: “لقد عقدنا المؤتمر الوطني الكردستاني عدة مرات إلا أن بعض الجهات والأطراف امتنعوا عن المشاركة فيه؛ لأنهم لا يريدون توحيد صفوف الحركة الكردية ووقوفها في وجه أعداء الكرد، ونحن من جهتنا جاهزون لعقد مؤتمر وطني كردستاني جديد في أي وقت لأننا نرى في انعقاد المؤتمر وحدة الشعب الكردي وطريقاً واضحاً للخلاص والوقوف في وجه أعدائنا وتحقيق النصر”.